قصة قصيرة خيالية بعنوان الورود السحرية
إن الخيال هو نوع من أنواع الأدب الذي يحدث فيه اختلاق أحداث غالبا ما توصف بأنها غريبة وأبعد أن تكون صلة بالواقع من حولنا، وغالبا ما ينتشر هذا النوع من الأدب في القصص والروايات وله محبين من كل الفئات العمرية وينتشر انتشار النار في الهشيم.
ولا أجمل من قصص خيالية مضحكة التي تأخذك لعالم لا يمت للواقع بصلة، لتجد نفسك في رحلة بعيدة عن كل مشاكل الحياة لتنعم ببعض الوقت وتجدد طاقتك.
القصـــــــــــــــــــــــة:
قصة قصيرة خيالية إلا إنها مليئة بالعبر والمواعظ القيمة…
في إحدى الغابات في مكان نائي وبعيد للغاية عن المدينة كانت تعيش أسرة متألفة من أب وأم وطفلتين صغيرتين غاية في الجمال، وعلى الرغم من الفقر الذي كانوا يعانون منه إلا أن السعادة كانت تغمر المكان بأكمله.
كان الأب يقوم بكافة الأعمال، في الصباح الباكر يذهب للغابة ويصطاد ما يمكن أن يصطاده، ويعود للمنزل ببعض الأحطاب لطهي الطعام، وبالنسبة للأم فقد كانت تقوم بالأعمال المنزلية بكل حب وود.
كانت حياتهم مليئة بالمحبة والود والسعادة تجدها تغمر كل ركن من أركان منزلهم الجميل الصغير، كان الأب قد قام بزراعة بعض الورود السحرية لحماية أسرته الحبيبة، كان كل شيء في حياتهم يسير بخير حتى أتاه استدعاء للالتحاق بالجيش للحرب، شعر بالحزن والأسى لرحيله عن أسرته.
كان الإرث الوحيد الذي تركه لابنتيه وزوجته الكهف الذي بنى بداخله منزله، كان قد اشتراه من قزم شرير للغاية بعدما تغلب على قوى شره وقومه، وقام بطردهم جميعا من الكهف وأنحائه بعدما قاموا ببيعه إياه، ولكنهم صاروا متشردين وندموا أشد الندم على التفريط في الأرض والوطن مقابل الأموال.
كان القزم الأكبر يشعر بالحسرة على ما فعل، كما يشعر برغبته العارمة بالانتقام من الرجل الذي انتصر عليه، ولم يخرج الانتقام من قلبه طيلة السنوات، كان على الدوام يفكر في طريقة للعودة واقتلاع الكهف والأراضي من حوله من الرجل وأسرته وإنهاء حياتهم جميعا.
رحيل وآلام:
وبعد رحيل الأب ساءت أحوال أسرته كثيرا، كانت زوجته تصنع عطورا من الزهور والورود وتخرج لسوق المدينة وتقوم ببيعها وشراء بعض الضرورات المنزلية، وفي يوم من الأيام أتى القزم الأكبر والذي كان يستخدم لحيته الطويلة في السحر، كان يلقي تعويذات فيغير من شكله وهيئته ومظهره مثلما أراد.
وكانت نواياه خبيثة وخطته كانت أن يحتال ليحصل على أموال وخزائن الدولة، وبالفعل جعل من نفسه تاجرا عليه أفخم الثياب، وذهب للملك والذي كان بدوره قلقا على حال مملكته، فقرر أن يعطه مالا وذهبا من خزائن الدولة في نظير الحبوب اللازمة للرعايا، ولكنه استطاع بحيله السحرية أن يسحر الملك ويسرق كل الأموال والذهب ويرحل.
استطاع الأمير ابن الملك أن يكشف ما فعله القزم، فسارع بجواده خلفه وبالفعل لحق به وانهال عليه ضربا واستطاع أن يسترد خزائن والده الملك غير أن القزم استطاع أن يستخدم لحيته ويلقي تعويذة سحرية على الأمير ليتحول لدب ضخم!
حيل فاشلة:
ذهب القزم لزوجة الرجل الراحل ليغريها بالذهب لتتنازل عن الكهف والأراضي حوله، كانت تفقه الزوجة لألاعيب القزم وتعلم جيدا أنه من قام زوجها بهزيمته سابقا، فتمسكت بوصية زوجها وعلى الرغم من فقرها وكل العروض المغرية من قبل القزم المتخفي إلا إنها لم تتنازل ولم تفعل مثلما فعل بأن تخلى عن أرضه، فتعصب عليها القزم وأراد أن يؤذيها وبناتها غير أن الورود السحرية كانت على الدوام تحميهن من حيله السحرية.
كان في كل مرة يقع القزم في فخ يفعله له الدب بالغابة، ولا يستهدف الدب إلا لحية القزم العجوز حتى يعجز عن استخدام حيله السحرية، وفي كل مرة تتمكن الفتاتان من تخليصه من الفخ بقص جزء من لحيته، وفور إنقاذ الفتاتين طيبتي القلب إلا إنه يستشيط غضبا عليهما.
خداع وخبث:
تنكر القزم مجددا وذهب للملك وأخبره بأنه رأى قزما بالغابة يتحول لدب عملاق، فأمر الملك في الحال بقتل الدب ثأرا لابنه الأمير المفقود وظنا بأن القزم قام بقتله، وبالفعل تمكن الجنود من إصابة الدب بإصابات بليغة غير أن الفتاتان تمكنتا من إنقاذه وإدخاله منزلهن ومعالجة جراحه، وعلى الرغم من كونه دبا وعملاقا إلا إنهن كن يتمكن من التحدث إليه ومعرفة متطلباته.
باتت كل خطط القزم بالفشل، وفي يوم جاء ليقتلع الزهور السحرية بنفسه وينهي حياة الزوجة وابنتيها، غير أن الورود كانت سببا في إنهاء حياته بسبب التعويذات السحرية التي ألقاها باستخدام لحيته، فعاد الأمير لشكله الطبيعي ووقع في حب الفتاة الكبرى وتقدم للزواج بها بعدما أخبرهن عن كل ما حدث معه.
صارحت الأم ابنتيها بأن والدهما قد توفي في الحرب، وأنه وردتها رسالة بعد رحيله عنهن بشهر واحد تفيد بأنه قتل بالحرب، اعتذرت منهما أنها جعلتهما يعيشان على أمل طيلة هذه السنوات الطوال، وعندما رأى الملك والدة الفتاتين وقع في حبها لشدة جمالها وحكمتها وإنقاذها وابنتيها للملكة فعرض عليها الزواج وتزوج بها.
عودة السعادة مجددا:
حلت السعادة على الأسرة من جديد بعد الكثير من سنوات الحزن والآلام، كانت الأم والتي توجت على أنحاء المملكة حكيمة للغاية فأمرت بزراعة الأراضي بالحبوب للاكتفاء الذاتي، وباتوا رائدين في تصدير الزيوت العطرية في كل أنحاء العالم.
أعجب الملك كثيرا بها وبابنتيها وبات يجعل المشورة لهن لما رأى فيهن من حكمة بالغة وتحمل لكافة المسئوليات، وبالفعل تغير حال المملكة من فقر مدقع إلى ثراء فاحش للجميع.
باتت خزائن المملكة مليئة بالأموال والذهب، ولم يرى أثرا للأقزام الأشرار وبات الكهف بوروده السحرية باقيا وكل الأراضي من حوله أراضي خضراء عامرة بكافة أنواع المحاصيل.
وهناك قصة قصيرة خيالية مفعمة بالمتعة لا تفوتها: قصة قصيرة خيالية للكبار