حواديت قبل النوم للعشاق بعنوان ملاكي البريء
من منا لا يتوق لإيجاد الحب الحقيقي بحياته؟!، تخيل أن تجد الحب الحقيقي وهو في الأساس أمام عينيك وأنت لم تدرك ذلك، إن الحب الحقيقي أسمى شيء يمكننا أن نجده بحياتنا وطوال عمرنا.
والشخص المحظوظ من يجد الحب الحقيقي حينها تهون عليه صعاب الحياة، وبل ويتلذذ بمواجهة تحدياتها بصدر رحب لأنه بجانبه من يتمنى أن يحمل كل الآلام والأحزان عنه دون أن ينتظر مقابل، كل ما ينتظره فعليه هو سعادة الشخص الذي أحب بصدق وبإخلاص.
حواديت قبل النوم للعشاق:
حدوتة اليوم من حواديت قبل النوم للعشاق على الإطلاق…
أي فتاة في الحياة تبحث عن حب حياتها، وتشعر بأنه ما إن يكون أمام عينيها فإنها حينها ستقع في حبه في الحال، دخلت فتاتنا الجامعة وبعامها الأول وفي الفصل الدراسي الأول أيضا تعرضت لحادث بسيط للغاية، كان هناك تجمع من الطلاب الجامعيين على أحد الطلاب بالجامعة والذي كان بعامه الأخير وكان من شدة وسامته وتفوقه وثرائه مصدر اهتمام من جميع الفتيات بلا استثناء، وكل طالبة تحلم بأن تكون ملكة قلبه؛ إحدى الفتيات دفعت فتاتنا بلا قصد فوقع هاتفها من بين يديها ويزيد من الأمر السوء أن قام نفس الشاب بدعسه ليخرب الهاتف تماما.
فتاتنا لم تتذكر شيئا سوى حذائه، وقامت بتقصي الأمر حتى وصلت إليه لتجعله يصلحه لها، وقالت له: “من أفسد شيئا فعليه إصلاحه”، فجعلها تغتاظ منه ومن وضعه بشدة حينما تركها ولم يلتفت لها من الأساس!، أكملت دراستها بشكل عادي ولكنها حملت تجاهه وتجاه أصدقائه البغضاء، وفي يوم من الأيام أعدت كعكة وقامت بتزيينها من أجل الاحتفال بيوم مولد صديقتها المقربة، وما إن أرادت صديقتها أن تلتقط صورة حتى زلت قدمها وأسقطت الكعكة من بين يديها لتخرب ملابس الشاب الوسيم، فيثور غضبا على صديقها لتتصدر له وتمنعه عن صديقتها، فيمسكها بقسوة لدرجة أن يدها تؤلمها ويقول لها: “أنك تمتلكين الكثير من الشجاعة لتفعلي ذلك معي”!
شعرت الفتاة بالحزن الشديد، ولكنها لم تخذل صديقتها، ومرت الأيام وكانت فتاتنا تتجنب كليا رؤية هذا الشاب من قريب أو حتى من بعيد حتى جاء اليوم الذي كانت توصل فيه طلبات الطعام حيث أن والدتها لديها مطبخ صغير من منزلها، وتقوم ببيع بعض الأطعمة عن طريق الإنترنت، وعندما ذهبت للمكان وجدت الشاب هناك وكان قد تعمد فعل ذلك ليقلل منها ويتنمر عليها، ولكن الفتاة كانت تثق في نفسها لأبعد الحدود وتحب والديها فقالت له: “إن لم يعجبك الطعام الذي تقدمه والدتي فلم طلبته من الأساس، وبكل سهولة يمكنك استرداد أموالك وترك الطعام لغيرك”!
