حين تقدم الظلم وتفضل الأنانية وتحيا لنفسك ولملذاتك فقط لابد وأن تنتظر نتائج أفعالك ، لابد أن نتنظر انتقام العالم منك .. تابع معنا الآن قصة الأرملة السوداء الجزء الثاني في هذا الموضوع عبر موقع قصص واقعية، ونتمني لك قراءة مفيدة وممتعة وللمزيد من اجمل القصص اليومية تابع موقعنا .
الأرملة السوداء الجزء الثاني
عدت الي منزلي من جديد ، مع زوجي الذي لا اكن له اي مشاعر طيبة ، حاولت أن أبدو حزينة كي لا يشك في أبدا ، انا أعلم أنه من الصعب أن يخطر على باله ما فلعت ولكن لابد ان اكون حريصة بقدر المستطاع ، كذلك أن أستريح لفترة منه ، فكنت أحرص على البكاء دائمًا حين يأتي إلى المنزل ، البكاء على صدره حتى النوم ، وبالطبع حين يذهب إلى منزل زوجته الأولى أعيش بشكل طبيعي بل أنني أحيانًا كنت أستمع إلى الموسيقي وأبدأ في الرقص والغناء معها ، حسنًا أنا فخورة بما فعلت ولا أحمل أي نوع من الندم بداخلي.
مر شهر ونصف الشهر على موت والدي وكان لابد للحياة بيني وبين زوجي أن تعود طبيعية ، علمت حينها أن حبي الأول تزوج بالفعل فبدأت مقاومتي تنهار ، بدأت أصاب بنوبات غضب ولكن زوجي حاول أن يتقرب مني ويحتويني ، لا أنكر أنه حاول إرضائي وهو ما جعلني أنسى قليلًا الكره الذي كنت أحمله له وأحيا معه بشكل طبيعي ، مرت الأيام بين العمل والمنزل والزيارات الخاطفة لأمي التي لم أكن أشعر بأي شفقه عليها أو على حزنها على زوجها الراحل .
حين بدأت أصاب بالغثيان و الدوار كان بداخلي شئ يخبرني أنه الحمل ، بدأت أفكر في كافة الأمور الإيجابية بشأن الحمل ، وبشأن طفل سيكون كل حياتي المستقبلية ، لا بد أن أقنع نفسي أني أحب والده ، لا بد أن أرضى بقدري وأستمر في حياتي ، لا مكان الآن للأحلام والا للندم ، فاليوم وغدا والمستقبل لصغيري المنتظر.
يبدو أن زوجي لم يكن ليرضى أن يعطيني الفرصة كي أحبه ، فحين علم بحملي بدأ يتغير ، وطالبني صراحة أن أسقط جنيني ، عاد كرهي له من جديد ، فحتى الشئ الايجابي الوحيد الذي قد ينتج عن هذا الزواج سيحرمني منه ، لابد أن أتصرف ، لابد أن أحمي طفلي وأحمي نفسي .
حسنًا ، لقد حان دوره ، بدأت بوضع الخطه ، كيف يمكنني أن أتخلص منه ؟ حسنًا أنه مريض سكر ، ماذا لو ضاعفت له جرعت الدواء ؟
استمرت محاولاته لإجباري على اسقاط الجنين ، واشتركت معه أمي التي ترى أن حياتي معه انفع لي ولها من انجاب طفل قد يعرضها ويعرضني للفقر إذا ما قام بتطليقي وتوقف عن إرسال الراتب الشهري لها ، لا يمكنني أن أقول أنني تفاجات من ردة فعلها فقد سبق وتخلت عني في مرات كثيرة من قبل .
أنتظرت حتى يحين موعد زيارته الأسبوعية لي فقد أعتاد أن يقضي معي 3 أيام أسبوعيًا ومع زوجته الاولى وأولاده 4 أيام ، حضرت له الطعام والعصير الذي يحبه بدون سكر ، ووضعت فيه عدد من أقراص الانسولين ، وبالطبع كالعادة تناول هو جرعته اليومية التي حددها له الطبيب من الانسولين ، جلست أمامه بهدوء ، وبالطبع حاول اقناعي من جديد بالاجهاض وانه لا داعي بالنسبة لي او له لتحمل مزيد من المسؤوليات وان زواجي منه للمتعه التي لا يريد اي شئ ان يعكرها !!
