3 قصص قصيرة ذات حكمة كبيرة
إن القصص القصيرة عادة يكون في طياتها العبر والفوائد الجمة، على الدوام نجدها تحمل دروسا قيمة ذات تأثير عظيم فعال على النفس. نجد القصص القصيرة تتميز بقصرها من حيث عدد الكلمات التي تحويها، ولكنها لا تخيب قارئا من حيث الفائدة التي يحصدها من خلالها؛ لذا إن كنت من محبي قراءة القصص القصيرة فحتما ستنعم بكم الفائدة التي بها.
القصــــــــة الأولى:
قصة من ضمن قصص قصيرة ذات فائدة عظيمة وأثر فعال على النفس…
كان هناك رجل حكيم يعيش بإحدى القرى، اشتهر بحكمته البالغة وبقدرته على حلول جل المشكلات، فكان الناس يأتون إليه من كل حدب يطرحون بين يديه مشاكل الحياة وصعابها، وفي كل مرة كان الحكيم يأتي بالحلول ويضع القوانين ويشرح ويعيد غير أنه سئم من حالهم جميعا، فجميعهم يأتون إليه بنفس المشكلات ونفس الصعاب!
فقرر الحكيم أن يضع حلا لما يواجه من أهوال بسببهم، فعمد إلى تجمع لهم وقرر أن يخبرهم بنكتة طريفة للغاية، ما إن سمعوها جميعهم انفجروا من شدة الضحك عليها لدرجة أنهم نسيون سبب اجتماعهم، وما إن استجمعوا أنفسهم أعاد عليهم نفس النكتة التي سردها للتو فارتسمت البسمة على شفاه البعض منهم، ولم يلبث طويلا فأخبرهم بنفس النكتة مجددا فلم يضحك ولم يبتسم منهم أحد!
في هذه اللحظة ابتسم الحكيم وتوسط الجمع وقال فيهم عاليا: “لم تستطيعوا أن تضحكوا على نكتة واحدة أكثر من مرة، فلماذا تصرون على الحزن والبكاء على نفس المشاكل مرات ومرات، ألم تسئموا من البكاء والحزن بعد؟!”
ذهلوا جميعا من الحكيم ولكنهم أيقنوا أن الحزن الدائم والبكاء لن يكونوا سببا أبدا لحل المشكلات، وما هما إلا مضيعة للوقت وإهدار له، وتحميل لنفوسهم فوق طاقتها.
واقرأ أيضا مزيدا من قصص قصيرة بفائدة كبيرة من خلال: قصص قصيرة من زمننا القديم وتراثنا النفيس
القصــــــــة الثانيــــــــــــة:
قصة من أهم القصص القصيرة والمعبرة التي ستقرأها يوما…
بيوم من الأيام بينما كان يسير صديقان سويا في رحلة بقلب الصحراء، وأثناء الرحلة التي طالت اختلفا على شيء ما واحتد النقاش بينهما فصفع أحدهما الآخر على وجهه صفعة قوية، وعلى الرغم من شدة الصفعة إلا إنه شعر بألم وحزن بداخله أقوى، لم يتفوه بكلمة واحدة ولكنه توجه للرمال وحفر عليها (اليوم صديق عمري صفعني صفعة قوية على وجهي!)، وكأنه يريد التخلص من الشعور الذي قيده من الداخل.
أكملا رحلتهما وشيئا فشيئا تعاملا بطبيعتهما إلى أن وصلا لواحدة جميلة للغاية، اندفعا للبحيرة للاغتسال، وما إن باتا كلاهما وسط مياه البحيرة علق الصديق الذي تعرض للصفعة بمستنقع الوحل، وتأثيرا للصدمة التي شعر بها كاد أن يغرق بالمستنقع غير أن صديق عمره سارع إليه وجذبه بكل قوة وأنقذ حياته.
في توها وحينها كتب الشاب الذي كاد أن يلقى حتفه لولا تدخل صديقه على صخرة كبيرة بالواحة: (لقد أنقذ حياتي صديق عمري اليوم).
تعجب صديقه مما فعله، فسأله في حيرة من أمره قائلا: “حينما آذيتك بصفعتي كتبت على الرمال أنني صفعتك على وجهك، أما الآن تكتب على الصخرة بأنني كنت سببا في إنقاذ حياتك؟!”
فأجاب صديقه سؤله قائلا: “أريدك أن تعلم شيئا واحدا ولا أهم منه بهذه الحياة، حينما يؤذينا أحد علينا أن نجعل إساءته على الرمال لتمحيها رياح النسيان؛ ولكن حينما يقدم إلينا معروفا لابد لنا أن نحفره على الصخور لكي يكون باقيا ولا يمكننا نسيانه على الإطلاق ولا يمكن لأي رياح من النسيان محوه على الإطلاق”.
واقرأ أيضا مزيدا من قصص قصيرة بفائدة كبيرة من خلال: قصص قصيرة فيها حكمة وذكاء قصة الشجرة الانانية والشجرة الهادئة وقصة تاجر الاقمشة
العبرة المستفادة من هذه القصة القصيرة:
ما نتعلمه من قصة اليوم علينا أن نكون على الدوام متسامحين مع من يستحقون التسامح، وعلينا ألا ننسى معروف قدم إلينا أبد ما حيينا، والأهم ألا نقدر ما نملكه من أشياء وإنّما علينا أن نقدر ما نملكه حولنا من أشخاص.
القصـــة الثالثـــــــــة:
قصة من أهم القصص القصيرة والمعبرة التي ستقرأها يوما…
في إحدى الغابات كان يوما يتصف بأنه قطعة من نار جهنم من شدة الحرارة المتوهجة به، وكان ملك الغابة (الأسد) حينها يشعر بجوع شديد للغاية، لم يكن يعلم أيسد جوعه أم يتفادى الحرارة!
وإذا بالأسد يترك عرينه ويخرج خارجا بحثا عن طعام يسد به جوعه الشديد والذي أفقده صوابه، وعلى الرغم من تشدده في البحث وسرعته الفائقة رغبة في العودة لعرينه هربا من الشمس الحارقة بالخارج، إلا إنه لم يجد إلا أرنبا وقد كان صغيرا!
لم يتردد ثانية واحدة في إلقاء القبض عليه، وما إن بات الأرنب الضعيف بين براثن الأسد فكر الأسد في نفسه وقال: “إن هذا الأرنب صغير للغاية ولن يكفي معدتي الكبيرة والفارغة”!
وفي التو لمح الأسد بالقرب منه غزالة، وإذا به يترك الأرنب الصغير ويلقي به وينطلق وراء الغزالة ملاحقا إياها يريد النيل منها، أما عن الأرنب الصغير فقد حمد خالقه سبحانه، كان الأسد يركض خلف الغزالة ويريد أن يظفر بها لتكون وجبة دسمة له عوضا عن الأرنب الهزيل.
وعلى الرغم من سرعة الأسد وإصراره على الإمساك بالغزالة والتي لم يعد أمامه غيرها بعد إطلاقه سراح الأرنب، إلا إن الغزالة لاذت بالفرار من الأسد الجشع، مما جعله يشعر بمرارة الندم الشديد، لقد ندم ندما شديدا على إضاعته للغزالة وتركه للأرنب، إذ أنه ظل جائعا بلا طعام!
واقرأ أيضا مزيدا من قصص قصيرة بفائدة كبيرة من خلال: قصص قصيرة باللغة العربية للمبتدئين بعنوان جمال اللغة العربية الفصحى