لم تعجبه كلماتها فقام بإلقاء الطعام في وجهها، هرعت الفتاة للشارع وكانت عينيها تفيضان بالدموع لأنه أذلها بكلماته القاسية، وبينما كانت تسير رأت صنبور مياه فحاولت أن تنظف ثيابها لكيلا يقلق عليها والديها، وهنا وجدت شابين قويين يريدان أن يتحرشان بها، حاولت منعهما فقاما بضربها بشدة، وفي هذه اللحظة ظهر صديق الشاب وقام بإنقاذها منهما، وأعطاها منديله الخاص لتنظف به ثيابها، وعندما وجدها تذرف الكثير من الدموع نصحها بألا تذرف دموعها أمام أحد نهائيا، وألا تشعر أحدا ممن حولها بضعفها.
وقعت الفتاة في حبه ولاسيما عندما رأته في اليوم التالي بالجامعة يعزف على البيانو باحتراف شديد مقطع موسيقي جميل للغاية، كانت الفتاة تكتفي بالنظر إليه من بعيد، وكانت تعشق أن تجلس بالأماكن التي يفضل الجلوس بها، حتى سمعت في يوم أنه يحب فتاة قريبة له ومن نفس عائلة الشاب الوسيم الذي ينغص عليها عيشها.
وفي يوم من الأيام تحدث إليها الشاب الذي أنقذها وطلب منها المساعدة في أمر ما، وعندما ساعدته رآها الشاب الوسيم فاشتعلت نيران الغيرة بقلبه، لقد أحبها من النظرة الأولى ولكنه لم يدري، والمصيبة الكبرى أنه لم يستطع الاعتراف لها ولم يستطع أن يتعرف بحبه لأصدقائه، كما أنه كان يخشى أن يأخذها صديقه المقرب لنفسه ولاسيما أن قريبته آثرت البقاء بالخارج على العودة للبلاد.
صديقيه الآخرين علما بحقيقة مشاعره تجاه الفتاة، وأرادا أن يساعداه على ذلك ولكنه أبى، وكان يجيد شيئا واحد وهو أن يضطهدها على الدوام ويسمعها كلمات قاسية، وكل ذلك يعود لطفولته القاسية فقد توفي والده ولم يكن عمره حينها قد تجاوز العامين، واضطرت والدته للسفر خارج البلاد لتكمل مسيرة زوجها العملية، فكانت طفولته قضاها بين المربيات.
وجد نفسه يفعل كل شيء يسعدها ولكن من بعيد دون أن يعلمها أو يعلم أي أحد من حولها، واكن الحد الفاصل في علاقته بها حينما رآها تذرف الدموع بشدة اقترب منها، ولأول مرة تحدث إليها بلطف وحنان، طلب منها ألا تبكي وسيفعل أي شيء حتى لا يراها تبكي مرة أخرى حتى وإن كان ذلك الشيء الابتعاد عنها.
وبالفعل طلبت منه الفتاة أن يبتعد عنها لأنها حينها كانت تشعر قلبها وكأنه انفطر فقد عادت الفتاة التي يحبها الشاب الذي أنقذها، ولذلك قررت الفتاة الابتعاد عن الجميع والتركيز الصرف في دراستها وحسب، وبالفعل كانت على الدوام لا تفعل شيئا إلا الذهاب للجامعة والعودة لمنزلها للدراسة ومساعدة والدتها بتوصيل طلبات الطعام.
كان الشاب الوسيم يفتعل أي شيء ليراها من بعيد، كانت تشعر بوجود شخص ما يفعل أي شيء لإسعادها ولكنها لم تكن تعلم أنه الشخص الذي تبغضه، وفي يوم من الأيام تعرضت للمضايقة من بعض الشباب بالشارع وكان الوقت متأخرا، كادت أن تخسر كل شيء ولكن الشاب الوسيم كان كعادته يراقبها ليطمئن عليها، فظهر عليهم ونشبت بينهما مشاجرة قوية، في النهاية تمكن الشاب من إنقاذها ولكنهما بمنتصف الطريق سقط مغشي عليه بسبب طعنة كان وجهها له أحد الشباب، شعرت الفتاة وكأن قلبه اقتلع من مكانه، وأخيرا علمت أنه حب حياتها الحقيقي، وما زاد الأمر جمالا حينما تم إنقاذ الشاب واعترف لها بكل شيء فعله لأجلها.
لا تنسو فليسطين