قصص أطفال بعنوان الصدق والراعي الكذاب!
علينا أن نلتزم بقراءة القصص لصغارنا وخلق أجواء ممتعة وشيقة ومسلية أثناء ذلك لتتشكل كل هذه اللحظات التي نصنعها بأيدينا بداخل ذكرياتهم، لا يمكننا نحن كآباء أن نغفل عن مدى أهمية القصص في تشكيل الوعي والإدراك لدى صغارنا منذ صغر سنهم ونشأتهم الأولى، الفطن منا من لا يغفل عن فوائدها وتأثيرها عليهم صغارا وحتى كبارا.
القصـــــــــــــــــــــــــــــة:
من قصص أطفال مليئة بالفوائد والقيم السامية…
يحكى أنه في زمن ما كان هناك راعيا للأغنام، وكان هذا الراعي ينعم بهدوء العيش وطيبه، كان في كل يوم يعمل على رعاية الأغنام، كان يعيش بالقرب من وادي بإحدى القرى الخضراء، وكل أهل القرية والقرى من حولها كان يعرف عنهم الصدق والتعاون بمساعدة بعضهم البعض وكرم الأخلاق وأفضلها.
أما عن الراعي نفسه فلم يكن يتمتع بنفس هذه الأخلاق الطيبة السامية، كان يعشق الخداع والمراوغة، وكان به داء صنع الحيل لتسلية نفسه، فكان يجد في ذلك متعة عظيمة.
وفي إحدى الليالي بينما كان يرعى أغنامه شعر بالملل والفتور، كان يشعر بأن الوقت بات طويلا أكثر من اللازم ولا ينقضي، فخطرت على باله فكرة وهي أن يخدع أهل القرية ليهرعوا إليه فزعين وبذلك يقدم لنفسه التسلية وتغلب خدعته الملل الذي يشعر به.
وعلى الفور شرع في تنفيذ خدعته، فصرخ صرخة مدوية في الأرجاء سمعها القاصي والداني، وكانت صرخاته متتالية قائلا: “أنقذوني لقد داهمني الذئب، أنقذوا أغنامي”!
وإذا بأهل القرية يهرعون إليه فزعين، بالكاد أخذ كل منهم سلاح في يده، فمنهم من حمل عصي ثقيلة، ومنهم من حمل سلاحا ناريا، وفي أقل الوقت كانوا بين يديه ليغيثوه وينقذوه وينقذوا ما استطاعوا من أغنامه من الذئاب.
ولكنهم ما إن وصلوا إليه وبالكاد يستطيع الواحد منهم يلتقط أنفاسه من شدة الركض لإغاثته، إذا بالراعي ينفجر من شدة الضحك عليهم، كان سليما معافى من أي أذى والأغنام من حوله ينعمون يأكلون ويشربون ومنهم من ينام على العشب أيضا، ولم يكن أي معلم على وجود ذئب ولو حتى مر مرورا غير ملحوظا من حولهم!
استشاطوا غضبا من ضحكاته التي لا تتوقف، وسألوه في تعجب واستنكار من أمره: “وما الذي يضحك في هذا؟!”
لم يتمالك نفسه ليجيبهم على سؤالهم، فأعادوا عليه سؤالا آخر: “لا نرى أي ذئب هنا، ما المضحك فيما فعلته لقد أيقظتنا من منامنا فزعين، ألا تعلم أن الكذب ليس بالأمر المسلي، فكيف لك أن تضحك على تخويفنا وترهيبنا عليك وعلى أغنامك بهذه الطريقة المهينة؟!”
لكن راعي الأغنام لم يستمع إليهم ولا إلى نصحهم بشأن الكذب والخداع، وقرر وأعاد الخدعة في ثلاث ليال متواصلة؛ والغريب أنهم في كل مرة كانوا يذهبون إليه لإنقاذه خوفا عليه وعلى الأغنام؛ ولكنهم فاض بهم الأمر فقرروا واتفقوا جميعا أنهم لن يستمعوا إليه مهما صرخ.
وفي الليلة التي تلت الثلاثة ليالي كان الراعي غارق في النوم وفجأة استيقظ على صوت الذئب يهجم على الأغنام، فقام يصرخ ويصيح ويستنجد كما كان يصيح من قبل لكن ما من أحد استجاب لندائه!
جميع من بالقرية قالوا أنه كاذب ولن ندعه يقوم بخداعنا هذه المرة أيضا، أرادوا أن يكف عن أفعاله لعله يمل ولا يكررها، أما عن راعي الأغنام فحاول أن يبعد الذئب وحده؛ لكنه لم يستطيع فعل ذلك!
وكانت النتيجة أن أكل الذئب جميع الأغنام وجلس الراعي الكاذب يبكي وحيدا والندم يأكل جزء من قلبه، شعر بالندم والأسى على كذبه وعلى الأغنام التي خسرها ولم يستطع حمايتها بمفرده؛ وفي صباح اليوم أتوا أهل القرية عليه وجدوه غارقا في دموعه ولا يوجد حوله أي من أغنامه والدماء تغطي العشب الأخضر، إذ تبدل لونه إلى الأحمر!
تعجبوا وسألوه عما حدث فأخبرهم وهو بقمة الندم والأسى على ما حصل، شعروا بالحزن لأجل الأغنام وقالوا له كان عليك أن تسمع كلامنا وتنصت لنصحنا من البداية وتترك الكذب؛ نتمنى أن تكون قد تعلمت الدرس وتلك الخسارة تكون درسا لك قيما لا تنساه.
فقال لهم راعي الأغنام: “بكل تأكيد، لقد تعلمت الدرس وفقدت الكثير ولن أعود للكذب أبد ما حييت”.
العبـــــــــرة التي نعلمها لصغارنا من هذه القصة الشهيرة:
أهم ما نعلمه لصغارنا الصدق، فالصدق هو أساس بناء شخصية الطفل المتكاملة، كما أنه يمثل مفتاح بناء علاقات قوية وموثوقة مع الآخرين، فعندما نغرس في أطفالنا قيمة الصدق، فإننا نمنحهم أداة قوية لمواجهة تحديات الحياة، وتحقيق النجاح والسعادة.
القصة المتناولة اليوم قديمة وعهدناها جميعنا، الراعي الكذاب، نكررها على الدوام لأنها تتناول جوانب مختلفة من تعليم الأطفال الصدق، وكيف يمكن للآباء أن يلعبوا دورًا حيويًا حتى يكتسب أطفالهم قيمة الصدق.
أيتها الأم الجميلة الحريصة كل الحرص على غرس كل القيم الأخلاقية الفضلى في صغارها عليكِ أن بيِّني لطفلك حسن الصدق وقُبح الكذب، وذلك بالاستماع إلى قصص الأطفال التي فيها الحث على الصدق أو التحذير من الكذب، واشتري له قصصًا في هذا المعنى؛ وأيضا بيِّني له أن الكذب خلق قبيح وإن وقع فيه الكبار؛ لأن الطفل قد يرى الكبار يكذبون فيحاكيهم.
وأهم ما يمكننا أن نعلمه لصغارنا أن تشعري أيتها الأم طفلك بالأمان حين يخبرك بالحقيقة، وأن تظهري له أنك أكثر ارتباطًا بذلك؛ حتى لا يضطر إلى الفرار للكذب.
وللمزيد من قصص الأطفال المليئة بالفائدة والمتعة في ذات الوقت يمكننا من خلال:
قصة الذئب والخراف السبعة من قصص الأطفال الهادفة ذات قيمة مثلى