بعد عبور بني اسرائيل البحر وغرق فرعون ، وجنوده طلب موسى من قومه ، ان يسجد لله سجده شكر على النجاه من فرعون ، ولكن جنوده قالوا ان متعبون ، ولن نسجد الآن ورفض بنو اسرائيل أن يسجدوا إلى الله الذي نجاهم من بطش وعذب فرعون ، وأغرقه أمام اعينهم ، بعد ان عذبهم فرعون سنين طوال في مصر وسخرهم في خدمته ، ووقفوا أمام سيدنا موسى ، يطلبون منه ان يصنع لهم صنما بيعبدوه ، فما كان منه إلا أن قال :انكم قوم تجهلون فتوبوا الى الله ، فتابوا إلى ربهم باللسان فقط ولكن قلوبهم ظلت كما هي على المعصيه ، فكان لهم عقاب الله ، في أرض التيه ، نقدم لكم اليوم في موقع قصص واقعية قصة بعنوان بنو اسرائيل وأرض التية .
قصة بنو اسرائيل وأرض التيه
اوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يأمر القوم ، الدخول الى الارض المقدسه في فلسطين ، فقال موسى يا قوم ادخلوا الأرض المقدسه ، التي كتب الله لكم فيها الخير ولا تعثوا أمر الله ، يغضب عليكم فتخسروا في الدنيا والاخره ، رفض بنو اسرائيل قائلين: يا موسى ان فيها قوما جبارين من العمالقه ، وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ، فإن خرجوا فانا داخلون فقال رجل من المؤمنين : يا قوم ادخلوا عليهم من باب المدينه كما امركم الله ينصركم الله .
رفض اليهود واصروا على المعصيه ، وقالوا لن ندخلها ابدا ماداموا فيها ، اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون ، فدعى سيدنا موسى : عليهم فقال يا رب فرق بيني وبين القوم الظالمين ، فنزل عقاب الله على بني اسرائيل ، فحرم الله عليهم دخول الارض المقدسه اربعين سنه ، وكتب عليهم التيه في الارض اربعين سنه ، و يبدا الرجل منهم السير في الليل يقطع مسافه طويله ، يجد نفسه في الصباح في نفس المكان الذي بدا منه مساءا ، عقابا لهم على عصيانهم ، كانت أرض التيه التي كتب الله على بني اسرائيل العقاب فيها بجوار طور سيناء وهو جبل العظيم .
كانوا يشعرون بالتعب والجوع ، فقالوا يا موسى ان جوعى و نريد ان ناكل ، ادعي لنا ربك يبعث لنا طعام ونحن عطشى ، فادعي الله لنا ان ينزل علينا الماء ، لقد كان الله عز وجل غضبان عليهم ، الا ان موسى عليه السلام طلب من ربه ان يعطي لقومه ما اراده من الطعام والشراب .
فانزل الله تعالى عليه من السماء رزقا طيبا ، هو المن والسلوى ، فاما السلوى هو شراب احلى من العسل كان يخرج من الشجر ، وكان ينزل عليهم من طلوع الفجر الى طلوع الشمس كالثلج ، ياخذ الرجل منهما يريد فاذا اراد ان يدخل منه شيئا فسد الا يوم الجمعه فانه يحتفظ بيه الى يوم السبت ، وهو يوم تفرغ فيه اليهود الى عباده الله لا يقومون باي عمل .
وامه سلوى فهو طائر السمان كان ينزل عليهم من السماء مشوي ، وياكلونه طعاما شهيا تبارك الله تعالى في وقال لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم ، فاكلوا حتى شبعوا ، وملئت بطونهم ، ولم يحمدوا الله تعالى على هذا الرزق الطيب الذي كان يأتي عليهم من السماء دون مجهود .
واشتدت حرارة الشمس ، فذهبوا يشتكون الشمس ، الى سيدنا موسى وقالوا :ان الشمس تحرقنا ولا نستطيع ان نتحمل الحر يا موسى ، فادعوا الله لنا ان يخفف من حرها ، وكان موسى عليه السلام حزين وهو يرى قومه لا يتعبون انفسهم ببناء مكان يحتمون فيه من الشمس ، ويريدون ان يظلهم الله دون تعب ومجهود ولكنه كان يصبر على هذا .
توجه الى الله تعالى يدعوه من اجل قوماغضب الله عليهم ، ولكن الله رحيم بعباده قد ارسل عليهم الغمام وهو السحاب في السماء ، سحاب ابيض في ناحيه غير ناحيه الشمس يجلسون في النهار حتى ياتي الليل ، والقمر لهم ليلا وفي الليل القمر يضيء لهم المكان .
فقالوا ادعو الله لنا يا موسى ، يرسل لنا شيء يضيء المكان ليلا بدل من القمر ، ارسل الله لهم عمود من نور يسيرون على ضوئه في الليل ، فكان السحاب بالنهار يقيهم حر الشمس وعمود النور بالليل يضيء الليل وياكلون المن والسلوى .
و لما خرجوا من مصر لم تكن معهم ملابس يلبسونها ، فقالوا يا موسى ان الله قد كتب علينا تلك الملابس ولا نملك إلى هذا ونحن نريد ملابس جديده ، حذر الله موسى من كثره السؤال ولكنه اوحى اليه ان يبلغهم ان الثياب التي يلبسونها لا تتمزق ولا تبلى ابدا ولا تتسخ ، وتكبر معهم كما يكبر الطفل الصغير .
كل هذا وهم في ارض التيه ، يخرجون ويسيرون مسافات طويله بالليل و في الصباح يجدوا انفسهم مره اخرى عند جبل الطور ، ثم يعودون مره اخرى من نفس المكان وهكذا صارت حياتهم فقد كان العقاب اربعين سنه
عاش بنو اسرائيل لكنهم كانوا لا يحمدون الله عز وجل ، فقد كانوا يطلبون الامر ولا يعودون للشكر على هذه النعم و طالت فتره التيه ، ومل اليهود من المن والسلوى وراحت نفوسهم تشتاق الى الطعام السيء الذي كان ياكله في مصر وقالوا الى موسى عليه السلام .
ياموسى لن نصبر على طعام واحد وهو المن وسلوى فادعي ربك ، يخرج لنا من نبات الارض ، بصلا وعدس وفول وثوم ، فتعجب موسى عليه السلام منهم ، فقال اتستبدلون الذي هو ادني بالذي هو خير .
فتعجب موسى عليه السلام انه امر عجيب حقا ، يتركون طعاما ينزل اليهم من السماء ، فيه البركه من الله فقط عوضهم الله حياة العبوديه والرق مع فرعون ، فقال موسى لهم اهبطوا مصرا فان لكم ما سالتم ، البصل والثوم والعدس ، وكانوا ياكلون المن والسلوى وطعام من السماء في بركه فلم يكون يعطشون ، ولم ياكلو هذه الاطعمه فقالوا لموسى نريد ان نشرب الماء ، فدعى الله تعالى ان يسقي قومه من ماء فاوحى الله تعالى اليه ان يضرب الحجر بعصاه التي جعلها الله سببا في معجزات كثيره ، فضربها بعصاه فنزل الماء وكان بنو اسرائيل اثنا عشر قبيله ، فانشقت لهم اثنى عشر عين ، لكل قبيله عين يشربون منها الماء ، لا يشرب منها غيرهم تم فتح الله تعالى لهم باب التوبه لمن اراد ، فقال عز وجل واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ، فقال الله تعالى لموسى ان يبلغ قومه بأنه فتح الله تعالى لهم باب التوبه لمن اراد التوبه ، فقال عز وجل واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى .