قصص أطفال جديدة جداً ومعبرة لأبعد الحدود اغتنميها لأطفالكِ
إن شخصية أبنائنا ما هي إلا انعكاس للتجارب التي يمر بها على مدار أيام حياته، لذلك نجد أن الغالبية العظمى من الأمهات يبحثن عن طرق وأساليب لتنمية شخصيات أبنائهن وتوسيع إدراكهن المعنوي.
تعمل القراءة على زيادة الحصيلة اللغوية للطفل منذ شهور حياته الأولى، كما أن القراءة تعتبر تجربة ممتعة للغاية لكل من الطفل والأم على حد سواء.
القصـــــــــــــة الأولى:
في يوم دراسي جديد دخلت أستاذة “نرمين” الفصل ومعها تلميذ جديد، وقامت بتقديمه للطلاب بفصلها الدراسي، وطلبت منه أن يقدم نفسه لزملائه بالفصل.
قال التلميذ الجديد: “إن اسمي محمود، وقد انتقلت مع أسرتي من محافظتي بالصعيد لهذه المحافظة بسبب ظروف عمل والدي”، شكرته الأستاذة “نرمين” وطلبت منه أن يجلس بين زملائه، وكان من بين زملائه طالب اسمه “عبد الله” طلب منه أن يجلس بجواره.
جلس “محمود” بجانب زميله الجديد “عبد الله” والذي زحزح أدواته وحقيبته المدرسية ليتمكن زميله الجديد من وضع أدواته ومتعلقاته، ولكن “محمود” كان يراوده شعورا غريبا بعض الشيء من جميع الطلاب من حوله، إذ أنه لاحظ أن الغالبية العظمى منهم ينظرون إليه ويتهامسون فيما بينهم.
ومرت الحصص الدراسية وما إن دق جرس الفسحة، والذي كان ينتظره “عبد الله” بفارغ الصبر حتى أسرع بجمع كتبه وأدواته ووضعها بداخل حقيبته، ونظر لزميله الجديد “محمود” وطلب منه قائلا: “هيا يا محمود، دعنا نسرع قدر المستطاع حتى نتمكن من إدراك تقسيم الفريقين لبدء مباراة كرة القدم”.
رد عليه “محمود” بكل حماس قائلا: “بكل تأكيد فأنا أود أن أتعرف على الزملاء وأود لعب كرة القدم معكم جميعا”.
وبالفعل ركض كليهما تجاه الملعب دون أن يسألا في طعام ولا شراب، وما إن وصلا للملعب أخذ “عبد الله” يعرف جميع زملائه بالملعب على صديقه الجديد “محمود”، ساد الصمت على جميع الطلاب، وكان واضحا على ملامح وجوههم أنهم لا يريدون لمحمود أن يشترك معهم في اللعب، فقد شعروا جميعا أن “محمود” مختلفا عنهم حين قدم نفسه بالفصل في الصباح، فهم “محمود” ذلك جيدا وشعر بالحزن الشديد لذلك ولكنه لم يتفوه بكلمة واحدة، طلب من “عبد الله” أن يلعب جيدا وهو سيشاهد لعبه من على دكة الاحتياط، وسيعمد إلى تشجعيه طوال المباراة.
وبعد انتهاء الفسحة عاد الطلاب جميعهم لفصولهم الدراسية، وكان فصل “محمود” و”عبد الله” مقسم لمجموعات متساوية، وكل مجموعة تعمل على إعداد مشروعها الخاص، قامت الأستاذة “نرمين” بضم “محمود” لإحدى هذه المجموعات، وفي نهاية حصة الأستاذة “نرمين” اقترب منها مجموعة من الطلاب وأرادوا التحدث معها بشأن الطالب “محمود” وضمه لمجموعتهم، أبلغوا معلمتهم أنهم قلقين أشد القلق حيال طريقة تحدث “محمود” المختلفة عنهم كليا عند تقديمه معهم لمشروعهم، وأن طريقة تحدثه واضحة للجميع!
تحلت الأستاذة معهم جميعا بالهدوء أثناء استماعها لكل طالب منهم، وبعد انتهائهم جميعا من رفع الشكوى إليها وإعلامها بما يريدون، طلبت منهم الجلوس وسألتهم عن المشروع الذي قاموا فيه باختيار محافظة من محافظات مصر والتحدث حول الاختلافات بها والتنوع، رفع أحد التلاميذ يده ليجيب على سؤال معلمته، وعندما أذنت له بالتحدث قال: “على الرغم من كوننا ننتمي جميعنا للبلد نفسها إلا إننا نختلف في العادات والتقاليد وطريقة الكلام من محافظة لأخرى”.
شكرته المعلمة كثيرا على إجابته النموذجية وقالت: “إننا جميعا مختلفون، والاختلاف بيننا أننا جميعنا لا يشبه أحدنا الآخر، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين ومتنوعين في الشكل والحجم واللغة واللون”.
فهم الطلاب رسالة معلمتهم وسمحوا لزميلهم الجديد “محمود” بالمشاركة معهم في تقديم المشروع وصفقوا له جميعا، فأثنت عليهم معلمتهم.
القصــــة الثانيـــــة:
في يوم من الأيام استيقظ “يوسف” في الصباح الباكر ليستعد للذهاب ليوم دراسي جديد، وعندما كان مارا من جوار الحمام سمع صوت صنبور المياه، فاعتقد أن أحدا من إخوته الصغار تركه مفتوحا، فاقترب من الحمام ووجدها شقيقته الصغيرة تغسل أسنانها ولكنها تاركة لصنبور المياه مفتوحا على آخره.
طلب منها أن تغلقه ريثما تنهي غسل أسنانها، وتعيد فتحه عندما تحتاج إليه، بات يفكر “يوسف” في كمية المياه المهدورة بسبب سوء استخدامنا، كان الموضوع يشغل حيزا كبيرا من تفكيره، ولحسن ظنه أنه عندما كان بالطابور المدرسي سمع أن معلمة العلوم أعلنت عن بحث مدرسي، فتحمس “يوسف” كثيرا على العمل على مشروعه الخاص وهو ضرورة ترشيد الاستهلاك من حولنا.
وقع “يوسف” في خطأ فادح، أراد أن ينهي المشروع وحده دون أن يشاركه أحد من زملائه بالفصل، بات طوال الأسبوع لا يفعل شيئا إلا العمل على مشروعه الخاص الذي سيقدمه بالمسابقة، أهمل دراسته وترتيب حجرته حتى أنه أهمل تناول وجباته على مدار اليوم، وبعد كل هذا التعب والعناء إلا إنه لم يستطع إنهاء المشروع في الوقت الذي حدده لنفسه.
قرر “يوسف” الذهاب لمعلمته وطلب تأجيل المسابقة لمدة ثلاثة أيام وحسب، وقص عليها كل ما حدث معه وكيف أنه حرم نفسه الكثير من الأشياء في سبيل إنهائه للمشروع في الوقت المحدد ولكنه لم يستطع فعل ذلك بكل أسى.
فهمت معلمته المشكلة الحقيقية التي يعاني منها “يوسف”، وفي الحصة الدراسية عندما دخلت الفصل كانت قد أحضرت معها ثلاثة من الورود، كل وردة بأصيص مختلف، وأثناء الشرح سألت طلابها قائلة: “ماذا يحدث إذا سقينا وردة واحدة وتركنا الاثنتين الباقيتين؟”.
فأجابها أحد الطلاب: “ستزدهر الوردة التي نسقيها، ولكن الوردتان الباقيتان ستذبلان بكل تأكيد”، فهم “يوسف” ما الذي أرادت المعلمة أن توصله من خلال تجربتها، فرفع يده وأخذ الإذن منها للحديث، فقال لزملائه: “إنني أعمل على مشروع بخصوص ترشيد الاستهلاك من منكم يريد العمل معي؟”
ولمزيد من قصص الأطفال الممتعة اغتنميها لصغاركِ أيضا من خلال: 3 قصص أطفال باللغة العربية
وأيضا من خلال: 3 قصص أطفال تعليمية هادفة
ولا تنسي القيم والفوائد من خلال: قصص أطفال قراءة