قصص وعبر دينية من أجمل ما ستقرأ يوما
إن القصص لها أثرها الفعال على النفس البشرية، ولذلك وردت من القصص في القرآن الكريم الشيء الكثير، وذلك لأن القصص وسيلة فعالة للغاية في هداية النفس وانقيادها إلى الحق والعدل والفلاح والهدى.
فقد قال الله تعالى بكتابه العزيز بسورة الأعراف: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وأوضح الإمام “عبد الرحمن بن ناصر السعدي” في تفسير لآية (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) أنها جاءت لضربِ الأمثال لنا، وفي العِبَر والآيات، فإذا تفكَّروا علِموا، وإذا علِموا عمِلوا.
وقال تعالى بسورة يوسف: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)، كما انتهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هذا المنهج؛ فكان يقص للصحابة الكثير من المواقف والأحداث الماضية رغبة في توجيههم وبناء شخصيتهم بهذه الوسيلة.
القصــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص وعبر دينية على الإطلاق…
في ليلة من الليالي كان سيدنا “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه وأرضاه يتفقد أحوال الرعية كعادته، فكان يجوب بالمدينة وأطرافها وبينما كان على هذه الحالة رأى خيمة غريبة فلم يكن قد رآها من قبل، فاقترب منها وبداخله تساؤل عجيب عمن بداخلها.
وعندما اقترب منها سمع أنينا يخرج منها، فانفطر قلبه وازداد همه فنادى أصحابها فإذا برجل يخرج إليه، فسأله سيدنا “عمر”: (من أنت؟!)
فأجابه الرجل قائلا: (إنني رجل من إحدى القرى بالبادية وقد أصابتني الحاجة وأصابني العوز فجئت بأهلي أطلب رفد عمر، فقد جاءنا أن عمر يرفد الراعية ويعمل على رعايتهم).
فسأله “عمر” رضي الله عنه عما فطر قلبه وزاد همه: (وما هذا الأنين الذي أسمع؟!)
فأجابه الرجل قائلا: (إنها زوجتي تتألم من مخاض الولادة).
فسأله سيدنا “عمر” قائلا: (وهل عندكم من يقوم بالاعتناء بها وتوليدها؟!).
فقال له الرجل: (لا، إنني وهي وحسب).
فسأله سيدنا “عمر” قائلا: (وهل لديك نفقة لإطعامها؟)
فأجابه الرجل بحسرة قائلا: (لا، ليس لدينا).
فقال له “عمر” رضي الله عنه وأرضاه: (حسنا انتظرني سآتيك بمن تقوم بتوليدها والنفقة لإطعامها).
عاد سيدنا “عمر” إلى منزله، وقد كانت زوجته السيدة “أم كلثوم” رضي الله عنها وأرضاها ابنة سيدنا “علي بن أبي طالب” فسألها: (يا ابنة الأكرمين هل لكِ في خير ساقه الله إليكِ؟).
فسألته عن الخير، فأجابها رضي الله عنها وأرضاه بأنها هناك امرأة مسكينة تلد وتحتاج لمن يساعدها في وضعها، فسألته إن كان يريدها أن تتولى أمر ولادة المرأة المسكينة بنفسها، فأخبرها قائلا: (هيا يا ابنة الأكرمين أعدي كل ما تحتاج إليه المرأة للولادة)، وأما عن سيدنا “عمر بن الخطاب” فقام وأعد طعاما وكل ما يحتاج إليه للطهي، وذهب بزوجته للرجل طرف المدينة.
وما إن وصلا دخلت السيدة “أم كلثوم” رضي الله عنها وأرضاها إلى الخيمة لتتولى أمر ولادة المرأة، أما عن سيدنا “عمر بن الخطاب” رضي الله عه وأرضاه جلس مع الرجل خارج الخيمة وشرع في إعداد الطعام، وفجأة نادت السيدة “أم كلثوم” قائلة: (يا أمير المؤمنين أخبر الرجل أن الله سبحانه وتعالى قد رزقه ولدا وأن زوجته بخير بفضل الله).
وما إن سمع الرجل يا أمير المؤمنين أصابته دهشة لدرجة أنه عاد للخلف بضعة خطوات، فلم يكن يعلم أن هذا “عمر بن الخطاب”؛ طلب منه سيدنا “عمر” رضي الله عنه وأرضاه أن يتمالك نفسه فابتسم سيدنا “عمر” قائلا: (اقترب.. اقترب، نعم إنني عمر بن الخطاب والتي مع زوجتك هي أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب).
خر الرجل في الأرض باكيا وهو يقول: (أمير المؤمنين يطبخ لي بنفسه وآل النبوة يولدون زوجتي!)
فقال له سيدنا “عمر بن الخطاب”: (سآتيك بالنفقة ما دمت فينا)، وذهب وزوجته السيدة “أم كلثوم” رضي الله عنها وأرضاها.
لقد فلحوا لأنهم انتجوا منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفعة سيدنا “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه وأرضاه ما كانت بمجرد صلاة وصيام وقيام ولا بفتوحاته التي فتحها في الأرض، وإنما كانت لأن له قلب خاشع خاضع متواضع أواب منيب، ما ارتفع مكانة ومقاما إلا لأنه يقيم العدل وينشر الحق بالأرض، ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.
القصـــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة:
تعتبر من أجمل قصص وعبر دينية على الإطلاق أيضا…
في يوم من الأيام تعطلت السيارة بطبيب مختص بجراحة القلوب، وقد كان شهيرا للغاية يعلمه كثير من الناس، وبيوم ذهب لإصلاح سيارته عند ميكانيكي يعلمه جيدا.
وبينما كان الميكانيكي يقوم بإصلاح السيارة وعمل اللازم جميعه، سادته حالة من الصمت والتفكير، تعجب الطبيب من الحالة التي أصابته فجأة وقبل أن يسأله عن حاله وجده يستأذنه في سؤال، فأذن له الطبيب بذلك بنفس راضية ووجه مبتسم.
سأل الميكانيكي قائلا: “أيها الطبيب إنك تقوم بإجراء عمليات جراحية على قلوب البشر بينما أنا أقوم بنفس العمليات وربما كانت مشابهة ولو بقليل على قلوب السيارات أتدري بالطبع أقصد موتور السيارات مثلك تماما؛ أخبرني لماذا أنت تحصد المال الوفير والشهرة الواسعة بينما أنا أجني القليل من المال ولا يعلمني أحد؟!”
اقترب الطبيب من الميكانيكي وهمس في أذنه قائلا: “إن حديثك بأكمله صحيح ولكنها أرزاق وزعها مالك الملك، ولكن أريد منك أن تجيبني على شيء واحد، هل يمكنك أن تصلح سيارة دون أن تطفئ قلبها؟!”
صمت الميكانيكي متعجبا من سؤال الطبيب وأيقن أن المقارنة التي أجراها لم تكن عادلة من البداية.
واقرأ أيضا مزيدا من القصص والعبر الدينية من خلال:
3 قصص وعبر دينية عن لا تحقرن من المعروف شيء
وأيضا: قصص وعبر دينية facebook قصة حج في السماء قبل الأرض