حكاية خرافية قصيرة بعنوان الشيطان والسحر الأسود
إن السحر الأسود هو ذاك السحر الذي تستخدم فيه عزائم غريبة وطلاسم وقد يتوصل بها إلى استخدام الشياطين والجن للتأثير على قلوب وأبدان الآخرين (من أرادوا بهم السحر).
إن السحر محرم من الله سبحانه وتعالى ومن أكبر الكبائر والموبقات، وقد جاءنا في الصحيحين عن “أبي هريرة” رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل وما هن يا رسول الله؟، فقال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).
حكايـــــة الشيطان والسحر الأسود:
تحكي صاحبة القصة وتقول: “في يوم من الأيام قرر والدي أن يصحبنا للعشاء خارج المنزل، ارتدت والدتي أجمل الثياب وجعلتني أرتدي أجمل ثوب لدي بينما جهزت أخي الرضيع، وكان يوما جميلا للغاية، وفي نهاية اليوم تعرضنا لحادث سير على الطريق السريع، كان والدي يجلس بجانب والدتي بالمقعدين الأماميين، وأما عني فقد كنت أحتضن أخي الرضيع بالمقعد الخلفي، توفيا والداي ولم يحدث أي شيء لي ولأخي!
على الرغم من كونه يوما جميلا غير أنه اختتم بأبشع شيء في الوجود، لقد فقدنا والدينا وبتنا يتيمي الأب والأم أيضا، كان لدينا عم وحيد يحبنا لحبه لوالدنا، كان والدي على الدوام يوصيه علينا، وما إن وصل إليه الخبر هرع للمستشفى ليكتشف الصدمة الكبرى بأن والدينا قد لفظا أنفاسهما الأخيرة إثر الحادث الأليم، وأنني وأخي بتنا يتيمين فلم يتردد ثانية واحدة في اصطحابنا لمنزله، لنعيش معه ومع زوجته وأبنائه.
انتقلت مع أخي الرضيع وكان حينها عمري عشرة أعوام، ومكثنا بمنزل عمي، ولكني ومنذ الوهلة الأولى لم أشعر بالراحة نهائيا، فكانت نظرات زوجة عمي تلاحقني أينما ذهبت علاوة على معاملتها السيئة للغاية والتي لا توصف في غياب عمي.
عهدت إلى نفسي أن أتحمل مسئولية أخي الأصغر كاملة لكيلا تزداد أعباء زوجة عمي فيزداد كرهها لنا أيضا، وبالفعل كنت لا أخرج من غرفتي إلا نادرا، ولا آكل شيئا من الطعام إلا عندما يأتيني به عمي، كنت منعزلة عنهم تماما لكي أتفادى نظرات زوجة عمي القاتلة، وجرت الأيام وبات عمري خمسة عشرة عاما، وحينها بدأت معاناتي الحقيقية، كنت في كل ليلة يراودني كابوس من شدة بأسه كنت أستيقظ لأجد علاماته ظاهرة على جسدي، كانت تأتيني عجوز قبيحة تركض خلفي لتنال مني، وعلى الرغم من محاولاتي المستميتة في الهروب منها إلا إنها في كل مرة كانت تنال مني وتؤذيني أيضا، لأستيقظ وعلى جسدي العلامات ظاهرة بينة.
وبعد فترة زمنية باتت تأتيني العجوز في استيقاظي أيضا، كنت كلما وجدتها بغرفتي أصرخ بأعلى صوت أمتلكه، كانت زوجة عمي تتهمني بأنني أدعي ما أفعله، وعلى الرغم من كوني كنت أراها بينة متمثلة أمام عيني إلا إنه لم يراها أحد غيري، لا عمي ولا زوجته ولا أحدا من أبنائه ولا حتى أخي الصغير!
من كثرة معاناتي استطاعت زوجة عمي أن تقنعه بأنني في حاجة ماسة للذهاب لمستشفى خاصة بالأمراض العقلية، وعلى الرغم من أنه رفض الموضوع مرارا وتكرارا إلا إنه في النهاية استجاب لمطلبها، وبدأت معاناة جديدة بالمستشفى، وبعد انقضاء شهر كامل اتصل المدير على عمي وأعلمه بأنني لا أحتاج أي من الأدوية وأن حالتي العقلية ليس بها شيء!
عدت لمنزل عمي، فوجدت زوجة عمي تتلاشى وجود أبنائها من حولي خوفا عليهم، فانتظرت عودة عمي وأعلمته بأنني أريد الذهاب لجدتي والدة أمي الراحلة لأمكث معها، غضب عمي ولاسيما كونه متعلقا بنا لأننا الذكرى الوحيدة الباقية عن كل أهله، وعندما أصريت على قراري وافق على ذهابي ولكنه امتنع عن ذهاب أخي الصغير.
فقررت حينها الذهاب دونه ولاسيما أن زوجة عمي تعامله معاملة حسنة، ومن أول يوم وصلت به لمنزل جدتي اختفت العجوز الشمطاء من يقظتي وحتى منامي، ولم أعد أراها نهائيا، بت سعيدة كثيرة وعندما سردت لها كل ما حدث معي، أخذتني وذهبت بي لرجل بمجرد رؤيته بث الخوف بداخلي، مكثت مع جدتي ثلاثة شهور، لم أرى خلالهم أيا من مخاوفي وأحزاني، انتظمت في دراستي وتداركت كل ما فاتني.
وفي لحظة قررت الذهاب لمنزل عمي لأطمئن عليه وعلى أخي الصغير، كما أنني اشتقت إليهما كثيرا، وما إن أعلمت جدتي بالأمر حتى وجدتها في حالة مزاجية صعبة وغريبة للغاية، وجدتها تهددني بأنني إن خرجت من المنزل لن أعود إليه مجددا، وبأن علي أن أعاني طيلة حياتي من العجوز!
تعجبت من حديثها معي، التمست لها عذرا فهي تفتقد لابنتها الوحيدة ولكوني أحمل ملامحا كثيرة من والدتي فبكل تأكيد أنا أذكرها بها، ولكني عدت لمنزل عمي فقد أوجعتني بحديثها وبأسلوبها معي، ومنذ اللحظة الأولى بمنزل عمي عادت إلي العجوز الشمطاء، فربطت الخيوط ببعضها لأستنتج أخيرا أن جدتي قد سحرتني لأذهب إليها!
أخبرت عمي بهذه الحقيقة المرة، والذي بدوره أتاني بصديق عزيز إليه، وقرأ علي الرقية كاملة لتظهر علي جميع علامات السحر، وشرع في رحلة العلاج، وهنا وجدت زوجة عمي وقد تغيرت نظراتها وتقربت إلي، وبالفعل عوضتني عن رحيل والدتي، ومن يومها بات عمنا والدنا وزوجة عمنا والدتنا.
العبـــرة من القصـــــــــــــة:
ليست كل ظنوننا سليمة، ولا يمكننا أن نتخيل الغدر يأتينا ممن؟!، الحياة مليئة بالكثير من القصص المحزنة والتي تكون لنا بمثابة صدمة كبرى.
ولا يمكننا أن نعطي النصح إلا بتقوى الله وتفويض كل أمورنا إليه وحسب.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
سحر أسود في قبر العشيق ومن الحب ما قتل
قصة حقيقية رعب بعنوان كتاب السحر الأسود
قصص جن مخيفة بعنوان السحر الأسود اللعين!