جلست أنظر له وهو يتعرق بشدة فقد انخفضت مستويات الجلوكوز في دمه ، بدأ يتمهل في حديثه وكأنه متعب ، يلتقط أنفاسه بصعوبة وبدأ الكلام يخرج منه غير مرتب، انها جميعًا أعراض زيادة الانسولين في الدم ، راح في إغماءة فعلمت أنها إشارتي للإنطلاق ، جمعت الأطباق والأكواب التي تناول فيها طعامه ونظفتها ، اخفيت هاتفه المحمول و أخذت بطاقته الائتمانية وتوجهت مباشرة إلى أقرب مجمع تجاري ، أعتقد أنني في هذا اليوم أنفقت حوالي 25 ألف جنيها على المشتريات.
عدت إلى المنزل فوجدته على حالته بدأت أصرخ حتى يسمعني كل الجيران من حولنا وبالفعل وصل الجيران وحارس العقار إلى وساعدوني على نقله إلى المشفى وكما توقعت تمامًا ، أصيب بسكتة دماغية ولم يعد قادرًا على الحركة او الكلام وتأثرت ذاكرته وقدرته على الفهم والتركيز بشكل عام .
مرة أخرى كان لابد أن ابكي واملئ الدنيا بدموعي ، خاصة أنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها زوجته الأولى وكان لابد ألا تشعر بأي شئ ، هذه المرة أيضًا رأيت أبنه الأكبر – في مثل سني تقريبا – ، والذي كان يزور والده حين كنت مجرد موظفه لديه قبل زواجنا ، كذلك رأيت ابنته التي كانت أصغر مني بعامين فقط ! أخبرنا الطبيب المعالج أن الأمل الان في يد الله ولابد أن ندعو له ، أنهمرت دموعي كي أثبت لهم حزني على زوجي.
عدت إلى منزلي أجرب مشترياتي وأنا أشعر أنني حققت إنجاز كبير ، كانت أغلب مشترياتي ملابس لفترة الحمل ، وملابس وألعاب لصغيري المنتظر ، مرت الأيام والشهور ، وزوجي يرقد في المستشفي وجنيني يكبر يومًا بعد ، كنت أحرص على زيارته يوميًا ، وكنت أحرص أيضًا عى ارتداء ملابس فضفاضة لا تظهر أي تطور في شكل جسدي .
لا تتقدم حالة زوجي ، تعرفت على زوجته التي أشهد أنها نموذج للمرأة المثالية ، كانت تعاملني باحترام شديد حتى أنها لاحظت حملي وأخبرتني أن أهتم بنفسي وبما أتناوله من طعام وشراب حتى لا أضر الجنين ، حين علمت انها فتاة كانت هي أول من يعرف ، أعتذرت لها كثيرًا على الألم الذي سببته لها بزواجي من زوجها وأقسمت أن الزواج كله لم يكن بيدي أو رغبتي ، أبدت تفهمًا وأخبرتني أنها كانت تعلم كل شئ ، وتعلم الصفقة التي تمت بين والدي وزوجها ،وحاولت كثيرًا أن تقنعه أن يتزوج غيري وألا يضيع مستقبل طفلة في عمر أولاده .
علمت منها أنه كان أناني لا يهتم إلا بنفسه ، يعاملها بشكل سئ ويشعرها دائمًا أنها أقل منه وأن كل ما ينفقه عليها فضل منه وليس واجب عليه . شعرت بتحسن تجاهها حين شعرت أن ما فعلته معه هو جزاء الله له على ما فعله بها طوال سنين زواجهما وعلى صبرها عليه ، وعما فعله معي .
توقفت الأموال التي تذهب إلى أمي منذ دخول زوجي إلى المستشفى ، كل شهر تأتي إلى منزلي تتسول الأموال والطعام ، أعطيها القليل لكي تطعم نفسها وتبتعد عني ولو أنني كنت أتمنى أن أتجاهلها ولا أعطيها أي شئ .
مرت شهور حملي بسلام وحين ذهبت إلى المشفي لألد كانت زوجة زوجي وأبناءها أول من يقف بجواري ، حتى أنها استضافتني لديها في منزلها لمدة أسبوعين حتى استرد عافيتي وصحتي ، كانت الشخص الوحيد الذي يشعرني بالذنب تجاه ما فعلته بزوجها وزوجي .
بعد شهر ونصف من ميلاد ابنتي توفى زوجي ، شعرت بالحزن لأول مرة عليه وكنت أبكي بكاء حقيقي ، كنت أشعر بالحزن على حال ابنتي التي مات والدها قبل أن تعرفه ، احتضنها اخيها الأكبر و وعدني أني يكون بديلا لوالدها وألا ينقصها أي شئ ، تم تقسيم الميراث وحرصت زوجة زوجي والتي اعتبرتها أمي الثانية أن أخذ حقي وحق ابنتي كاملًا ، لقد أحببت هذه المرأة من كل قلبي ، أحببتها حتى أكثر مما أحببت والدتي ، وابناءها صاروا اخوة لي ، علاقتي بهم وكل ما فعلوه معي كان يشعرني بتعذيب الضمير لما فعلته بوالدهم ، لكنني كنت أحمي طفلتي ، كان لابد أن أحميها من أبيها حتى ولو كان ذلك بقتله.
صار عمر ابنتي عامين وتزوج ابن زوجي وسافر إلى كندا ، خطبت ابنته وقررت أن تلحق بشقيقها بعد الزواج ، وكنت انا وابنتي شريك أساسي في كافة احداث حيواتهم ، بل أننا كنا نقضي في منزلهم وقت أكبر مما نقضيه في منزلنا وحدنا ، ما زالت أمي تزورني من وقت لأخر لطلب المال ، وما زلت أعطيها القليل ، فهي لا تستحق أكثر من ذلك.
في أحد الأيام كنت أعمل في معملي وكانت معي ابنتي حين دق بابي فجأة ودخل هو إلي ، سنوات كثيرة مرت ولم يتغير به اي شئ ، حتى نظرته لي كانت كما هي ، شعرت لأول مرة منذ أعوام أن قلبي يدق بقوة وأن روحي ردت لي . لقد بدأ العالم يبتسم لي من جديد ..
نعم أنه هو ، حبي الأول ، تحدثنا لساعات طويلة ، علمت أنه أنجب مرتين من زوجته وأن هناك الكثير من المشكلات الدائرة بينهم ، تكررت الزيارات وفي كل مرة كنت أشعر أنني أريد أن أقترب منه أكثر ، بعد شهر واحد طلب مني أن نتزوج ولكن سرًا حتى ينتهي من معاملات الطلاق دون مشاكل وبعدها نعلن الزواج .
وافقت لأنني أحبه ، وأريده زوجًا ، أريد أن أتذوق الحب على يديه هو ، أن أشعر بأنوثتي وأرى جمالي في عينه هو ، 3 أشهر كاملة من العسل ، تركت له المعمل ليديره ، كنت أسعى لأن أجعله أسعد رجل في العالم ، كان حلمي أن يكون أنجح وأسعد رجل في العالم .
لكن سرعان ما تبدلت الامور حين علم أنني حامل ، كنت أنتظره أن يفرح ويسعد ، فها هي ثمرة زواجنا التي حلمنا بها في الماضي ، أخبرني أنه لا يمكنه أن ينفق على طفل ثالث ! وأنني لابد أن أسقط جنيني فهو لا يريده . صدمت من ردة فعله ، صدمت من جرأته ومن قسوته ، يا الله كم يشبه اليوم البارحة ، لم أشعر بمثل هذا الألم من قبل ، حتى حين طلب زوجي الأول نفس الطلب لم أشعر بكل هذا الألم .
حاولت كثيرًا أن أتحدث معه ، أن أقنعه رغم أنني كنت أحترق من الداخل لكنه حبيبي الذي لابد أن أستمر معه ، فأنا لم أحب ولن أحب شخص بالقدر الذي أحببته به . جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير حين بدأ يفاوضني ، خيرني بين الإجهاض وبين استمرار الحمل ولكن بشرط واحد هو أن أتنازل عن المعمل له ، أكتبه له بيع وشراء ، حسنًا .. أتضح كل شئ ، لقد كان المعمل هدفه من البداية ، بدأت الشكوك تعصف بي ، فقررت أن أماطل ، طلبت منه فرصة للتفكير ، وفي نفس الوقت بدأت أقوم بتحرياتي عنه ، علمت أن حياته مع زوجته وعلاقته بها جيدة للغاية وأن كل ما أخبرني به هو محض كذب .
الآن حان دورك زوجي الحبيب ، أو يمكنني أن أقول الآن انتهى دورك ..
علاقتي بأسرة زوجي الأول كانت على أفضل حال ، تزوجت ابنة زوجي و قررت أن تسافر هي الأخرى ولكنها ستصحب والدتها معها ، كم شعرت بالحزن ، هي أيضًا شعرت بالشفقة علي ، فقد كانت تعلم مقدارها عندي ، طلبت مني أن أذهب معهم ، أن اختار لابنتي حياة أفضل وتعليم أفضل ، وأحظى أنا بمستقبل مهني أفضل ، وحياة أفضل بعيدة عن كل الحزن الذي عشته هنا. لم تكن تعلم بزواجي ، لم يكن أحدًا يعلم بزواجي .
أنا أعلم أن المتوقع مني الآن أن أقتله ، لكن قلبي وعقلي لم يسمحا لي هذه المرة ، لكنني لم أستطع مسامحته وقررت أن أعاقبه ..لكن أولًا ؛ وافقت على طلب زوجة زوجي وأخبرتها أنني أود اللحاق بهم ، وأعترفت لها أنني تزوجت سرًا أخبرتها أنني سأصلح الامر ، ولكن عليها أن تأخذ ابنتي معهم مؤقتًا حتى أتمكن من الانتهاء من كل شئ هنا والذهاب إليهم ..
بدأت إجراءات البيع لكل ما أمتلك هنا ، شقة الزوجية والمعمل الخاص بي ، وأخبرت المشترين أن يمهلوني أسبوعين فقط حتى أقوم بالتسليم ، بالطبع لم أخبر زوجي حبيبي الذي كنت أحضر له مفاجأة من نوع خاص. أخبرته أني أوافق على طلبه ولكن الأمر يحتاج إلى أسبوع واحد كي ينتهي المحامي من تحضير كل الأوراق المطلوبة وشرطي الوحيد هو الزواج الرسمي وبالفعل تم الزواج وتسلمت ما يبثبت أنه زوجي بالقانون.
بحكم علاقاتي في المجال الطبي تمكنت من شراء عدد من الادوية الممنوع تداولها والتي يعاقب عليها القانون في حالة بيعها بشكل غير قانوني وبغير وصفة طبيب معتمد ، وضعتهم في الحقيبة التي يحملها زوجي في كل مكان ، وأبلغت عنه الشرطة ، وفور أن وصل إلى منزله الأول اقتحمت الشرطة المنزل وتم تفتيشه ليجدوا معه تلك العقاقير ، أخبرني المحامي الخاص به أن ينتظر عقوبة قد تصل إلى الاشغال الشاقة .
كأي زوجة مخلصة ذهبت لزيارة زوجي وأخبرته أن هو الجاني على نفسه أنه هو من جلب إلى نفسه كل هذا ، وأن من حسن حظه أنني لم أتمكن من قتله ، كان يشعر بالصدمة وبدأت كل أسئلته عما حدث معه تجيب نفسها ، تركته في حالة ذهول وذهبت إلى منزلي لاستكمال تحضيرات السفر ، وبالفعل بعد اسبوع واحد كنت مع ابنتي واسرة زوجي ، لم أهتم بالسؤال عن زوجي ، فقط اكتفيت بالبريد الالكتروني الذي أرسله لي المحامي الخاص بي يخبرني بإتمام قضية الخلع والتخلص منه إلى الأبد …
الآن أعيش في منزل جميل مع ابنتي بجوار زوجة زوجي التي تهتم بي وبطفلتي وكأنها أمي الحنون ، ساعدتني حين رزقت بطفلتي الثانية وساندتني حتى استعدت عافيتي وعدت إلى العمل من جديد … لا أفكر في الزواج مرة أخرى ، كل ما يهمني الآن هو طفلتي وعملي ..
أنا لا أشعر بالندم ، أنا لم أكن أبدًا الجاني ، لقد كنت دائمًا الضحية …