قصــــــــــة “ابتعد عن الضوء!” ج6 والأخير
هناك كلمة مضادة للصداقة ألا وهي الغدر، والغدر وحده كفيل بشق قلب الإنسان منا لنصفين، فما بالنا إن كان من أقرب الأقربين إلينا؟!
ولازلنا نستكمل قصتنا (ابتعد عن الضوء) بكل أحداثها المريبة والمخيفة بعض الشيء، لك عزيزنا القارئ أن تتخيل نفسك مكان صاحب القصة نفسه وتسأل نفسك ماذا كنت بفاعل حينها؟!
قصــــــــــة “ابتعد عن الضوء!” ج6 والأخير
فأجابه كارلوس: “وما المدهش في الأمر؟!، كل ما فعلته هو أنني استعلمت عقلي واستغليت كل ما مررنا به لصالحنا ولنجاتنا، فهذه الجمل التي رددتها كنت دوما أقرأها مكتوبة على كثير من الأماكن حتى أنها كتبت على السيارة هذه، أبهذه السرعة نسيت؟!”
كانت هذه الجمل لها أثر الفعل على نفوس المجرمين المنتشرين بكل الأرجاء بطريقة موحشة ومريبة في نفس الوقت؛ واستمرت رحلة هروبهم لمسافات استغرقت قرابة الخمسة ساعات من السير دون التوقف خشية أن تعود الكهرباء عليهم من جديد فيضطروا للتوقف بأي مكان، وهم لا يعلمون ما الذي سيواجهون فيه!
وأخيرا وصلوا لمدينة تدعى “ليف أووك”، ولكن كانت المشكلة الوحيدة بهذه المدينة والتي منعتهم من الاستمرار أن هذه المدينة كانت مشتعلة بالكهرباء بكل مكان، وكانت الاشتباكات بكل مكان من حولهم، فهم على مسافة بعيدة ويرون ويسمعون أصوات إطلاق النيران المتبادلة بينهم، فلم يجدوا حلا أمامهم للنجاة بأرواحهم إلا التوقف جانبا والنزول من السيارة والبحث عن ملاذ آمن بالنسبة لهم في الوقت الراهن.
وبالفعل استطاعوا أن يصلوا لأحد البيوت، ووجدوه مفتوحا بالفعل، لم يهمسوا قرابة النصف ساعة خشية من معرفة مخبأهم ولكنهم في النهاية عندما اطمئنوا رأوا ضرورة تشغيل التلفاز لمعرفة آخر الأخبار، ووجدوا بالنشرات الإخبارية أن الوضع قد خرج عن السيطرة بولاية فلوريدا، وأنه على الرغم من محاولات القوات الأمنية الأمريكية بكل طواقهما من السيطرة على الوضع إلا إنهم فشلوا فشلا ذريعا في ذلك.
فهم صاحبنا وأخيرا الوضع، واستطاع أن يضع السيناريوهات لكل المواقف التي مر بها خلال الفترة العصيبة الأخيرة، لقد أعلنت أمريكا عن يوم للجريمة كل عام، يوم لا يسئل الفاعل عن جرائمه على الإطلاق، فاستغل المجرمون والخارجون عن القانون ذلك اليوم أسوأ استغلال، وأن ذلك اليوم مر عليه سبعة أيام والوضع خارج عن السيطرة، ولا يوجد أحد بإمكانه الحد من الشغب والجرائم التي تحدث، فقد تجاوزت أعداد لا تعد ولا تحصى من سرقات ونهب وقتل أرواح بريئة.
وأثناء ذلك سمعوا صوت سيارة بالقرب من المنزل الذي يختبئون بداخله، وكلها ثواني معدودة وأدركوا أن أحدهم يكسر باب المنزل عليهم بعدما أحكموا وصده، فقرروا الذهاب للطابق العلوي، فكل من حولهم مسلحين، وتمكنوا من كسر الباب ودخول المنزل، وقاموا بسرقة كل ما به من أشياء ثمينة، وأحدهم صعد للطابق العلوي، وكلها خطوات بينه وبين الثلاثة إلا أن رفيقا له صرخ مناديا: “اخرج في الحال فقوات الأمن في طريقها إلينا”!
فنزل مسرعا تاركا إياهم، أما عنهم فقد احتاروا من الخروج مسرعين للوصول لرجال الأمن، ولكنهم كانوا واثقين بأنهم إن لم يتمكنوا من الوصول إليهم فنهايتهم حتما ستكون حينها؛ وكلها لحظات وسمع صاحبنا صوت سيارتهم وقد أخذها المجرمون، وصوت رجل يتحدث بمكبر صوت مناديا في المجرمين… “سلموا أنفسكم بهدوء وإلا ستقتلون”!
باتوا في لحظات عصيبة لا يدرون أيكملون رحلة الهروب وهم باتوا على حدود ولاية فلوريدا أم يستنجدون برجال الشرطة، ولكن في جميع الحالات سيكون القرار صعب وعواقبه وخيمة وخطيرة للغاية، فرجال العصابات أقرب إليهم من رجال الشرطة؛ وفي النهاية قرر صاحبنا أن يذهبوا لمكان صغير بالزاوية يختبئوا فيه ريثما تتقدم إليهم قوات الأمن.
وفجأة دون أن يشعروا دخل عليهم ستة أشخاص ملثمين، وأحدهم قال: “لقد أحسنت صنيعا كارلوس”!؛ “كارلوس” كان من البداية واحدا منهم!، كان مندس بيننا كانت علامات التعجب والدهشة والصدمة قوية على ثلاثتهم، ولكنها لم تدم طويلا إذ أمسك “كارلوس” بسلاحه وصوبه ناحية “ريك”، وأطلق عليه رصاصة استقرت بكتفه، وبين صرخات إيلينا ودهشة وانزعاج صاحبنا قال كارلوس: “إنني لا أريد له الموت المريح، أريده أن يتعذب طويلا قبل موته”.
وفجأة سارعوا الرجال بربط أيدينا خلف ظهورنا والدماء تسيل من إريك ولم يبدوا له أي اهتمام، وقاموا بتعصيب عيوننا، هنا كانت النهاية حتما لنا جميعا، لم أشغل بالي بأي شيء إلا أن النهاية وسط كل هذه الأحداث الغريبة التي لم أتوقع يوما أن أمر بها ولو حتى بأحلامي لابد لها من نهاية محزنة، لابد من نهاية تكلفني حياتي.
كانوا على وشك تنفيذ حكم الإعدام بنا، أو بالأحرى كانوا على وشك تصفيتنا وفجأة سمعنا تبادل إطلاق نيران من حولنا، لم ندري ما الذي حدث من حولنا، ولكن صاحبنا شعر بيد شخص تعينه على النهوض وتنزع عنه عصابة عينيه، فوجئ بأنه رجل من رجال الشرطة الذين كانوا يحيطون بهم من كل مكان واتجاه، ووجدوا “كارلوس” غارقا في دمائه، وعلى الرغم مما فعله بهم إلا إنهم حزنوا عليه كثيرا.
تم نقلهم من ولاية “فلوريد” بواسطة طائرة هليكوبتر، وأخيرا نشر صاحبنا آخر منشور له بأنه بإحدى المستشفيات وقد اطمئن على صديقه “إريك” وأن حالته الصحية باتت مستقرة.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رعب ريبر بعنوان “ابتعد عن الضوء!” ج1
والجزء الثاني من القصة والأكثر تشويقا: قصــــة “ابتعد عن الضوء!” ج2
والجزء الثالث: قصــــــــــة “ابتعد عن الضوء!” ج3
وبعض قصص الرعب الممتعة من خلال:قصص رعب اوي قصة اشجان وحبيبها الجني وقصة رسالة من شخص ميت
وأيضا… قصص رعب حقيقية عن الجن من دول عربية مختلفة بقلم د منى حارس