قصص أطفال من أجمل ما يكون غاية في الروعة
يوجد بيننا من لا يستطع الالتزام بالقراءة وجعلها روتين يومي في حياة صغاره، على العلم من معرفتنا بمدى فوائد القراءة والتي لا تعد ولا تحصى على الإطلاق. جميعنا في أمس الحاجة إلى ثقل نفسه بالعلوم الجمة من حولنا بالقراءة ولا شيء غير القراءة وتحصيل المعلومات من خلالها، لذا توجب علينا أن نجعل القراءة من ضمن أولوياتنا خلال حياتنا اليومية.
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
من قصص أطفال مليئة بالفائدة والعبر….
في إحدى الغابات مرض الأسد ملك الغابة مرضا شديدا حال بينه وبين خروجه للاصطياد كل يوم لسد حاجته، عجز عن الخروج للبحث عن فرائسه كعادته، كان الأسد ذكيا للغاية ففكر في حيلة ماكرة تمكنه من تناول طعامه المعتاد دون أن يجهد نفسه، فلم يعد قادرا على الجري وراء فرائسه والإيقاع بها بين براثنه، ولم يستسلم للأمر الواقع بل فرضا واقعا على بقية الحيوانات بالغابة أجمع.
والواقع الذي فرض على جميع الحيوانات أن يتفقوا بينهم كفصائل ويرسلوا كل صباح بأحد الحيوانات ليكون في خدمته، ومن سيفعل ما أمر به سيكون آمنا وقد اتقى بذلك نفسه من شر ملك الغابة!
وما كان من الحيوانات إلا أن انساقت وراء أمر ملك الغابة الذي لا يعصى له أمرا حتى وإن قلقوا بشأن ما أمرهم به وساورتهم الشكوك حيال ذلك، جميع الفصائل انساقت إلا فصيلة الثعالب!
كانت لفصيلة الثعالب ثعلب حكيم مخضرم، كان يتسم بكونه الأكثر فيهم عقلا وحكمة وكان إذا عرض عليه الأمر يتأنى في الحكم عليه بعد الكثير من البحث والتدقيق في الوصول إلى حقائق الحقائق؛ لم يكتفي بالنظر في أمر الأسد وحسب بل حمل نفسه وذهب إلى عرين الأسد، قضى يوما ويومين وهو ينظر في أمر ملك الغابة الذي أصدر أمرا غاية في الغرابة، وجد شيئا غريبا هذا الثعلب الحكيم حينما اقترب أكثر، لقد وجد الكثير من آثار الأقدام لأشكال مختلفة ومتنوعة من حيوانات الغابة، ولكن هذه الآثار كانت تنم على دخول أصحابها إلى داخل العرين وعدم خروجها منه مرة أخرى!
استنتج الثعلب الحكيم أن الأسد يقوم بالانقضاض على كل الحيوانات التي تتبع أمره وتقوم بالدخول إلى عرينه بملأ إرادتها خشية من بطشه، فعاد إلى فصيلته وأعلم أبناء بني جنسه بألا يذهبوا إلى عرين الأسد مهما حدث ومهما أذيع وبين لهم الأمر كاملا.
اقرأ مزيدا من قصص أطفال مفيدة ومعبرة من خلال: قصص أطفال مكتوبة قصيرة من أجمل ما ستقرأ يوما لصغارك
القصــــــــــة الثانيـــــــــــة:
من قصص أطفال مليئة بالفائدة والعبر….
بإحدى الممالك العظمى أراد الحاكم أن يختبر ولاء ووفاء كل من حوله من قلب القصر الملكي وحتى أقصى أطراف المملكة، لو يعطي سره لأي أحد من رجاله ولا حتى المقربين منهم، فكر في طريقة بينه وبين نفسه، فأمر أحد رجاله بأن يضع صخرة ضخمة للغاية بمنتصف إحدى الطرق الحيوية بالمملكة، أرادها أن تكون عائقا ضخما لا يمكن اجتيازه إلا بإقالته عن الطريق بأسره.
وبالفعل وضعوا رجال الحاكم صخرة ضخمة للغاية والحاكم يباشرهم بنفسه، ظل الحاكم بنفسه يرقب تصرفات المارين من الطريق الذي سده بالصخرة العظيمة، اتخذ من شجرة قريبة مخبئا له لكي يتمكن من المراقبة بعينيه ويرى ردود أفعال شعبه دون أن يروه.
وكان أول المارين بالصخرة أشهر تجار المملكة وأكثرهم ثراء، كان مارا بالطريق مع بعض رفاقه وبعضا من حاشيته، وما إن اعترضت الصخرة طريقهم استشاط غضبا وصار يتلفظ بألفاظ بذيئة للغاية، وكل ما خرج من يده أنه أمر رجاله برفع شكوى للحاكم بنفسه يبحث بين رجاله أيهم المسئول عن هذه الكارثة فيعاقبه حتى وإن وصل به الأمر لعزله من مكانته بالمملكة.
كان الحاكم يرقب كل شيء وازدرى التاجر الثري والذي كانت له مكانة كبيرة بقلبه، فدوما ما سمع منه حديثا عن إصلاحاته بالمملكة وحرصه الشديد على مصالح القوم من حوله، وأنه على الدوام يجعل من ماله عونا للآخرين، فأين ذهب حديثه المعسول أمام صخرة عالقة بطريق كان من الممكن أمر بعض رجاله بتحويلها وحسب؟!
وبعد مرور قليل من الوقت مر بالطريق مجموعة من الفتيان الأقوياء والذين كانوا في ريعان شبابهم وفي أقصى قوتهم، عرقلت الصخرة طريقهم ودون مبالاة منهم للوضع غيروا وجهتهم بعد الكثير من اللوم على حاكم المملكة ورجاله المفسدين في الأرض؛ كان الحاكم مذهولا من ردة فعلهم فكانوا مجموعة لو تعاونوا فيم بينهم لأزالوا الصخرة بسهولة شديدة أيضا.
شعر الحاكم باليأس من شعب مملكته، ولكنه أصر على البقاء بنفسه يرقب الوضع ليصل إلى ما يريد إليه، وبمنتصف النهار وكان الجو قد اشتدت حرارته بطريقة لا تحتمل، مر رجل بسيط للغاية كان يجر عربة يحمل عليها بعضا من أنواع الخضروات، وعلى الرغم من التعب والإعياء الشديدين اللذان يظهران عليه إلا إنه ما إن رأى الصخرة تسد الطريق، ترك عربته جانبا ودون أن يتفوه بكلمة واحدة ودون تذمر حاول بكامل طاقته وجهده إزالة الصخرة عن الطريق، وعلى الرغم من ثقلها وضخامتها إلا إنه حاول مرارا وتكرارا حتى تمكن من إزالتها شيئا يسيرا فشيئا يسيرا، جعلها على جانب الطريق وأمنها جيدا لكيلا تؤذي أحدا، وحينما أراد استكمال طريقه وجد أسفل الصخرة الضخمة حقيبة مليئة بالعملات الذهبية ومعها ورقة صغيرة كتبت بيد الحاكم نفسه: “هذه العملات الذهبية أقل تقدير لمن يحمل هم غيره ويحمل هم الصخرة على عاتقه ويقوم بإزالتها من أجل مصلحة الجميع”!
اغتنم مزيدا من الفائدة واصقل بها صغارك من خلال: