قصص قصيرة

قصص قصيرة مليئة بالخبرات والتجارب

لا يمكننا أن ننكر أن معظم القصص القصيرة تكون قصص قصيرة فيها حكمة وذكاء، لذا فإنه يمكننا الاستفادة من كل قصة قصيرة نقرأها من قريب وحتى من بعيد، فالقصة القصيرة كتبت لأخذ العبرة وتصيد المعرفة والموعظة أيضا،

القصــــــــــــــــــــة الأولى:

من أجمل قصص قصيرة لما بها الكثير من العبر والفوائد التي لا يمكننا الاستغناء عنها…

بيوم من الأيام كان هناك رجلا يقود سيارته والتي كان فرحا بها للغاية، فقد كان مديرا تنفيذيا لإحدى الشركات الكبرى، وقد اشترى سيارته للتو وأول مرة يجربها، وكان في طريقه لعمله مارا بإحدى الشوارع الضيقة، وحظ خلال مروره ولدا صغيرا من بين سيارات كثيرة مصطفة على الطريق، لم يلقي له بالا، ولكنه ما إن ابتعد عنه بضعة مترات إذا به يشعر بحجر كبير يصطدم بسيارته الجديدة!

في الحال ودون تفكير أوقف سيارته وترجل منها ليطمئن، وبالفعل إنه حجر اصطدم بالسيارة واضح عليها كالشمس بمنتصف النهار، لقد وصل به الغضب ما وصل، فأسرع ناحية الولد الصغير ليعرف ما حدث منه.

وسأله في حدة وبعصبية: “أخبرني لماذا فعلت هكذا بسيارتي؟!، ما الذي دفعك لفعل ذلك؟!”

كان غاضبا لدرجة جعلت الطفل الصغير مرعوبا وأرهبته، فقال الطفل والحروف تتلجلج من فيه: “أرجو منك يا سيدي المعذرة، لم أجد طريقة غيرها لإيقافك!، اضطررت لإلقاء حجر صغير، لقد مكثت طويلا طالبا للمساعدة ومستغيثا ولكن لم تتوقف لي أي سيارة”.

كانت الدموع تنهمر من عينيه كحبات اللؤلؤ، وصوته تحشرج من شدة بكائه وفرط خوفه، وبينما يتحدث أشار بإصبعه تجاه السيارات المتوقفة عند الرصيف أول الشارع، وقال: “يا سيدي لقد سقط أخي من على كرسيه المتحرك هناك، لقد أصيب بشدة وتأذى إثر سقوطه وعلى الرغم من محاولاتي لرفعه إلا إنني لم أستطع فعل ذلك، فهل يمكنك يا سيدي أن تساعدني في حمله وإعادته لكرسيه؟!، صدقني إنه يتألم كثيرا ولم أقوى على فعل ذلك بمفردي، إنه ثقيل للغاية وكلما حاولت شعرت بأني أزيد من آلامه، فلا أستطيع فعل ذلك دون مساعدة”.

 

شعر المدير بالكثير من الأسى والتأثر تجاه الطفل، كبح غضبه الجامح تجاه سيارته الجديدة، وهرع مع الطفل الصغير تجاه أخيه لإعانته ومساعدته، وبالفعل وجده وقد سقط على الأرض في مشهد يدمي القلوب، رفعه بحنية شديدة على كرسيه المتحرك، ومسح على رأسيه، كانت إصاباته طفيفة إثر السقوط، وبعدما تأكد من سلامته عاد إلى سيارته مسرعا للحاق بعمله، كان قد سأل الطفل الصغير إن كانا يريدان أي شيء آخر.

وأثناء عودته لسيارته سمع الطفل الصغير يقول له بصوت عالٍ نسبيا: “لا أعلم كيف أشكرك يا سيدي، حفظك الله ورعاك ووفقك بكل حياتك”.

لم يدري ماذا يقول للطفل الصغير، لقد تجمدت كامل الكلمات على طرف لسانه، قاد سيارته لعمله وطوال الطريق كان يتفكر فيما حدث، والموقف الذي أراده الله أن يضعه خلاله وما الذي من الممكن أن يتعلمه من كل ذلك.

وعندما وصل لمنزله واستقر بسيارته به، ترجل من سيارته ونظر جيدا لمكان الاصطدام تمعن فيه جيدا، وكان أثر الصدمة واضحا وجليا، وعلى الرغم من ذلك إلا إنه قرر ألا يصلحه، وأن يتركه باقيا مذكرا إياه بأهم شيء بالحياة، لقد جعله دليلا على الدرس الذي تعلمه في ذاك الوقت، كانت تذكره كلما نظر إليها برسلة غاية في الأهمية.. إياك والمضي في الحياة مسرعا للغاية لدرجة أن الطريقة الوحيدة لإيقافك تكون من خلال حجر!

العبـــــــــــــرة من القصـــــــــــــــــة:

تهمس لنا الحياة في أحيان كثيرة، وترسل إلينا برسائل وإشارات لتذكيرنا وإعادتِنا إلى طريق الصواب، لكن إن تجاهلنا هذه النداءات فقد تضطرّ أحيانًا إلى رمينا بأحجار ثقيلة مؤلمة تأتي في شكل مصائب كبيرة. الخيار أمامنا إما أن ننصت للرسائل التحذيرية أو أن نتلقى الأحجار المؤلمة.

اقرأ أيضا/ 4 قصص قصيرة ستغير حياتك للأفضل

القصــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــة:

من أجمل قصص قصيرة لما بها الكثير من العبر والفوائد …

قام بعض العلماء بإجراء تجربة بعالم البحريات، وكان عن طريق وضع سمكة قرش كبيرة بحوض مائي، وأضيف بنفس الحوض المائي الكبير الكثير من الأسماك الأخرى ووضعت من الأساس كغذاء لسمكة القرش الكبيرة.

وحدث ما كان متوقع حدوثه، هجمت سمكة القرش على الأسماك الموضوعة حديثة وافترستها جميعها، ولم تبقي على واحدة منهن على الإطلاق؛ وكان أساس التجربة الخطوة الآتية وذلك قام أحد العلماء منهم بوضع فاصل زجاجي صلد قوي عمل على قسم الحوض المائي الكبير لجزأين، جعل سمكة القرش بجانب وبالجانب الآخر وضع مجموعة من الأسماك الصغيرة.

هرعت سمكة القرش في الحال لمهاجمة الأسماك الصغيرة وافتراسها ولكنها اصطدمت بالقاسم الزجاجي الذي حال بينها وبين الأسماك، ظلت سمكة القرش تحاول مرارا وتكرارا دون تعب يظهر عليها ودون ملل أو حتى كلل، أما عن الأسماك الصغيرة فهلعت في بادئ الأمر ولكنها اطمأنت حينما عجزت سمكة القرش عن الوصول إليها فكن يسبحن في هدوء تام.

والغريب أنه بعد الكثير من المحاولات على مدار ساعات متتالية توقفت سمكة القرش عن الهجوم بشكل قاطع نهائي، وتم تكرار التجربة خلال أسابيع متتالية وكانت عدوانية سمكة القرش في كل محاولة تقل عن السابقة حتى استسلمت كليا، وتوقفت عن المحاولة من الأساس، حينها أزال العلماء الحاجز ولكن سمكة القرش لم تبارد بالهجوم، فقد باتت توقن بوجود شيء يحول بين وبين الأسماك الصغيرة.

العبـــــــــــرة من القصـــــــــــــــة:

كثيرون منا يفقدون الأمل كليا بعد تلقيهم الصدمات وفشلهم عدة مرات، كما حدث لسمكة القرش؛ نفضل حينها البقاء مثقلين بهزائم الماضي، ومرسخ بداخلنا أننا لن ننجح أبدًا مهما حاولنا!

نبني في عقولنا حواجز وهمية، في حين أنّها ربما لم تعد موجودة بعد الآن.

اقرأ أيضا: قصص قصيرة من زمننا القديم وتراثنا النفيس

وأيضا/ 4 قصص قصيرة بحكمة كبيرة

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى