إن ميراث السوابق الخواتيم ، وملخص حياة كل إنسان في ساعات ختامها، وحسن الخاتمة هو توفيق العبد قبل موته إلى التوبة والعمل الصالح، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله”، قالوا: “كيف يا رسول الله”، قال عليه الصلاة والسلام: “يوفقه إلى العمل الصالح قبل الموت”؛ فنذكر لكم قصص من سلفنا الصالح، وما ذكر في أيامنا هذه عن حسن الخاتمة.
أولا/ قصص من سلفنا الصالح :
قصة سيد البشر :
وهو سيدنا وإمامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تأتيه سكرات الموت، وكانت بجواره السيدة فاطمة رضي الله عنها فتقول: “وآااه كرب أبتاه “، فيقول مستبشرا للقاء ربه صلى الله عليه وسلم: “ليس على أبيك كرب بعد اليوم ”
قصة بلال بن رباح :
إذ استعد رضي الله عنه للوفاة قائلا: “غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبته”، فتصرخ زوجته قائلة: “وآااه بلالاه واااحزناه”، فيقول: “وااافرحاه”.
قصة معاذ بن جبل :
عندما نزل عليه رضي الله عنه ملك الموت، قال: “مرحبًا بالموت زائراً بعد غياب، وحبيبٌ جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حِلَق الذكر”.
قصة عامر بن عبد الله بن الزبير :
وهذا مشهد لمن يترك الصلاة ويتهاون فيها، فهو رضي الله عنه في سكرات الموت ويعد أنفاسه الأخيرة، وأهله من حوله يبكون؛ وسمع المؤذن ينادي حي على الصلاة حي على الفلاح، فقال لهم: “خذوا بيدي”، قالوا: “أنت عليل”، قال: “أأسمع منادي الله ولا أجيبه؟!”، فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في الصلاة فصلى ركعة ومات في الثانية رحمه الله.
ثانيا/ ما ذكر في أيامنا هذه:
قصة من شب على شيء شاب عليه:
ذكر أن رجلا في عمر الثمانين عاما، وكان صاحب طاعة من أيام صغره، ومحافظ على الصف الأول في الصلاة، فتعب تعبا شديدا؛ مما أدى إلى دخوله المستشفى، فكان يزوره رجل يرقيه ويقرأ له القرآن، فعقب رحيل هذا الرجل ينقطع هذا العجوز عمن حوله، وبكل الدنيا إلا إذا دخل عليه هذا الرجل ليقرأ القرآن عليه، فيبتسم العجوز، ويشاور إشارات مفهومه تجاه الرجل، حتى توفاه الله في هذه الأيام .
قصة دليل على حسن الخاتمة:
إذا جاءوا بشاب إلى المغسلة، فلاحظ المغسل انحناء فسأل عنه، فقال مؤذن المسجد: “بعد صلاة الفجر بدأ هذا الشاب بصلاة ركعتين لله، فصلى الأولى وأطال في سجود الثانية، فلما أطال أيقنت أن روحه قد فارقت جسده ومات بين يدي الله”، فهذا يفسر سبب انحناء جسده، فمات موتةً يغبطه أهل المحشر عليها.
سلام عجبني