كثير من الأزواج يتسرعون بقرارات مصيرية كقرار الانفصال والطلاق، لا يدعون فرصة لعقولهم أن تفكر مطلقا ولكن بدافع الانقياد وراء عواطفهم الجياشة يتخذون قرار الطلاق، لا يفكرون في أبنائهم ولا أي من اللحظات الجميلة التي عاشاها سويا، قصص من الواقع عن الطلاق أكاد لا أجزم إنها من أفضلهن، قصة مؤلمة جدا، وبها الكثير من وجع للقلوب وانتهاك للمشاعر بالأسى والحسرة.
قصة زوج أعمته أهوال الدنيا ومصائبها عن الجوهرة الثمينة التي وهبها الله له:
بيوم من الأيام قرر زوج الانفصال عن زوجته، وأنه أخيرا اتخذ قراره بأنه سيعلمها بمجرد عودته من العمل، وعندما وصل وجدها قد أعدت له طعام الغداء، وجلست معه على الطاولة بابتسامة تملؤها مشاعر فياضة بالحب والاشتياق له، فتراجع قليلا، ومن ثم ذهبت زوجته لإحضار حلو قد أعدته خصيصا له مسبقا، فقرر الزوج أن يأخذ قسطا من الراحة ويخبرها حالما يستيقظ من نومه، وبالفعل عندما استيقظ ذهب ليخبرها فوجدها مشغولة بتنظيف المنزل وبمتابعة ابنتيها أثناء مراجعة دروسهما المدرسية.
صدمة إثر خبر محزن:
أخبرها الزوج وصارحها بأن قلبه معلقا بسيدة غيرها، وأنه لا يستطيع الاستغناء عن تلك السيدة، وأنه سيؤمن لها ولبناته مستقبلهن بأن يكتب الجزء الأكبر من تركته لهن؛ وهنا انهالت دموعها رغما عنها، إنها أحبته من قلبها أحبت كل شيء معه ومنه، لطالما حمدت الله عليه، ولكنها لم تتفوه بكلمة واحدة، لقد عبرت دموعها عن كل ما بداخلها من ألم وحسرة ووجع؛ لم يحتمل الزوج رؤيتها على هذا الحال فتركها ودخل غرفة نومه واستلقى بها، أعدت الزوجة العشاء وأرسلت إحدى بناتها لتدعوه، ولكنه رفض.
استسلام:
وعندما استيقظ الزوج للذهاب إلى عمله وجد الزوجة ملقاة على الأرض وظاهر على كافة ملامحها بأنها منهكة من كثرة بكائها حتى عيناها حمراء كلون الدم، فذهبت لإحضار الفطور له ولبناتها، ولكنه ذهب دون تناوله؛ وعندما عاد من العمل وجد ورقة من زوجته بغرفة نومه مكتوب فيها أن له كامل الحق في تركها والزواج من غيرها، ولكنها تتوسل إليه في تحقيق شيء واحد أخير، وهو أن يقضي أسبوعا كاملا مع ابنتيه حتى انتهاء امتحانات نهاية عامهما الدراسي.
موافقة على طلب الزوجة:
وافق الزوج على طلب زوجته واتصل بالسيدة التي يحبها ليخبرها بأنه لن يتمكن من رؤيتها طوال أسبوع، وأن بعده سيتمكن من عقد القران عليها؛ وخلال هذا الأسبوع أراه الله حقيقة زوجته الجوهرة الثمينة التي وهبها له، بأول يوم استيقظ بالليل فوجد زوجته تعمل بالمنزل، فسألها: “ألن تنامين؟” فأجابته: “إنني متعودة أن أعمل بالليل لكي تجدوا المنزل نظيفا فور استيقاظكم من النوم”، فقال الزوج: “إنكِ تعملين ليلا، وعندما أستيقظ أجدكِ أيضا تجهزين الإفطار، إذاً متى تنامين؟! فقالت: “إنني أنام قبيل الفجر بساعات قلائل، وأستيقظ لصلاته، ولكنها تكفيني إذ أجد غايتي في جعلكم سعداء ولا ينقصكم شيء”.
شعور بتأنيب الضمير:
رفع الله الغشاوة عن بصر الزوج وعن بصيرته، لقد رأى مدى تضحية زوجته من أجل سعادته وسعادة ابنتيها، فدخل غرفة نومه وبحث عن ألبوم صور زفافهما لتذكر أجمل لحظات عمرهما الماضية، فوجد تحاليل طبية موضوعة بداخل الألبوم (أخفتها زوجته بداخله لأنها متأكدة من أنه لا يراه مطلقا)، إنها تدل على إصابة زوجته بورم في ثديها؛ هنا سالت الدموع من عينيه، إنها حتى لم تخبره، يا لها من زوجة لا يوجد لها مثيل، فأنكر على نفسه كل أفعاله الشنيعة معها، إنه يتركها ولا يولي لها أي اهتمام، وكل اهتمامه منصب على سيدة غيرها، إنها لا تستحق منه ذلك.
اعتراف وأسف:
قدم الزوج إليها وأخبرها بأنه عرف الحقيقة، فأخبرته بأنها لا تحتاج منه نظرة شفقة ولا رحمة، وأنها حملت منه أجمل هدية بالكون، إذ لديها ابنتين منه فلا ينقصها شيء آخر؛ فأخبرها بأنه فعلا آسف ونادم على كل أفعاله وأنه لم يكن مقدرا لقيمتها إلا عندما قرر الرحيل عنها وفقدانها، ولكنها مازالت متأثرة بأفعاله؛ حينها ترك لها كامل الحرية في اتخاذ قرارها إما أن يكملا معا حياتهما الزوجية التي لن تحوي إلا الحب فقط، وإما أن تعاقبه على أفعاله معها بأن تتركه وتنفصل عنه؛ وهنا قدمت الفتاتين فوجدتا أن أباهما وأمهما معا فسعدتا كثيرا وقتها قررت الزوجة البقاء مع حب حياتها.