قصص الأنبياء سيدنا آدم نبي أسجد الله له الملائكة أجمعين
يختلف تاريخ البشرية منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام بين العلماء والمفسرين، وعلى الرغم من هذا الاختلاف إلا انه هناك نقاط أساسية والتي يتم ترتيبها من حيث ثلاث وجهات نظر:
وجهة النظر الأولى: وهي وجهة نظر دينية يعتبر سيدنا ادم عليه السلام أول إنسان في خلق البشرية في التقاليد الدينية الإبراهيمية، وقد جاءنا في القرآن الكريم والكتب السماوية المقدسة كيفية خلق سيدنا آدم والسيدة حواء، وكيفيه هبوطهما من الجنة إلى الأرض، ومع بداية هبوطهما إلى الأرض اعتبرت هذه الفترة الإنسانية.
أما عن وجهة النظر الثانية فهي وجهة نظر علمية تشير الدراسات العلمية إلى أن تاريخ البشرية يرجع إلى مئات الآلاف من السنين، كما تشير إلى أن الجنس البشري قد تحور إلى أنواع جديدة من الإنسان البدائي مثل إنسان نياندرتال.
ووجهة النظر الثالثة والأخيرة تتلخص في الجدل العلمي والديني حيث أنه يوجد هناك تفاوت بين التفسيرات الدينية والنظريات العلمية البحتة حول البشر.
قصص الأنبياء سيدنا ادم وسجود الملائكة له:
لقد أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكته بأنه يريد أن يجعل خليفة في الأرض قال تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة: (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ، وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ، قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ، قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ).
وعندما سألوا الله سبحانه وتعالى أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟!
لم يكن سؤالهم اعتراضا على إرادة الله سبحانه وتعالى، حاشاهم أن يعترضوا على أمر خالقهم ولكن سؤالهم كان نابع من سببين، السبب الأول أنهم عاينوا سابقا ما فعله الجن بالأرض من إفساد عظيم، أما السبب الثاني فقد كان خوفهم الشديد من استبدال الله سبحانه وتعالى لهم بسبب تقصير لهم في التسبيح والتحميد والتمجيد لخالقهم سبحانه وتعالى.
كيفية خلق سيدنا ادم عليه السلام:
لما أراد الله سبحانه وتعالى خلق سيدنا ادم عليه السلام أرسل الملائكة الكرام إلى الأرض، فقبضوا قبضة من كل أرجاء الأرض كما جاء في الحديث الشريف عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ، فَجَاءَ مِنْهُمُ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلُ وَالحَزْنُ وَالخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ) رواه أبو داوود والترمذي.
ونظرا إلى القبضة التي كانت من جميع أنحاء الأرض كان هذا التنوع في ألوان البشر والاختلاف في طبائعهم بحيث أن الأرض فيها الطيب والخبيث فيها السهل والصعب، كذلك نحن البشر منا الخبيث ومنا السهل ومنا الصعب ومنا الكريم ومنا اللئيم بسبب اختلاف الطينة التي خلقنا منها.
لقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعل منزلته عالية وقدره عظيم، بأن خلقه الله سبحانه وتعالى بيديه: (يا ابن آدم إنك مخلوق بيدي فأكرم نفسك باتباع أوامري)، وجعله الله سبحانه وتعالى في أحسن صورة، فقال تعالى في سورة التين: (لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ، ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ، إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ).
لقد جعل الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم طويل القامة فقد كان طوله 60 ذراعا في السماء والذراع ما يعادل نصف متر تقريبا أي أن طول سيدنا آدم كان 30 مترا؛ باتت الملائكة ينظرون إلى التمثال العجيب، فهم لم يروا مثله من قبل، أما عن إبليس فكان شديد الفزع من سيدنا آدم فأخذ يطوف ويطوف حول تمثال آدم ويرفسه برجله ويضربه ويقول في نفسه لأمر ما خلقت، ثم دخل في جوفه وخرج منه وقال للملائكة: لا تخافوا فهذا أجوف لقد دخلت من فمه وخرجت من دبره هذا خلق ضعيف لا يتماسك.
لقد كان إبليس يرى في نفسه أنه أفضل من سائر المخلوقات لأن الله سبحانه وتعالى أعطى له حرية الاختيار فأطاع الله، فكيف يخلق الله سبحانه وتعالى خلقا ويعطيه حرية الاختيار، ومن الممكن أن يكون أفضل منه وقد يكون هذا المخلوق الجديد هو الحاكم عليه فاغتاظ منه، ولا سيما أن الله سبحانه وتعالى خلق سيدنا آدم بيديه يريد أن يجعله خليفته في الأرض ويعمرها، وقد قال إبليس للملائكة جملة تدل على مدى غيظه وحسده من سيدنا آدم عليه السلام: لئن سلطت عليه لأهلكنه، ولئن سلط علي لأعصينه، وقد نشأت العداوة من إبليس لآدم عليه السلام قبل أن ينفخ الله سبحانه وتعالى فيه الروح.
سجود الملائكة لسيدنا آدم عليه السلام أجمعين إلا إبليس:
سجود الملائكة أجمعين لسيدنا آدم عليه السلام من أعظم المشاهد منذ أن خلق آدم وحتى قيام الساعة، وللمعلومة لقد كان جائزا السجود في الشرائع السابقة فكما رأينا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام ورؤيته وتحقيقها بنهاية سورة يوسف؛ هل يمكنك تخيل المشهد بأن الملائكة أجمعين بأعدادهم الهائلة يسجدون جميعهم طاعة وامتثالا لأوامر الله سبحانه وتعالى إلا إبليس؟!، فيظل واقفا ويكون هو الوحيد الذي عصى أمر خالقه، بل وتكون معصيته هذه أول معصية للخلق أيضا.
قال تعالى في كتابه العزيز بسورة الأعراف: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ، قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ، قَالَ أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِين، قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ، ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ، قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومٗا مَّدۡحُورٗاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِينَ).
ومن قصص الأنبياء أيضا:
قصص الأنبياء في رمضان قصة نبي الله إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم
أروع قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام “يوسف” عليه السلام
قصص الأنبياء بطريقة مبسطة للأطفال بعنوان نبي الله نوح عليه السلام