أجمل لحظات عمرنا تلك اللحظات التي نضحك فيها من قلوبنا، حينها لا نحمل أي هم من هموم الحياة التي لا تنتهي مطلقا، لحظة تنجلي فيها كل الأحزان، فما أجمل الضحك وما أجمل القصص المضحكة.
من قصص مضحكة وفيها عبرة
“قصة في غاية الروعة”:
كان هناك شابا ربته والدته تربية صالحة بعدما فقدت والده بإحدى الغزوات، عاشا سويا لم يفترقا مطلقا وكانت تلك الأم الحنون المتدينة توصي صغيرها دائما بأمر واحد: “يا بني دعك من مصاحبة صاحب النيتين”.
وعندما سألها بيوم من الأيام وقد صار شابا يقر عين الناظرين فقد اعتاد على سماعها هذه النصيحة دون أن يعرف معناها إلا حينما كبر فقال: “وكيف أعرف صاحب النيتين يا أماه؟!”.
أخبرته قائلة: “إنه سيخبرك بلسانه يا بني، فعليك أن تدعه وتدعك من مصاحبته”.
اقرأ أيضا: 3 قصص مضحكة جدا وقصيرة (اضحك من قلبك)
وبيوم من الأيام اشتد عليها المرض ووافتها المنية، لقد أعدته على منهاج النبوة فلن يزيغ بصره بعد موتها، فكانت مطمئنة عليه، ومازال لسانها رطبا بتلك الوصية حتى وهي على فراش الموت؛ بعد رحيلها لم يستطع ابنها أن يستمر في البيت الذي بكل ركن من أركانه يجد فيه صورة أمه الحنون، فباع البيت وبماله اشترى دابة وسلاحا للحماية وحمل بقية ماله ورحل في أرض الله الواسعة.
وأثناء سفره الذي لا يعرف وجهته بعد قابل رجلا ملقى في الصحراء قد اشتد عليه العطش والجوع، فأعطاه الماء والطعام وحينما استجمع قواه وجده مكسور الساق، فربط على ساقه بعمامته، وحمله على دابته ودار بينهما حديثا شيقا أثناء استكمالهما رحلة السفر الشاقة…
الشاب: “كيف وصلت إلى هنا يا هذا؟!”
الغريب: “لقد كنت في إحدى الغزوات”.
وصارا يواصلان كلامهما إلى أن أخبره الشاب بوصية والدته الراحلة، حينها ابتسم الغريب وقال: “أنا صاحب نيتين يا هذا”.
اقرأ أيضا: 7 قصص قصيرة طريفة ومعبرة قصص مضحكة للغاية
ابتسم الشاب ولم يبدي له أي اهتمام بما قال لتوه؛ وعندما بلغا بئرا طلب الغريب من الشاب أن يسمح له بالنزول ليحضر منه ماءا، فلم يقبلها الشاب وأخبره بأنه سيجلب له الماء، ولأنه لا يوجد معهما دوا اضطر الشاب لربط نفسه بحبل والنزول لأعماق البئر لجلب الماء، هنا انتهزها الغريب فقطع الحبل، فطلب منه الشاب أن يأخذ دابته وسلاحه وماله على شط أن يخرجه من البئر، فابتسم الغريب وأخبره: “أخرجك لتقتلني، ألا تسمع لوصية والدتكِ، ألم أخبرك بأنني صاحب نيتين؟!”، وتركه ورحل.
بات الشاب الليل بأكمله بداخل البئر المظلم، ولأنه كان بئرا بمنطقة نائية كانت تبيت على حافته الطيور من كل شكل، وها قد أتى غرابان أسودان والأحرى من ذلك أنهما يتحدثان كلا منهما للآخر فعلم الشاب أنهما ليسا بطير وأنهما من الجن، لذلك لم يحدث أي صوت بداخل البئر وسمع حديثهما…
الأول: “ألم تسمع بقصة الفتاة الجميلة ابنة شيخ القبيلة البدوية المعروفة التي تقدم آلاف الرجال لخطبتها وقد جن جنونها فأصبحت تقطع ملابسها، ولا تصلح للزواج من الأساس”.
