من منا وهو صغير لم يسمع قصة ” سندريلا”؟, وما زال الكثير منا يكررها, ويسمعها كلما تم عرضها على شاشة التلفاز، فكل منا يُحب أن يتحقق حلمه بيوم من الأيام كحلم “سندريلا” وحبيبها.
قصة سندريلا:
في قديم الزمان كان هناك فتاة تدعى “سندريلا”, كانت تسكن مع والديها, في قصرهما الجميل, كانت فتاة طيبة القلب, رقيقة, تتمتع بصوت جميل, وتحب اللعب مع الحيوانات الأليفة, وذات يوم من الأيام توفيت” والدتها ” , وهى لا تزال طفلة, فقرر “أباها”, أن يتزوج امرأة تعوضها عن فقدان “والدتها”, وتعطيها الحب, والحنان اللذين فقدتهما؛ وتزوج “والدها” بامرأة لها ابنتان، كانتا تحقدان على “سندريلا” كثيرا لأنها أجمل منهما, وكذلك أمهما كانت تكره “سندريلا”.
ما حدث بعد فراق الأب الأبدي:
وبعد وفاة “والدها”, كانت تعاملها زوجة أبيها مثل الخدم, تأمرها بأن تنظف القصر, وتغسل الملابس والأطباق, وتطهى الطعام, وتقوم بكل الأعمال المنزلية بلا رحمة ولا شفقة ولا أية مساعدة منهن، إذ كانتا ابنتيها تتمتعانِ بالجلوس في حديقة المنزل, والتنزه، وشراء الملابس الجديدة الفاخرة.
القرار الملكي المصيري في حياة “سندريلا”:
وذات يوم قرر أمير المملكة أن يتزوج, فقام بإرسال دعوى إلى كل آنسات الأثرياء لحضور الحفل لانتقاء العروس, فقام أحد حراس “الأمير”, بتسليم الدعوة إلى “سندريلا”, فقرأت “سندريلا” الرسالة, وفرحت كثيرا, وذهبت إلي امرأة أبيها, وأعطتها الرسالة وأخبرتها عن الحفل الملكي, فقالت “الأم” لابنتيها: “تهيأن بأروع ما عندكن سوف نذهب لحضور الحفل الملكي, فقالت “سندريلا” سوف أذهب معكن, فقالت “الأم”: انتظري لن تذهبي قبل أن تنتهي من عملك, فقام أصدقاء سندريلا (الحيوانات الأليفة) بمساعدتها في أعمال المنزل, ولم يكن لدى “سندريلا” فستان لحضور الحفل غير فساتين “والدتها” القديمة, فأخرجت فستان منها، ولكنه كان قديما, وليس على الموضة، فحزنت حزنا شديدا, فقام أصدقائها بتزين الفستان لها، وأصبح جميلا عصريا وعلى الموضة, ففرحت “سندريلا” وشكرت أصدقائها, وارتدت الفستان فأصبحت كالبدر بليلة تمامه, وقالت لزوجة أبيها: “انتظري سأذهب معكم”, ولكن عندما وقعت عيني زوجة أبيها عليها وعلى حسن طلعتها البهية أيقنت ألا نصيب لابنتيها من الأمير بسبب جما “سندريلا” من أجل ذلك لم ترد زوجة الأب ذهاب “سندريلا” إلى الحفل, فتركت عليها ابنتيها فقاموا بتقطيع فستانها؛ فأخبرتها زوجة أبيها عدم قدرتها على الذهاب إلى الحفل بثوبها الممزق مراعاة للمظهر العام أمام الآخرين، وتركنها ومضين بطريقهن إلى الحفل الملكي.
مجئ العرافة الساحرة إلى “سندريلا” لمساعدتها:
أما “سندريلا” فذهبت مسرعة بفستانها الممزق إلى غرفتها، وبدأت في البكاء, فإذا بعرافة ساحرة تأتيها على هيئة أمها, وقالت لها لا تبكي بنيتي سوف تذهبين إلى الحفل, فنظرت إليها “سندريلا”, وقالت لها كيف وأنا لا أملك فستان؟!, فأخرجت الساحرة (العصا السحري) وصنعت لها فستانا أبيض اللون جميلا, وحذاءا بلوريا, وقامت بتحويل بعض أشجار الحديقة إلى عربة, وحولت اثنين من أصدقاء “سندريلا” الفئران إلى حصانين لقيادة العربة, وقالت الساحرة: “الآن تستطيعين الذهاب لحضور الحفل, ولكن لا تتأخري إلى بعد منتصف الليل, حدك الأخير آخر دقات الساعة الثانية من منتصف الليل قبل إبطال مفعول السحر عليكِ الرحيل”، وسندريلا مندهشة مما حدث, وشكرت الساحرة وذهبت.
حضور “سندريلا” الحفل الملكي:
وعند وصول “سندريلا” إلى الحفل قام الحراس بإفساح الطريق لها, وعندما رآها الملك بجمالها المتوهج توجه نحوها مباشرة, ورقص معها, وتحدث معها لساعات طويلة دون أن يسألها عن اسمها, وعندما دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، قامت “سندريلا” مسرعة نحو عربتها, ولكن أثناء الجري فقدت واحدة من جزئي حذائها البلوري ، فأخذها “الأمير”, وفى اليوم التالي أرسل “الأمير” حراسه لإحضار صاحبة الحذاء البلوري, وأخذ الحراس يقيسون الحذاء على كل آنسات المملكة, حتى جاء دور آنسات قصر “سندريلا”, فقام إخوتها بقياس الحذاء فلم يكن على مقاسهما, فقالت “سندريلا” للحارس: “هل استطيع تجربته؟”، فأجاب بالموافقة, ولكن زوجة أبيها الحقودة اعترضت وأبت, وقالت للحارس أنها خادمة القصر ولا يحق لها ذلك, فقال الحارس: “كل الفتيات من حقهن قياس الحذاء”, وعندما قامت “سندريلا” بقياس الحذاء جاء على مقاسها لأنه صُنع خصيصا لها, فأخذها الحارس إلى القصر الملكي, وطلب منها “الأمير” الزواج, وأن تكون ملكة القصر, وأن تحكم المملكة معه بالعدل والإنصاف, فوافقت “سندريلا” على طلب الأمير, وتزوجت منه، وحكموا المملكة معا بالحب.