حكاية قبل النوم للكبار واقعية ومفعمة بالحب
أصدق حب بالحياة عندما تجد نفسك وقعت في حب شخص ولا تدري السبب، عندما تجد نفسك تبذل الغالي والنفيس من أجل إرضائه وإسعاده حتى وإن كان على حساب نفسك وسعادتك ورضاك شخصيا.
ومن أجمل ما قيل في الحب، لم أقع في حبكِ ولكن وقع العالم بأكمله من نظري عندما أحببتكِ؛ فالحب الحقيقي حينما يأتي، يأتي بلا أسباب لا يأتي بمال ولا يؤخذ بجمال، ولا يقاس بعمر إنه قدر.
حكايــــــــــة قبل النوم للكبار:
كان عاشقا لها، لا يحتمل اليوم الذي لا يتلذذ بالنظر لعينيها وبالحديث معها وتنفس أنفاسها، في كل يوم وفي كل ليلة يختلق الوقت ليخلق ذكرى جديدة بالقرب منها؛ هو طبيب نساء وتوليد أما هي فطبيبة نفسية مبدعة للغاية بمجالها.
كان يحمل سرا بداخل نفسه يخفيه عن الكون بما حوى، في أولى سنوات عمله كان في خارج البلاد ووقع في حب فتاة أجنبية وتزوج بها، وبعد شهور أنجب منها ولدا أسماه “آدم”؛ نشبت بينهما خلافات لم تتحملها الزوجة الأجنبية فحملت ابنها سرا واختفت به عن أعين زوجها للأبد؛ وعلى الرغم من استماتته للوصول إليها إلا إنه لم يفلح في هذا الأمر، فقضى عدة سنوات يتذوق جرعات الويلات على فقدد لابنه.
عاد للبلاد وتزوج بها لتكون كل حياته ونبع الحنان إليه، وبالفعل رزقها الله بجنين وكانت ف ي شهرها السابع، وذات ليلة كان نائما بجانبها وإذا باتصال يرده من المستشفى التي يعمل بها يستدعونه في حالة طارئة للغاية، فأيقظ زوجته وأعلمها بالأمر.
ولكن الفاجعة لهما عندما استفاقت الزوجة على ألم حاد، ووجدت الدماء تسيل منها، فحاولت الاتصال بزوجها ولكنه كان بغرفة العمليات فاتصلت على أهلها للقدوم إليها ونجدتها وإنقاذ جنينها، وما إن أنهى زوجها عمله نظر لهاتفه فوجد منها رسالة صوتية بما حدث معها، ففر لمنزله مهرولا ليطمئن على زوجته وجنينه.
وهنا كانت الفاجعة الكبرى عندما وجدها ملقاة على الأرض فاقدة لوعيها، فحملها بين يديه وجعلها في سيارته، وبينما كان في طريقه للمستشفى تعرض لحادث خطير، كادت زوجته تفقد حياتها إثره، أما عن إصابته فكانت إصابات طفيفة مقارنة بها، خسرت جنينها وتم استئصال رحمها أيضا.
حاول وأهلها إخفاء حقيقة ما حدث معها عنها لتتمكن من استكمال حياتها، ولكونها طبيبة استطاعت أن تعلم حقيقة ما حدث معها، فدخلت في حالة اكتئاب ما بعد الصدمة، وكانت تعاني في حياتها ومن كثرة ما كانت تشعر به هداها تفكيرها لتناول مهدئات لا تستخدم إلا في حالات معينة ومحدودة للغاية حيث أن صاحبها يصير مدمنا على تناولها.
زوجها كان له رأيا آخر، كان يدعمها نهارا بكامل قواه ولكنه ليلا يسعى لاستئجار رحم امرأة ليجعل به صغير جديد لهما، وبالفعل استطاع أن يصل لامرأة تعاني من ضغوطات حياتية كثيرة وتعاني من ديون من الممكن أن تجعلها بالسجن لبقية حياتها، وعلى الرغم من معرفته بمدى حرمانية الموضوع إلا إنه استكمل رحلته ولم يتوقف ولا لثانية واحدة.
امتنعت زوجته عن رؤيته كليا بل وطلبت الانفصال عنه، كانت تشعر باستحالة منحه ما أراده وأحبه طوال حياته، ونظرا لكونه محبا عاشقا أصر على الوصول إليها في كل لحظة، وفي النهاية قرر أن يكشف لها كافة أوراقه ويعلمها بما فعل، كان قد قام بتزوير كافة الإثباتات التي تجعل من السيدة التي أجر رحمها أن تنتحل شخصية زوجته، بل وقام بعمل العملية والتي نجحت بدورها.
عندما علمته زوجته ما فعل اختلطت عليها المشاعر، فلم تدري أتفرح بذلك أم تقلق على زوجها من مسائلته القانونية وما شابه ذلك، كانت تشعر بأشياء كثيرة ومتعددة، ولم تدري ما الذي تفعله، ساد عليها الصمت ولم تشعر حينها إلا بيد السيدة تربت على كتفها وتخبرها بأن قرارها سيترتب عليه استقرار حياتها، فأعلمتها بالأسباب التي اضطرتها لفعل ما فعلت.
قررت الزوجة استكمال ما بدأه زوجها، وصارت صديقة مقربة للسيدة، وصارتا في كل شهر تذهبان سويا للاطمئنان على صحة الجنين وعمل فحوصات وتحاليل شاملة ووافية، صارت الأيام تتداول والجنين يكبر يوما بعد يوم، والحياة تسير بشكل جميل حتى جاء اليوم الذي شعرت فيه السيدة ببعض التعب ولكنه كان شديدا للغاية، فاتصلت على الطبيبة وزوجها الطبيب، واللذان في الحال قدما إليها للاطمئنان عليه وعلى جنينهما، ولكنهما تفاجئا بمدى سوء حالتها، ففي لا وقت كانا بها في المستشفى ووجد الطبيب نفسه أمام أصعب قرار يمكنه أن يتخذه في الحياة.
فصارت حياة جنينه مقابل حياة السيدة، ولا يمكنه أن ينقذ كليهما، فنظر لزوجته وأخبرها بما يجد من أمره، فقررت في الحال أن تخبره بأن يختار حياة السيدة ويضحي بابنه، فقرر الطبيب أن ينقذ حياة السيدة وأن يرجو الله في كل ما حدث لهما.
كانت زوجته منهارة بالخارج والدموع تغطي وجنتيها، أتاها أهلها ليهونوا عليها هول ما تجد، وكانت المعجزة الإلهية عندما تمكن الطبيب من إنقاذ السيدة وابنه، وبعد الانتهاء من العملية الجراحية حمل ابنه بين يديه وصار يتحدث إليه وكأنه يتحدث لشخص كبير، وفي هذه اللحظة قرر أن يسميه “آدم”، وأن ينسى به هول ما رآه من زوجته الأجنبية ومدى قهره على ابنه الفقيد.
عزم وزوجته على حل جميع المشكلات التي تعاني منها السيدة وعلى الوقوف بجانبها ومساندتها طوال حياتها امتنانا لها بما فعلت معهما، كانت الزوجة تشعر وكأنها هدية من خالقها، فكرست نفسها للاعتناء بابنها الصغير والعمل على رعايته وتنشئته تنشئة سوية ترضي خالقها عليها.
وللمزيد من نوعية حكاية قبل النوم للكبار وللحب من خلال:
قصص حب جميلة ومشوقة بعنوان ولأننا أحببناك لن نخذلك (الجــزء الثالث)
حكايات قبل النوم للبنات الكبار بعنوان حلم حياة!
قصص وحكايات واقعية إذا قرأتها ستحفر داخل وجدانك لما بها!