أجابه الثاني: “نعم أعرفها حق المعرفة إذا ما بالها؟”
الأول: “لقد صنعت بها سحرا عظيما”.
ذهل الثاني من كلامه، وقال له: “يا لك من داهية”.
الأول ما زال مستكملا حديثه: “أتعلم أن فكه من أسهل ما يكون”.
الثاني: “وكيف؟”
الأول: “بأن يحضروا الديك ذا العرف الأحمر الذي بدار جارتهم، ويقوموا بذبحه أمامها، وبمجرد أن يسيل الدم تحل عقدة السحر”.
الثاني: “أتعلم البلدة التي كانت تتمتع بمصادر الماء العذبة المتعددة وكانت تعمرها الأراضي الخضراء ذات المساحات الشاسعة، وبكل عام تتدخل أكثر الخيرات؟”
الأول: “نعم حق المعرفة، ولكن ما بالها؟”
الثاني” إنني من فعلت بها ما بها، من جفاف للمياه وبور أراضيها، وقلة خيرها وإزالته”.
الأول: “ولكن كيف؟”
الثاني: “بسحر عظيم، لكي ينفك لابد وأن يذبح ثور أحمر يقطن بدار رجل اسمه كذا، وبمجرد نزول أول قطرة دم منه على مجمع العيون للمياه كأن شيئا لم يصبها”.
سمع الشاب لكل حديثهما وأدركه جيدا، وبمجرد أن حل الصباح إذا بقافلة تمر بالبئر وتنزل دلوا، وإذا بالشاب قطع الحبل المربوط بالدلو فاندهش الرجال وأصروا على معرفة الحقيقة، كلهم يعلمون بأن هذه البئر مليئة بمردة وشياطين الجن، فنزل أشجعهم ووجده بالأسفل، فأخبره الشاب بأنه انسيا مثله، وخرجا معا؛ وسألهم عن القبيلة المذكورة فأخبروه بأنها وجهتهم بعدما قص عليهم ما حدث مع الغريب وعن غدره له؛ وعندما ضايفهم شيخ القبيلة أخبره الشاب بأمر ابنته وما حل بها، فحزن الشيخ على ابنته فأخبره الشاب بأنه قادر على شفائها بإذن الله، فأخبره الشيخ بأن له كل ما يتمنى عليه، فأخبره الشاب بأنه يريد الزواج منها ومالا وفيرا، وزود الشيخ بأن يعطيه دارا بجواره ليسكنا بها فأبى الشاب، وعندما أمر بجلب الديك المذكور وقام بذبحه شفيت الفتاة وتزوجا ومن ثم أخذ زوجته ورحلا إلى البلدة الجافة.
هناك ذبح الثور واشترط عليهم قبلها بأن يعطوه منزلا فخما ومزرعة والكثير من المال، فقبلوا عرضه وبمجرد سيلان الدم انفجرت المياه وعادت البلدة إلى سابق عهدا.
وبيوم جاء صاحب النيتين فاستضافه الشاب بمنزله وبعدما قدم له الطعام، أخبره بأنه نفس الشاب الذي تركه بالبئر وقص عليه القصة كاملة، ولكن صاحب النيتين أصر ألا يبيت إلا في ذلك البئر، وكانت تلك الطيور تحط على البئر بنهاية كل سنة هجرية، وذلك اليوم صادف الليلة التي بات فيها صاحب النيتين، فأحدث صوتا فعلمت الجن بأن شخصا ما بداخل البئر وكانوا على علم بحل عقد السحر “الفتاة وأمر الماء”، فتذكرا حديثهما في السنة الماضية فقاما بسد البئر، وراح فيها صاحب النيتين.
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
اقرأ أيضا: 3 قصص كوميدية مضحكة قصيرة لا تفوتها
مايضحك
متعة هي ضحك