قصص نجاح من غزة تحفيزية ومؤثرة للغاية
من أفضل النصائح التي من الممكن أخذه ممن تفوقوا علميا أو ماليا، أنه في البداية سيتوجب عليك العمل بذكاء وشقاء، سيتوجب عليك أن تدفع ثمن النجاح مقدما وكاملا، وأنه لا يوجد طريق مختصر على الإطلاق.
فالنجاح يحتاج على الدوام للصبر والمثابرة والكثير من الشقاء، ولابد لنا أن نتحلى بالإرادة القوية لكي نصل لما نسعى إليه.
من أجمل قصص نجاح من غزة لصقل أنفسنا وتحفيزها لطريق النجاح….
أولا/ قصة نجاح السيدة مها أبو العرب:
قصة من أفضل قصص نجاح من غزة على الإطلاق، قصة تحفيزية بها الكثير من الدروس والعبر..
“أمل أبو العرب” سيدة فلسطينية من قطاع غزة تحديدا فقدت زوجها إثر استشهاده، وقد كان المعيل الوحيد للأسرة والتي تتكون من 4 أبناء، وقد كان أكبر أبنائهما لديه 13 عاما، و2 من أبنائهما في حاجة ماسة للدواء يوميا.
وعلى الرغم من كل الصعوبات التي كان إلزاما على السيدة “مها أبو العرب” مواجهتها بعد استشهاد زوجها، إلا إنها لم تفقد الأمل ولم يجد اليأس طريقا لقلبها، بل أصرت على تحقيق النجاح والتطوير من ذاتها للوصول لأفضل مستقبل ممكن على الإطلاق من أجل أبنائها.
بداية طريق النجاح:
على الرغم من تكفل مكتب قطر الخيرية لاثنين من أبنائها، وعلى الرغم من أهميته بالنسبة إليها إلا إنه كان غير كافيا لسد متطلبات أبنائها جميعا؛ لذا قررت السيدة “مها أبو العرب” بتعلم حرفة تعينها على توفير متطلبات أبنائها وتقديم أفضل حياة ممكنة لهم.
بدأت طريق نجاحها حينما تلقت دورات حرفية نظمتها إحدى الجمعيات النسوية بقطاع غزة لتعليم كل من ترغب الحياكة ولاسيما التطريز.
وما إن أنهت السيدة “مها أبو العرب” الدورات حتى شرعت في العمل على الفور، ولكن كان إنتاجها ضعيفا للغاية بسبب عدم توفر ماكينة وعدم توفر ملحقاتها والضرورية للغاية في العمل؛ وعلى الرغم من كل الصعوبات التي كانت أمامها لصناعة ثوب واحد، إذ أنها كانت تستغرق لصناعته أسبوعين حيث تعمل في المرحلة الأولى على تطريز الثوب مستخدمة الإبرة وخيوط الحرير، ومن ثم تنتقل للمرحلة الثانية ألا وهي نقل قطع الثوب المطرزة لورشة الحياكة لتفصيلها؛ لم تستسلم “مها” على الإطلاق وظلت مثابرة.
خطوة مهمة في طريق النجاح:
اغتنمت السيدة “مها أبو العرب” فرصة مشاريع التمكين الاقتصادي والتي تقوم عليها مؤسسة قطر الخيرية لأمهات الأيتام، وحصلت من خلالها على تمويل لمشروعها الصغير والذي تمثل في ماكينة للحياكة وبعض ملحقاتها والمواد الخام اللازمة للإنتاج.
تعمل بخطوات ثابتة دون كلل ولا ملل، تسعى دوما للوصول للأفضل في تصنيعها للملابس النسائية من خلال ورشتها الخاصة، والتي كانت قد خصصت لها غرفة بشقتها المتواضعة.
اقرأ أيضا: قصص نجاح نفسية
التطوير الدائم من الذات:
إن السيدة “مها أبو العرب” حريصة كل الحرص على التوفيق بين رعاية أبنائها الصغار من خلال الاهتمام بتربيتهم دينيا وأخلاقيا والاهتمام الجيد بدراستهم ومأكلهم وملبسهم ومشربهم على أفضل وجه ممكن، والتوفيق في عملها لتوفير دخل مناسب لأجل حياة أفضل.
بكل يوم تستيقظ باكرا تصلي الفجر وتقوم بتجهيز ما يلزم أبنائها لذهابهم للمدرسة، ومن بعدها تنتقل لورشتها الصغيرة لتعمل ما أحبته ووصل بها الحال للشغف لأكثر من خمس ساعات متواصلة؛ ومن كثرة إتقانها بات كل من يتعامل معها يطري على منتجاتها التي تقدمها، ولا يمكنه الاستغناء عن التعامل معها، لدرجة أنه ذاع صيت جودة منتجاتها بين كل الناس.
وكلما زاد طلب الناس على منتجاتها كلما زادت ساعات العمل التي تقضيها في ورشتها الصغيرة، تجد نفسها في كثير من الأيام مضطرة للعمل لساعات أطول من المعتاد ولاسيما في المناسبات كالأعياد ومواسم الأفراح.
من نجاح لنجاح:
تعلم السيدة “مها أبو العرب” أنه كلما زاد الطلب على منتجاتها كلما زادت الأرباح، وكلما حققت كل ما تطمح إليه من أحلام؛ تسعى على الدوام للتطوير من ذاتها في العمل، فبالإضافة للملابس النسائية التي تقوم بتصنيعها إلا إنها أضافت أيضا صناعة الاكسسورات والحقائب النسائية.
تقوم بتنسيق الألوان من ملابس نسائية وإكسسورات وحقيبة بشكل يواكب كل جديد، طقم واحد متناغم يكاد ينطق على من ترتديه؛ ولم تكتفي بذلك وحسب بل إنها دوما تبتكر كل ما هو جديد حتى في طريقة عرضها لما تصنعه.
نبل الأخلاق:
عمدت السيدة “مها أبو العرب” للادخار جزءاً كبيرا من أرباحها لافتتاح مشغل أكبر، كما عمدت لنقل معرفتها وخبراتها وفتح مجال العمل للغير، ولاسيما كونها أرملة تشعر بمعاناة من مثلها.
وبالفعل افتتحت مشغلها والذي بات يغطي متطلبات الزبائن من كافة أنحاء قطاع غزة، بالإضافة لإتاحة تدريبات وتشغيل النساء الأرامل، وفتيات الأسر الفقيرة وكل من ترغب في تعلم فنون الحياكة والتطريز.
اقرأ أيضا: قصص نجاح نساء فلسطينيات
ثانيا/ قصة نجاح أمل المفعمة بالأمل:
من قصص نجاح من غزة…
“أمل” فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 27 عاما، تخرجت من الجامعة وتخصصت في الإرشاد النفسي ولكنها لم تجد فرصة عمل في مجالها تحديدا، لم تيأس “أمل” على الإطلاق، بل حولت الموقف لصالحها فتوجهت على الفور لصنع ما تحب.
كانت “أمل” مولعة بالشموع المعطرة، انساقت وراء شغفها وقضت الكثير من الساعات على المواقع الإلكترونية لتعلم كل ما يتعلق بعالم صناعة الشموع المعطرة بروائح جذابة وأشكال ساحرة، ولم تكتفي بذلك وحسب بل دعمت شغفها بالدورات التعليمية والكثير من التدريبات أيضا حتى باتت تتقن المهنة بحرافة باهرة.
وشيئا فشيئا كانت “أمل” تجمع مصروفها الشخصي حيث أنها من أسرة محدودة الدخل لتجلب كل ما يلزمها من مواد خام وأدوات لجعل حلمها حقيقة، وبالفعل شرعت في حلمها من مطبخ منزلها وصنعت الشموع المعطرة بشكل استثنائي ورائحة جذابة لأبعد الحدود، وبدأت تروج لمنتجاتها عبر صفحتها على الإنستجرام.
والجزاء من جنس العمل، فلقد حظيت “أمل” بإقبال على منتجاتها وثناء على مدى جودته ومدى احترافها في عمله.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: قصص نجاح منظمات انسانية