نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص القران سورة الكهف قصص مفيدة جدا، فسورة الكهف من سور القرآن التي ارتبطت بالكثير من الفضائل والتي على رأسها الوقاية من فتنة المسيح الدجال، كما حوت بعض القصص التي وردت في القرآن الكريم ومنها قصة اهل الكهف والتي اتخذت السورة اسمها منها والتي سنقصها عليكم الآن نرجو ان تنال إعجابكم.
اصحاب الكهف
يقال بأن تلك القصة بدأت احداثها في عام 106 بعد الميلاد حيث قام الامبراطور الروماني تراجان والذي كان وثنيًا باجتياح مملكة الأنباط حيث كان يقوم بمطاردة كل من يعتنق المسيحية، حتى وصل الظلم مداه بأن كل من يعتنق عقيدة عيسى ويعبد الهه يعتبر خائن ومصيره الموت وكان ذلك وفق مرسوم اصدره الامبراطور تراجان في عام 112 م.
كان ضمن المدن الخاضعة لحكم تراجان عمان حاليًا والتي كانت تسمى آن ذاك فلادلفيا، وكانت من اكثر المدن حضارة إلا أن كل مؤمن بها كان يكتم ايمانه خوفًا من طغيان تراجان وعملائه في ظل حملات التفتيش الدائمة والتحقيق للوصول لأي فرد يعتنق المسيحية وهم من تم تسميتهم بالعيسويين.
كان من ضمن سكان المدينة سبعة فتية ذكرت بعض المصادر اسمائهم كالآتي (ماكس ميليانوس، امليخوس، موتيانوس، دانيوس، يانيوس، اكسا كدثو نيانوس، انتونيوس )، وكانوا يكتمون ايمانهم ولكن كان الخوف يأكلهم من اكتشاف امرهم وتعرضهم لفتنة التخيير بين الموت أو الارتداد، فقرروا الهرب من المدينة.
قرر الفتية التوكل على الله ومع بزوغ الفجر أخذوا كلبهم وتوجهوا إلى خارج المدينة، وعندما رآهم أحد الحراس فسألهم قالوا بأنهم ذاهبون في رحلة صيد فلم يشك بأمرهم وتركهم بعد أن اخبرهم بضرورة الحضور قبل الاحتفال.
خرج الفتية وكانت وجهتم كهف على بعد بضع كيلومترات من المدينة يقع بالقرب من قرية تسمى الرقيم، وكانوا قد اختاروه من قبل نظرًا لملائمته لإقامتهم به والاختباء بعيدًا عن ايدي تراجان ورجاله، وبالفعل دخل الفتية ومعهم كلبهم إلى الكهف وناموا من شدة التعب، ومرت الاعوام والفتية بكهفهم نيام حتى نسيهم الناس تمامًا.
خارج الكهف كانت الاحداث والسنين تتعاقب فمات تراجان وقامت مدن وسقطت أخرى إلى أن جاء الملك الصالح أو الأمبراطور ثيودوسيوس وقد اعتنق هذا الامبراطور المسيحية حيث اصبحت الامبراطورية الرومانية مسيحية منذ عام 412.
داخل الكهف بدأ الكلب والذي يدعى كوتميرون بالنباح فاستيقظ الفتية ولا يعرفون كم مر على نومهم وكان الوقت مع الغروب فانتظروا حتى الصباح واختاروا احدهم ليخرج لشراء الطعام لهم ووصوه بالحذر حتى لا يقع في ايدي رجال تراجان، ولخوف الفتى لم يلحظ كم التغير الذي اصاب المكان حوله وهو في طريقه إلى السوق.
وصل الفتى إلى المدينة وهنا بدأ يلحظ اشياء غريبة فلا وجود لتماثيل الآلهة وكذلك ملابس الناس الغريبة واللغة التي بها بعض الاختلاف وحتى أنه لم يجد حراس يمنعونه من الدخول كما لاحظ تعجب الناس منه مما جعل الشك يغزوا قلبه أن يكون أخطأ بالمدينة.
اقرأ أيضا: قصص القران سورة القلم قصة أهل الجنة
وصل الفتى إلى بائع طعام قدم له النقود فدهش الرجل واخبر الفتى أن هذه النقود قديمة واراه النقود الجديدة واعتقد الرجل أن الفتى وجد كنز من النقود القديمة وعرض ان يشاركه هذا الكنز، إلا أن الفتى اخبره انها نقوده فبدأ البائع يتمسك بالفتى وعلى صوته والفتى خائف وهو يخبره أن لا يرفع صوته حتى لا يمسك به رجال تراجان فضحك الناس والبائع وهم يخبره بأن تراجان مات منذ مئات السنين والحاكم الآن ثيودوسيوس، وعاد الفتى يسأل هل مازالوا يقتلون العيسويين؟، فقالوا لقد اصبحت المدينة مؤمنة.
كان بين الجمع شيخ كبير بدأ يتذكر قصة قديمة فقال بأن جدته كانت تقص عليه قصة عن سبعة فتية فروا بدينهم من ظلم وبطش تراجان ولم يعثر على أي اثر لهم وكان ذلك منذ اكثر من ثلاثة قرون، فأصيب الفتى بالذهول من هول ما سمع.
وصل الامر إلى حاكم المدينة فأمر بإحضار الفتى وتأكد من صدقه وطلب الحاكم من الفتى أن يأخذه إلى الكهف ففعل، وكان رفاقه في الكهف قلقين حتى أن احدهم خرج يستطلع الامر بالخارج فرأى الجمع يتقدم نحو المكان ففزع واخبرهم أنه قبض على رفيقهم والجنود آتين للقبض عليهم إلا أن احدهم قال كلا لا اظن ذلك، فانتظروا إلى أن وصل رفيقهم وقص عليهم ما عرف فبكى الفتية جميعًا وتضرعوا إلى ألله أن يقبض أرواحهم فقبضوا، ولما تأخر الفتى في الخروج للحاكم تقدم من الكهف فوجد هذا المنظر الفتية السبعة وكلبهم قد ماتوا منذ وقت قليل وانتهت قصة الفتية اصحاب الكهف على جدال بين الكفار والمؤمنين.
“أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا” ( الكهف من الآية 9 وحتى الآية 26 ).