قصص الأنبياء بطريقة مبسطة للأطفال بعنوان نبي الله نوح عليه السلام
لقد أخذت قصص الأنبياء في القرآن الكريم أكثر من ثلثه، وذلك لما لها من أهمية بالغة على كل مسلم منا، وأثر طيب في بناء شخصية كل إنسان بشكل سوي وقوي للغاية، فالأنبياء جميعهم هم القدوة الحسنة التي يجب أن تتجه بوصلة التربية تجاهها.
قصة نبي الله نوح عليه السلام
سنحكي اليوم لأطفالنا الصغار قصة سيدنا “نوح” عليه السلام أبا البشر الثاني وأول رسول أرسله الله سبحانه وتعالى للبشر، كما أنه من أولي العزم من الرسل، من منكم يا صغاري يعرفنا على أولي العزم من الرسل وكم عددهم؟ اتركوا لنا الإجابة في التعليقات بالأسفل.
لقد عاش أحفاد سيدنا “آدم” عليه السلام بالأرض وعمروها، وكانت أعدادهم في تزايد مستمر إذ أنهم كانوا يتكاثرون وينتشرون بسرعة في كل بقاع الأرض، كانوا يعبدون الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له كما علمهم أبوهم “آدم” عليه السلام، وهذا الأمر الذي كان يعكر صفو الشيطان فقد كان يحاول مرارا وتكرارا وجيلا بعد جيل أن يصرف بني آدم عن عبادة الله وحده لا شريك له ولكن دون جدوى، فقد كانوا أقوياء أتقياء لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون كل ما يؤمرون.
كانت هذه الأجيل ومن بعدها متمسكة بدين الله تعالى لذا لم يكن للشيطان عليهم سلطان إلى أن مرت ألف سنة كاملة، حينها فكر الشيطان في حيلة غريبة للغاية مع العلم أنه كان يعلم أنها ستستغرق نتائجها أعوام طوال ولكنه كان صبور للغاية للوصول لغايته، في هذه الآونة كان هناك خمسة من الرجال الصالحين والذين كانوا يعبدون الله ويطيعونه في كل أحوالهم، وكانت أسمائهم ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونصرا.
وقد كان الناس جميعهم يحبون هؤلاء الرجال ويقتدون بهم في فعل الصالحات من الأعمال، وعندما ماتوا هؤلاء الأشخاص الخمسة بدأ الشيطان في تنفيذ مخططه اللعين، أتى الشيطان لأتباع هؤلاء الرجال وسوس إليهم أن يصنعوا تماثيلا تشبه هؤلاء الصالحين ليتذكروهم كلما رأوهم ويشتاقون لعبادة الله كما كانوا هؤلاء الصالحين يفعلون.
ومات هذا الجيل بأكمله، فأتى الشيطان لأبنائهم الجيل الذي يليه وأقنعهم بأن آبائهم كانوا يعبدون هذه الأصنام، فعبدوها من دون الله سبحانه وتعالى، وهكذا نجح الشيطان اللعين في مخططه، وابتعد جميع الناس لسنوات طوال عن عبادة الله واتجهوا لعبادة الأصنام من دونه سبحانه وتعالى.
بعثة سيدنا “نوح” عليه السلام لقومه:
أرسل الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا “نوح” على السلام ليدعو قومه ويرشدهم إلى الطريق القويم، بأن ينهاهم عن عبادة الأصنام ويعبدوا الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك غيره، كان سيدنا “نوح” عليه السلام مجتهدا صابرا على دعوته إلى عبادة الله، فتارة يخاطب عقول قومه بأن يخبرهم بأنه لا يستحق عبادتهم إلا الله سبحانه وتعالى خالقهم، فكيف لهم أن يعبدون من دونه آلهة لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، لا تملك لهم ضرا ولا نفعا؟!
وتارة ينذرهم بالعذاب الأليم إن لم يستجيبوا لداعي الله، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وهو عليه السلام يدعوهم، فما كان منهم إلا أن وضعوا أصابعهم في آذانهم وكذبوه وقالوا عليه مجنون، ولم يؤمن مع سيدنا “نوح” عليه السلام بعد كل مدة دعوته إلا فئة قليلة من قومه، وقد كانوا من الضعفاء والفقراء الذين صدقوه وعادوا لعبادة الله وحده لا شريك له.
فتجبروا الأغنياء والأقوياء من قومه، وأوصلهم كبرهم أن طلبوا من سيدنا “نوح” عليه السلام أن يطرد الذين آمنوا معه من دعوته، وفي هذه الحال سيؤمنون به فلا يليق بأكابر القوم أن يتساوون في الدعوة بأراذل القوم، وما كان من سيدنا “نوح” عليه السلام إلا أن رفض طلبهم.
وبات سيدنا “نوح” عليه السلام يدعوهم ليل نهار، سرا وجهرا، ولكن دعوته عليه السلام لم تزد قومه إلا الفرار منه، أخذ يذكرهم بنعم الله سبحانه وتعالى عليهم ولكن دون جدوى، وفي النهاية دعا سيدنا “نوح” ربه أن يهلك القوم الظالمين لكيلا يلد من أصلابهم من يعبد دون الله سبحانه وتعالى، فإنهم لن يحضروا لهذه الحياة الدنيا إلا فجارا في الأعمار كفارا بالله.
بناء السفينة بأمر من الله:
أوحى الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا “نوح” عليه السلام بأنه قد استجاب دعوته، وبأنه لن يذر على الأرض من الكافرين ديارا، وأمره ببناء سفينة لتكون سببا في النجاة له وللذين آمنوا معه، وأنه سبحانه وتعالى سيهلك كل من بقي على كفره، وعده سبحانه وتعالى بأنه سينجيه وأهله إلا امرأته فقد كانت كافرة.
ومن جديد بات قومه يستهزئون به وبمن آمن معه، وأوحى الله سبحانه وتعالى لسيدنا “نوح” بأن يركب السفينة والذين آمنوا معه ومن كل الحيوانات والطيور زوجين اثنين إذا أتته العلامة وقد كانت عندما يفور التنور.
وبالفعل فار التنور وصعد “نوح” عليه السلام وكل من معه، ففتحت السماء بماءٍ منهمر وفجرت الأرض عيونا والتقى الماء على أمر قد قدر، رأى “نوح” عليه السلام ابنه فطلب أن يركب معهم السفينة لكيلا يغرق ويهلك مع القوم الكافرين، فأبى ابنه وقال له سآوي لجبل يعصمني من الماء، فأجابه سيدنا “نوح” بحسرة عليه: “لا عاصم اليوم من أمر الله”.
دعا سيدنا “نوح” ربه لينجي ابنه، فأخبره رب العزة سبحانه وتعالى بأنه ليس من أهله وإنه عمل غير صالح” فاستغفر “نوح” ربه من طلبه، وفيض الماء واستوت السفينة على الجودي، ومن جديد بدأت الحياة بمؤمنين وحسب.
ولمعرفة المزيد عن قصة سيدنا نوح يمكنك من خلال: قصص الأنبياء سيدنا نوح
وأيضا: قصص في القران الكريم