قصـــــــة أحببته رغم الآلام!
أحيانا كثيرة يجد المرء نفسه واقعا في الحب دون أن يشعر بأية مقدمات، وما إن يقع في الحب تجده متمسكا بحبه بشتى الطرق الممكنة، محاولا بذل الغالي والنفيس وحتى النفس لافتداء حبه.
والأكثر أهمية من الوقوع في الحب الإخلاص في الحب، الجميع يقع في الحب ولكن قليل القلة من يخلصون في الحب، هناك أناس تعيش على مجرد الذكرى ممن أحبوا يوما.
قصــــــــــــة أحببته رغم الآلام:
قصة فتاة كانت تعيش أجمل قصة حب رومانسية روعة مع شخص أحبته وخطبت له، كانت تجد توافقا بينهما ليس له مثيل في الوجود، كانت تجد أن كل آلامها تتبخر بمجرد وقع عينيها عليه، كانت تجد العزاء في كلماته الحنونة ومواقفه الاستثنائية.
لم يتبقى على حفل زفافهما سوى شهر واحد، وبيوم من الأيام اجتمعا لتناول طعام الغداء سويا بين العمل، كانت الفتاة تعمل على مشروع لديها بينما كان الشاب لديه اجتماع عاجل وطارئ، ترك الطعام من يديه وقبل يدها قبل خروجه من المطعم لتسمع الفتاة صوت صرخات بالخارج.
قبض قلبها وأيقنت أن حبيبها قد فارق الحياة، ومن شدة يقينها عجزت عن النهوض من مقعدها، ساعدتها فتاة غريبة بالمطاعم لتخرجها وبالفعل وجدته مترديا على الأرض سائحا في دمائه، كان سائقا مخمورا قد أودى بحياته.
دخلت الفتاة في اكتئاب انعزلت عن العالم بأسره، لم تتابع أي خبر حتى أنها تخلت عن عملها وعن كل شيء بالحياة، مضى عامان ولم تستطع الفتاة التأقلم على حياتها بشكل نهائي، عجز كل من حولها عن مساندتها ودعمها، كانت ترفض كل أنواع الدعم والمساندة من الجميع، كانت ترى بأن حياتها قد توقفت مع توقف خفقان قلب حبيبها وزوجها.
تغيير حياة:
وفي يوم من الأيام أتت لزيارتها والدة خطيبها الراحل، كانت تحمل معها حقيبة جمعت فيها كافة الأشياء التي كان ابنها قد أعدها لحفل الزفاف، قدمت إليها نصيحة غالية، لو كان ابنها حيا يرزق لما أراد لها هذه الحياة التي سجنت نفسها بداخلها, كانت الفتاة لا تريد الخروج من المأزق الذي وضعت نفسها بداخله، ولكن نصيحة والدته أتتها على الجرح، فوافقت شقيقتها على الخروج من المنزل، وذهبت للمطعم الذي كان مالكه صديق قديم لهم.
قدم إليها مالك المطعم وأعرب عن مدى سعادته البالغة لرؤيتها مجددا، أخبرها بأنه حينما توفيت زوجته كان يتحدث لها عن كل شيء بحياته وهذا ساعده كثيرا على تجاوز آلامه.
فقررت الفتاة أن تفعل مثله ولكنها عجزت عن تخيل حبيبها أمام عينيها، فأخرجت هاتفها وأرسلت إليه برسائل، أخبرته فيها عن كل شيء.
كانت المفاجأة أن رقم حبيبها الراحل كان قد بيع لشاب ثلاثيني يعمل ناقدا في مجال الموسيقى، كان يقرأ رسائلها الحزينة والتي بها الكثير من المعاني النادرة بزماننا، كان قد تعرض لخيانة من حبيبته بعدما قررت الانفصال عنه والتخلي قبيل زواجهما بأسبوع واحد.
