إن من علامات محبة العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة ذكره له، وللصلاة على النبي فضل عظيم فقد قال “أبى بن كعب”: “يا رسول الله، إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟، قال: ما شئت. قلت: الربع؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك. قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال إذاً تكفي همك ويُغفرُ ذنبُك ” (رواه الترمذي وحسنه الألباني في الصحيحة)، ما أحوجنا لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والتقرب به إلى خالقنا حتى نتمكن من النجاة من عالم موحش.
أولا/ قصة فتاة وظلم أخيها
كانت هناك فتاة تشتكي دوما من ظلم أخيها قاسي القلب لدرجة أنها لا تهنأ بعيشها، كانت دائما غارقة في دموعها، وبأحد الأيام نصحتها صديقة لها بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبالفعل داومت الفتاة ونظرا لأنها كانت تتمتع بالذكاء فقد فهمت المعنى الحقيقي للصلاة على النبي حتى تقولها بكل خشوع وتدبر ويقين بالله سبحانه وتعالى، تقسم هذه الفتاة أنها بعد مرور ثلاثة أيام جاءها ذلك الأخ المتسلط يبكي حرقة ويتوسل إليها لتسامحه على كل ما فعل بها، وتقول: “لقد وقفت مندهشة ومذهولة مما رأت عيناي من تبديل حال أخي كليا، كل ذلك بفضل الصلاة على النبي المختار”، وحمدت الله على إصلاحه العلاقة بينها وبين أخيها وإصلاح حاله بأن هداه.
اقرأ أيضا: قصص واقعية في الصلاة على خير البرية صل الله عليه وسلم
ثانيا/ فضل الصلاة على النبي
يحكي رجل ما كثرت عليه الديون لدرجة أنه توقف عن العمل وأغلق مصنعه…
لقد ورثت مصنعا صغيرا للملابس الجاهزة عن والدي (رحمه الله تعالى) ومعي أخي الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة بعد، عملت بجهد كبير ولكن الله لم يوفقني في عملي، كثرت ديوني فاضطررت إلى غلق المصنع والعمل عند غيري ومازالت الديون تؤرقني في نومي ويقظتي، وذات مرة شاهدت مقطعا صوتيا عن فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في تفريج الهموم، كنت أشعر أن كل الأرض ضاقت علي بما رحبت، فعمدت إلى الصلاة على النبي بشكل مستمر، كنت حينها أشعر براحة وسكينة عجيبة، وأقسم بالله أن كل مشاكلي انتهت، وتوسعت والمصنع الصغير أصبح كبيرا ولا ألاحق على العمل من كثرته، وسددت بفضل الله سبحانه وتعالى كل ديوني وأصبحت أمتلك مالا وفيرا كرأس مال.
اقرأ أيضا: 3 قصص وعبر عن الاستغفار في غاية الروعة والجمال
ثالثا/ قصة فتاة تأخرت في الزواج
كانت هناك فتاة تجاوزت الثلاثين من عمرها، كانت متخرجة من جامعة عالية وتعمل بإحدى الشركات العملاقة، تتقاضى أجرا عاليا ومن عائلة ميسورة الحال ولكنها كانت تشعر بأنها ينقصها شيء كبير؛ كانت تتوق إلى بناء أسرة سعيدة ولكنها كانت تفتقر إلى من يتقدم لها، وبيوم من الأيام تقدم إليها شاب لا يختلف عليه اثنان لحسن أخلاقه وتعليمه العالي، وحان وقت عقد القران ولكن كانت والدته سببا في إطفاء الفرحة بقلوب كل الموجودين إذ أنها أمسكت بالبطاقة الشخصية للفتاة وقرأت عمر الفتاة فأعرضت عن زواجها بابنها حيث أنها تريد أن ترى لابنها أطفالا صغار وأن هذه الفتاة قد تجاوزت الخامسة والثلاثين فلن تتمكن من الإنجاب؛ الشاب وافق والدته اسودت الحياة في عيني الفتاة حتى أنها أقبلت على الانتحار ولكن هداها الله سبحانه وتعالى إلى طريقه القويم، وبيوم من الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي قرأت عن فضل الصلاة على خير البرية ولم تنفك من حينها عن ذكره صلى الله عليه وسلم، فوهب الله لها سبحانه وتعالى بقدرته ومحبته لحبيبه “محمد بن عبد الله” قلب مديرها صاحب الشركة التي تعمل بها، وببداية زواجها اشتكت من ألم ببطنها، وبعد التحاليل والفحوصات الطبية اكتشفت أنها حامل بأول شهر من زواجها؛ وكانت دائما تتوجع من حملها لدرجة أنها نسبت ذلك التعب والعناء لكبر سنها إلا أنه كان بسبب أنها تحمل في بطنها توأما، فقد رضاها الله وحباها بزوج صالح يراعي خالقه فيها ويحبها من قلبه حبا صادقا وبذرية منه.
اقرأ أيضا: قصص واقعية جديدة للاستغفار وفوائده في استجابة الدعاء