قصص طويلة بعنوان رحلة من الزواج وحتى الانفصال!
إن في كل لحظة من لحظات حياتنا نتخذ العديد من القرارات، ربما كانت قرارات صغيرة وربما كانت قرارات مصيرية، ومن كثرة القرارات التي على المرء اتخاذها يمكننا القول أن حياته عبارة عن سلسلة من القرارات والاختيارات. وقد يندم أحدنا على قرار قد اتخذه طوال حياته، ترى ندم يستمر طوال الحياة لمجرد قرار اتخذه في لحظة فاصلة!
قصـــــــــــــــة رحلة من الزواج وحتى الانفصال:
قصة فتاة في عمر الزهور كانت لا تعلم عن الحياة شيئا، فعمرها لم يكن قد تجاوز الثامنة عشر حينها ولم تكن ذات خبرة بالحياة الحقيقية، قضت حياتها بين الكتب وسنوات الدراسة.
وفي يوم من الأيام قرر والدها أن يزوجها بابن أخيه، اعترضت الفتاة في بداية الأمر، ففي مخيلتها تنتظر فارس الأحلام، كانت ترى أنها لن تنعم بالحياة التي تليق بها مع ابن عمها والذي لم يتعلم من الأساس، شعرت وكأن والدها يريدها في خدمة أخيه وأبنائه نظرا لتعب زوجة عمها الشديد.
وعلى الرغم من رفضها إلا أن أباها تمكن من إقناعها في النهاية، وليتها أصرت على موقفها من الرفض بسبب هول ما سترى بسبب اتخاذها قرارا بطاعة أبيها، والذي قدمها لابن أخيه على طبق من ذهب.
قررت الفتاة أن تقبل بالأمر الواقع وتحاول تغيير حياتها للأفضل، ولكنها وجدت نفسها في أكبر مأزق بالحياة، فزوجها وابن عمها لا يفهم شيئا عن وصية رسولنا الكريم (استوصوا بالنساء خيرا)، لقد صيرها خادمة طوال النهار وبالليل زوجة له يرغب في كامل حقوقه الشرعية ولا يحق لها أن تشتكي مطلقا.
كانت تجد المسكينة عزائها الوحيد في الصلاة والشكوى لخالقها مما يحدث معها، ويوما بعد الآخر وجدت معاملة زوجة عمها قاسية للغاية، وجدت نفسها تحرم من الطعام والشراب، وعندما يسمح لها بتناول الطعام ما تبقى من عمها وأبنائه وربما ما تبقى من زوجها نفسه.
تحملت المسكينة ولم تجد لنفسها العزاء، ويوما تلو الآخر صارت الفتاة تفقد بريقها وجمالها الذي كانت توصف به، أما عن زوجها فعلى الدوام كان يفحمها بكلماته الحارقة بأنها ليست أهلا للزواج، فعلى الرغم من كل ما تفعله ليست بأهل للزواج!
كانت تدعو الفتاة أن تمر أيامها بالدنيا بسلام، وكانت فاجعتها الكبرى حينما علمت بحملها، فرحت والدتها لأجلها ولكن الفتاة كانت على يقين بماذا سيحل بها، تعمدت زوجة عمها أن تكثر عليها الخدمة بالمنزل، ربما فعلت الشيء فأفسدته عليها زوجة عمها لتفعله مجددا ولتسمع وابلا من الكلمات المؤذية من عمها وزوجها.
لم تتحمل الفتاة فذهبت لمنزل والدها ولأول مرة تحكي كل الظلم الذي تتعرض له، لم يصدقها والدها ففي النهاية هي ابنته وقد أعطاها لأخيه، أعادها بيده لأخيه لتصير خادمة له، لم تطق الفتاة حياة البؤس التي صارت تعيشها، فقررت اتخاذ القرار الذي سيكون سببا في تغيير الواقع الأليم الذي تعيشه.
قررت أن تصلح ما أفسدته بحق نفسها، لقد أعلمت زوجها بأنها لا ترغب فيه بعد الآن وأن يفعل ما يحلو له، وأنها لن تخدم أحدا بعد، ولن تهتم إلا بنفسها وبما ببطنها حتى تلده بسلام، وبالطبع هذا السيناريو لم يلقى إعجابا من زوجة عمها فذهبت إليها، فاستفزتها الفتاة الذكية أثناء حديثها، فاستشاطت زوجة عمها غضبا بطريقة جعلتها تهلكها ضربا.
كانت الفتاة ترغب في ذلك، ففقدت جنينها إثر ما فعلته بها والدة زوجها، ونقلوها للمشفى في حالة حرجة بين الحياة والموت، ولازالت الفتاة تستغل كل موقف يحدث معها لتصلح ما أفسدته بحق نفسها، عندما أعلموها بفقدها للجنين حزنت كثيرا على وليدها والذي فقدته قبل مجيئه، ولكنها حمدت ربها بأنه لم يأتي ليجد الشخص الذي تزوجت به أبا له، وأهل عمها الظالمين أهلا له.
قررت على الفور استدعاء الضابط للإفادة بأقوالها، وعلى الرغم من أمر والدها بألا تفعل ذلك أصرت وفعلت ما أرادت، واشتكت زوجة عمها وسردت للضابط كل ما حدث معها، وتم إلقاء القبض على زوجة عمها، فأتاها عمها يتوسل إليها لتتنازل عن حقها فأعلمته بأنها لن تفعل إلا إذا ضمنت ورقة طلاقها بيدها.
هم والدها برفع يده عليها، لم تنهار ولم تنكسر بل ازدادت قوة، وأعلمت والدها بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأنها عانت الأمرين بسبب رأيه وقرار يخص حياتها بالكامل اتخذه لأجلها، لقد دمر لها حياتها بالكامل وأنها لن تغفر له ما فعل بحقها.
وأصرت على موقفها وبالفعل طلقها ابن عمها بالإكراه في نظير تنازلها عن الشكوى ضد والدته، وأول ما استعادت صحتها استأنفت تعليمها، والتحقت بالاختبارات وحققت أعلى الدرجات، لقد وضعت خطة حياتها دون أن تجعل أحدا يتدخل في حياتها ويفسدها.
كانت توقن بأن حياة كل امرأ منا حياة واحدة، وخالقنا سبحانه وتعالى وهبها إيانا وسيحاسبنا عليها، فنعل ما نراه مناسبا لنا لكيلا نحاسب على ما فعلناه واخترناه لأجلنا وليس على ما فعله الآخرون بنا.
استطاعت الالتحاق بكلية الطب التي طالما حلمت بها، وتجربتها الأليمة ما زادتها إلا قوة وصلابة، كانت تعمل أثناء دراستها ولم تعتمد على والدها والذي كان ضد فكرة إكمالها تعليمها ويأمرها دوما بالعودة لابن أخيه.
ومرت السنوات ووالدها لم يجد غيرها حينما اشتد عليه المرض، أخوه الذي جبر ابنته على التحمل لم يزره ولو لمرة واحدة للاطمئنان على صحته.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ من موقعنا الذاخر بالكثير من قصص طويلة ذات عبر مفيدة وقيمة ومؤثرة من خلال:
وأيضا: قصص طويلة مضحكة مصرية