كانت الفتاة في كل لحظة من لحظات حياتها تدونها برسالة لخطيبها لتتمكن من تخطي فراقه للأبد، عادت لعملها وحاولت أن تصب كامل حزنها بالعمل، وبالفعل اجتهدت على نفسها واستطاعت أن تواكب ما فاتها، أما بالنسبة للشاب فكانت رسائلها إليه بمثابة الدواء الذي طيب كل جراحه، إذ شعر بأن ليست كل الفتيات مثل فتاته الخائنة، وأن مثل هذه الفتاة عملة نادرة محظوظ من وقعت في طريقه، فعلى الرغم من فقدها لحبيبها وزوجها المستقبلي بحادث إلا إنها لاتزال تحبه وتعشقه وغير قادرة على تقبل وفاته، وعلى الرغم من كل آلامها إلا إنها تقوى عليها برسالة تكتبها إليه، وعلى يقين بأنه لن يقرأها.
لقاء ونقطة تحول:
وفي يوم من الأيام كتبت الفتاة رسالة عن مدى اشتياقها لحضور حفل بالأوبرا مثلما كانا يفعلا سويا، فبات الشاب في كل ليلة يذهب للأوبرا على أمل أن يرى من استطاعت أن تغير كل حياته، ولكنه لم يستطع أن يفعل، وأخيرا استطاع أن يتعرف إليها صدفة وعندما تبادلا أرقام الهواتف أيقن أنها هي.
أعجبت الفتاة بطريقته في التحدث وبمدى الثقافة التي يتمتع بها، وبأنه قدم شرحا موفيا بالعرض الذي رآه، لم تستطع أن ترى العرض مثلما فعل.
وعندما عادت للمنزل كتبت رسالة تخبر حبيبها الراحل عن الشاب وكيف أثر فيها، وفي المقابل أعجب الشاب كثيرا بنقدها البناء لشخصيته واعتبر كل ما يحدث إشارة من القدر للجمع بينهما.
تقربا كل منهما من الآخر، قررت الفتاة المضي قدما بالحياة التي لن تتوقف على رحيله، كتبت رسالة بذلك، ولكن سرعان ما اعتذرت عنها.
كشف الحقائق:
وفي يوم من الأيام قررت أن تكتب رسالة كان حينها الشاب بمقر عمله وبينهما أعمال مشتركة لتتفاجأ بأن الرسالة التي أرسلتها على هاتفه مدونة!، صعقت من هول ما رأيت واعتبرته كاذبا مخادعا تلاعب بها وبمشاعرها الصادقة له.
وعلى الرغم من تفانيه في تقديم اعتذاره إليها، إلا إنها أغلقت جميع الأبواب في وجهه، فلم يتبقى أمامه إلا بابا واحدا.
نشر مقالا على جميع حساباته الخاصة بقصة حبه وكيف أنه تعرض للخيانة من أول إنسانة أحبها بكل صدق وأنه قرر أن يجعلها مكلة متوجة على قلبه، وعوضا عن حبها له طعنته في ظهره بأن تخلت عنه قبل زفافه بأيام.
وكانت نتيجة فعلتها بأنه فقد الثقة في الجنس الآخر جميعه حتى جاءته رسالة عن طريق الصدفة لفتاة محبة مخلصة لخطيبها في محاولة للخروج من أزماتها بعدم تقبلها لرحيله الأبدي، باتت رسائلها حياته بأكملها، كلما كتبت برسالة كان يشعر بأنها من يكتبها، وبأنهما كالروح الواحدة في جسدين، لم يرد أن يخسرها ولم يصارحها خوفا من فقدها.
طلب منها العفو، لقي مقاله زواجا واسعا، كما أن الفتاة عفت عنه وأخيرا خلعت خاتم زفاف خطيبها الراحل في إشارة منها بقبول عرض الزواج به.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ مزيدا من قصص الحب والرومانسية:
وأيضا: قصص حب نهايتها الفراق