قصص للأطفال قبل النوم تحتوي على كثير من الفائدة
علينا جميعا أن نعلم أن مرحلة العمر المبكرة للأطفال يلزمها وضروريا قراءة قصة كل حين وآخر حتى يستطيع أطفالنا من صغر سنهم الإبداع والتميز.
أما عن الآباء فيستطيعون بقراءة قصص الأطفال توصيل المعلومة والعظة وحميد الأخلاق، كل ما عليهم فعله هو انتقاء القصة الأمثل والدالة عن السمة المرادة فيتعلموا من خلالها الأطفال الصغار ما يجب تعلمه؛ وما يجب مراعاته عند اختيار القصة البعد الشديد عن الكلمات المتكلفة لسهولة الفهم، تقريب الصورة لدى أذهانهم الصغيرة قدر المستطاع من الآباء بتقليد الأصوات مثلا.
نوصيكم وأنفسنا بقراءة القصة من خلال الأب والأم قبل قراءتها للطفل مرة ومرتين وفهم المعنى للتمكن من توصيل المعلومة بطريقة مبسطة وعلى حسب أسلوب الطفل لكي تترسخ في ذهنه، فكما نعلم جميعا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
تعددت تلك النوعية من القصص وانتشرت أيضا على صفحات التواصل الاجتماعي فلم يعد من الصعب الحصول عليها، ولكن كل ما يلزمنا في الأمر انتقاء المفيد والصالح منها من أجل أبنائنا الأحباء ولأجل الأصلح لهم.
القصـــــــــــــــــــــة الأولى:
من قصص للأطفال قبل النوم معبرة ومفيدة للغاية…
يحكى أنه بيوم من الأيام كان هناك عصفورين صديقين ومتحابين للغاية، وكانا يتنقلان معا من مكان لآخر كعادة كل الطيور لا يفترقان على الإطلاق.
وبيوم من الأيام أثناء تنقلهما بحثا عن الرزق الذي قسمه الله لهما تعرضا لعاصفة شديدة عاقت تقدمهما أو حتى عودتهما للديار، مما اضطرهما للمكوث على أحد أغصان شجرة عجوز وبالرغم من أن مظهرها يوحي بأن لها آلاف السنين على الأرض من كثرة تفرع أغصانها وشجيراتها وأوراقها الكثيفة إلا أنها تبدو جميلة للغاية، لقد كانت شجرة حكيمة للغاية بحكم قدم عمرها ولأنها تفهم لغة كل الطيور جيدا فهمت الحديث الذي دار بين العصفورين اللذين كانا أحدهما راضي بما قسمه الله له على عكس العصفور الآخر الذي اتسم بكونه متمردا وساخطا على أنعم الخالق سبحانه وتعالى.
بدأ العصفور المتمرد بالحديث مع صديقه العصفور قائلا: “لست ادري حتى هذه اللحظة لماذا جعلنا الله دائما نبحث عن مأوى وملاذ وأمكنة متفرقة لتجميع الغذاء كل يوم، ولم يجعل لنا مكانا واحدا نبني به عشا آمنا ونعيش في ظله طوال الحياة؟!”.
فأجابه العصفور الراضي بقضاء الله وقدره قائلا: “لقد خلق الله سبحانه وتعالى كل خلقه وفضل كل منهم على الآخر ولكنه هو الخبير العليم بكافة شئون خلقه ولا تخفى عليه خافية، وما علينا فعله هو الرضا بأنعم الله سبحانه وتعالى وألا نعترض على هيئتنا أو شكلنا أو حتى أي من ظروف معيشتنا”.
لقد كانت كلمات العصفور الراضي بقضاء الله وقدره وحامدا إياه كافية لإدخال السرور على قلب الشجرة الحكيمة، لقد سر قلبها كثيرا من كلام العصفور الراضي بحكم الله ولكنها كانت تشعر بضرورة تلقين العصفور المتمرد درسا قاسيا ليتعلم منه كيفية الشكر على أنعم الله على خلقه فاهتزت كثيرا مع الريح قاصدة إخافة العصفور المتمرد، وما كان من ذلك العصفور إلا أنه طار بعيدا عنها وهو يحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الطير وأنه جعله عصفورا يستطيع الهرب سريعا بجناحيه الصغيرين.
وما نتعلمه من هذه القصة الجميلة يا صغارنا:
ولا أجمل من مقولة سيدنا “عمر بن الخطاب” عن الرضا نعمل معانيها السامية…
(ستمضي أقدارك على كل حال، فاجعلها تمضي وأنت راضٍ عنها، فلربما ثواب رضاك يرضيك).
فمهما كان حظك قليل في أي أمر من أمور الدنيا، فالله سبحانه وتعالى سيجزيك لا لشيء إلا لأنك رضيت. سيعوضك الله لأنك صبرت بشيء أعظم مما تتمنى، جزاء لرضاك وحسب؛ فارض بقدر الله ودع أقدارك تسري كما كتبها الله لك، عود صغارك على الدوان على معنى هذه الآية الكريمة (والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
اقرأ أيضا مزيدا من قصص للأطفال قبل النوم لصغاركم من خلال: 3 قصص قبل النوم قصيرة يوتيوب للأطفال
وأيضا لا يمكننا أن نتجاوز: قصص الحيوان فى القرآن هدهد سليمان
القصـــــــــــــــــة الثانيــــــــــــة:
من قصص للأطفال قبل النوم معبرة ومفيدة للغاية…
في قرية ما من قرى الأرياف كان هناك مهرا صغيرا في غاية الجمال يعيش مع والدته في مزرعة لأحد الفلاحين، وكانا كل يوم يأكلان وقتما أرادا وكل ما يطلبانه كان متوفرا لهما.
أما عند هطول المطر فكانا يستتران داخل الحظيرة والتي كانت تنعم بالدفء، لقد كانا ينعمان بحياة رغدة؛ ولكن في أحد الأيام شعر المهر الصغير بملل في حياته المليئة بالرتابة فقرر الرحيل بعيدا للبحث عن متع ولذات الحياة التي يفتقدها.
قرر الرحيل بعيدا عن هذه المزرعة والتي أصبح كل شيء بها متكرر كئيب، وبطبيعة الأم الحنونة قررت الأم في البداية أن تنصحه وترشده لقيمة ما في يده ولكن كانت كل جهودها هباء منثورا، وعندما أيقنت ألا أل مما تفعله معه قررت الرحيل معه لحمايته من أية أخطار وراد حدوثها.
رحلا سويا وأخذا يوما كاملا يبحثان عن موطن جديد وكلما ذهبا إلى مكان وجدا به من يقلعهما بكل مذلة منه وهكذا صار حالهما إلى أن أسدل ظلام الليل المهلك عليهما، وبما أنهما كانا متعبين من شدة الركض طوال النهار استكان في زاوية بأحد الشوارع وما وجدا سوى البرد الشديد، تعلم المهر الصغير درسا قيما لن ينساه طوال حياته وهو من ترك وطنه عاش غريبا ذليلا.
وللمزيد أيضا من هذه النوعية الشقية والقيمة من قصص للأطفال قبل النوم يمكننا من خلال: جدتي سعاد تحكي لنا قصة بقرة سيدنا موسى قصص للأطفال قبل النوم