قصص الأنبياء صلاح الخالدي “مع قصص السابقين في القرآن”
قصص الأنبياء صلاح الخالدي
صلاح عبد الفتاح الخالدي ولد بيوم 18 من محرم لسنة 1367 هجريا بمدينة تسمى “جنين”، بدأت حياته العلمية حينما حصل على بعثة تعليمية للأزهر الشريف عام 1965 ميلاديا، وبعدما نال شهادة الثانوية الأزهرية التحق بكلية الشريعة والتي تخرج منها عام 1970 ميلاديا، أعد رسالة ماجيستير تحت عنوان “سيد قطب والتصوير الفني في القرآن” بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي بالرياض، ورسالته تضمنت شقين الشق الأول تناول فيه حياة سيد قطب وأما الشق الثاني فتناول فيه التصوير الفني في القرآن الكريم؛ وأعد أيضا رسالة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم والتي كانت تحت عنوان “في ظلال القرآن (دراسة وتقويم)”.
من قصص الأنبياء لصلاح الخالدي:
من كتاب صلاح الخالدي “مع قصص السابقين في القرآن”، بداية يقوم في كل قصة بالسياق القرآني الذي رويت فيه القصة بكل السور التي نزلت على سيد الخلق بكتاب الله المبين، ومن ثم يأتي بمعاني لكلمات الآيات الصعبة، وبعدها شرح تفصيلي باقتباس وبأسلوب مميز وفريد.
قصة هاروت وماروت:
لقد جاء ذكر قصة هاروت وماروت في الاسرائيليات ، ذُكرت قصة الملكين كالآتي:
عندما خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم واستخلفه في الأرض وفضله على ما خلق تفضيلا اعترضت الملائكة على أفضلية آدم وجنسه من البشر، فأوضح الله سبحانه وتعالى أنه فضل الإنسان المؤمن حيث جعل فيه حب الشهوة والميل إلى المعصية ولكنه آثر مجاهدة نفسه وفعل الخيرات حبا لله ولطاعته، فبينت الملائكة لله سبحانه وتعالى أنه لو جعل فيهم كجنس البشر حب الشهوات والميل إلى المعاصي ما فعلوا ذلك، واختاروا من بينهم نبيين كريمين هاروت وماروت لإجراء الاختبار عليهما، فجعل الله سبحانه وتعالى الشهوة بقلبهما وأنزلهما إلى الأرض وبالطبع بعدما أمرهما بالطاعة ونهاهما عن ارتكاب المعاصي وكل ما حرم، وأقاما بمدينة بابل بالعراق وذات مرة وقعت عينهما على امرأة في غاية الجمال، وأراد كل واحد منهما أن يختلي بها فراوداها عن نفسها فرفضت بشدة في بادئ الأمر، وبعدها خيرتهما بين عبادة الأصنام وقتل صبي صغير وشرب الخمر حتى تمكنهما من نفسها، فاختارا أقل إثم من هذه الأشياء (شرب الخمر)، وبعدما شربا الخمر عبدا الأصنام وقتلا الصبي ووقعا بها؛ وعمدت تلك المرأة إلى أخذ اسم الله الأعظم منهما الذي كانا يصعدان به إلى السماء، واستخدمته فصعدت به إلى السماء ولكن الله سبحانه وتعالى مسخها إلى كوكب الزهرة (أحد مكونات المجموعة الشمسية)، أما عن هاروت وماروت فبعد ارتكابهما لكل هذه المعاصي والمحرمات غضب الله سبحانه وتعالى عليهما وخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا الأخف على نفسيهما (عذاب الدنيا)، فعلق الله رأسيهما بين السماء والأرض ببابل، وجعلهما يعلمان الناس السحر على الرغم من العذاب الذي لحق بهما، وأن تنفيذه بهما سيظل إلى قيام الساعة فعليهما تعليم السحر لكل من رغب به.
قصة هاروت وماروت كما جاءت بالقرآن الكريم
أن الله سبحانه وتعالى اختار ملكين من ملائكته وأنزلهما بمدينة بابل بالعراق والتي كانت حينها عاصمة الحضارة البابلية القديمة، واشتهرت بابل حينها بالسحر على أيدي اليهود الذين سباهم ملك بابل “نيوخذ نصر” حينها إليها بعد الدمار الذي حل بفلسطين وقتها، إن أكثر الأقوام معرفة للسحر ولاستخدامه هم اليهود لدرجة أنهم بوقتها أفزعوا القوم بادعائهم معرفة الغيب وادعائهم بأن الساحر يقدر على إلحاق الأذى والضرر بشخص ويقدر أيضا على النفع؛ لذلك كانت المهمة الأساسية للملكين “هاروت وماروت” ببابل متعلقة بالسحر وبالسحرة، ومساعدة البشر على إدراك كل ما يتعلق بمفاهيم السحر وأنه كغيره من العلوم التي تكتسب بالتعلم والممارسة، وأن الساحر ليس له من أمره شيء فلا يستطيع النفع والضرر إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى، فعلموا كل من طلب منهم ذلك بعدما أخبروه: “إنما نحن فتنة، فلا تكفر”، وكانا يعلمان الناس السحر لتوضيح الالتباس الذي أحدثه السحرة بعدما يحذران من يتعلمه بأنه لا ينبغي له أن يمارسه؛ وبعدما أنهيا مهمتهما صعدا إلى السماء مجددا ملكين كريمين كما جاءا من قبل؛ ولكن من تعلم منهما السحر مارسه على خلق الله ونشر في الأرض الفساد لدرجة أنهم كانوا يفرقون بين المرء وزوجه.