مازلنا نستكمل سلسلة قصص العبر والمواعظ والتي تحمل العديد من الفوائد والحكم الرائعة.
من قصص عبر ومواعظ يوتيوب:
القصــة الرابعة:
بإحدى المدارس الابتدائية كان هناك ابنا صغيرا يدرس بأحد فصولها، وكانت والدته تعمل بمطبخ المدرسة لتتمكن من إعالته فقد توفي زوجها ووالد ابنها، ولكنها أيضا كانت تعاني من عاهة مستديمة إذ كانت لا تملك إلا عينا واحدة؛ وفي إحدى المرات ذهبت لتطمئن على مستوى ابنها بالصف ولكن زملائه بالفصل أول ما رأوها بدأوا يسخرون منه ومن والدته لكونها بعين واحدة.
أصيب الابن بعقدة نفسية على إثرها، ودائما ما كان يوبخ والدته ويرفع صوته عليها، ويحذرها ألا تقرب تجاهه مطلقا لأنها دائما ما تسبب له الإحراج؛ درس الابن بجدية رغبة في الرحيل بعيدا عن كل عالمه وبالفعل حصل على منحة دراسية إلى سنغافورة، وأخيرا تمكن من تحقيق هدفه بالحياة.
وبسنغافورة أكمل دراسته بجدية تفوق ما مضى، واستطاع إثبات ذاته وحصل على فرصة عمل مغرة، أحب وتزوج وأنجب طفلين جميلين؛ وبيوم من الأيام بينما كان جالسا مع زوجته وسط ابنيهما دق جرس الباب، وأول ما فتح الباب فوجئ بوالدته، فقد جاءت من سفر بعيد حتى تمتع نظرها بحفيديها ولكنه وبخها أيضا وحذرها من أي محاولة أخرى وأنه خائف من أن تسبب لابنيه الذعر والخوف، سالت الدموع من عينها أول ما رأت حفيديها ولم تتمكن من تدقيق النظر فيهما، ثم قالت وهي تحمل حقيبتها راحلة: “آسفة لقد أخطأت في العنوان”.
وبيوم من الأيام قامت مدرسته القديمة التي تعلم بها بدعوته إلى لم شمل العائلة، فاضطر للكذب على زوجته بأنه مسافر في رحلة عمل، وهناك شعر برغبة شديدة في الذهاب إلى الضاحية التي تربى بها، لم يكن ذلك الشعور إلا بدافع الفضول فقط وليس محبة واشتياقا لرؤية والدته؛ وهناك أخبروه جيرانه بأن والدته قد فارقت الحياة بعد رحلة طويلة دامت مع المرض، حينها لم يذرف دمعة واحدة حزنا على فراق والدته، وأعطوه أيضا رسالة منها قد تركتها أمانة من أجله:
” آسفة فعلا يا بني أنني كنت على وشك أن أكون سببا لذعر ابنيك ولكني لم أستطع منع رغبتي في رؤيتهما، وأول ما سمعت بخبر قدومك من سنغافورة تلبية للدعوة كنت متشوقة للغاية لأنني وأخيرا سأراك، ولكني إن لم أتمكن من رؤيتك فثق تماما أنني قد فارقت الحياة…
بني لدي سر أريد أن أعلمك به، عندما كنت صغيرا قد تعرضت لحادث فقدت إثره عينك، ولأني أم كأي أم عادية أخرى لم أستطع أن أتحمل رؤيتك تكبر وتنشأ بين الآخرين بعين واحدة لذلك فقد أعطيتك عيني، وكنت في غاية السعادة إذ أنك ابني وقرة عيني وتتمكن من رؤية العالم بأسره بعيني.
والدتك المحبة لك دوما.. ”
ذرف الابن إثر هذه الرسالة الدموع طيلة ما تبقى من حياته نادما على كل ما فعل بوالدته التي أخطأ فهمها، ولم يفكر يوما فيها.
الحكمة من القصة:
أحيانا كثيرة يتعجل الإنسان في حكمه على الآخرين وسوء فهمه لهم، ولا يصيبه بعدها إلا ندم قاتل لا يتمكن من إصلاح ما بدر منه.
اقرأ أيضا: 3 قصص عبر ومواعظ يوتيوب تحمل فوائد جمة (الجزء الأول)
القصـــة الخامسة:
بيوم من الأيام دخل زوج على زوجته فوجدها غارقة في دموعها، وعندما سألها عن السبب الذي يبكيها أخبرته بأن العصافير التي تسكن بالشجرة الموازية لنافذة حجرة نومها تنظر إليها دوما وهي خائفة بشدة من أن تكون هذه معصية للمولى سبحانه وتعالى، سر الزوج بشدة من شدة تقوى زوجته وورعها فطبع قبلة حارة على جبينها حامدا الله على الزوجة الصالحة التي رزقه بها، وعلى الفور حمل فأسا وقطع هذه الشجرة لتغادرها العصافير التي تنظر لزوجته.
وبعدها بأيام قلائل شاءت الأقدار فعاد باكرا من عمله على غير عادته، فوجد زوجنه العفيفة غارقة في أحضان رجل غيره، لم يفعل الزوج أي شيء لهما سوى أنه أخذ ما يحتاجه ورحل تاركا المدينة وراءه بما حوت.
وأثناء ترحاله مر بقوم يجتمعون حول قصر الملك بكثرة وعندما سألهم عن الأمر أخبروه بأن خزينة الملك قد سرقت، وأثماء حديثه معهم مر رجل يمشي على أطراف أصابعه، وعندما سأل من هذا الرجل، أخبروه بأنه وزير الملك ويمشي هكذا خشية أن يقتل نملة فيأخذ عنها معصية.
على الفور طلب الرجل منهم أن يأخذوه إلى الملك فقد عرف السارق، وعندما سأله الملك أخبره قائلا: “إن السارق هو وزيرك يا سيدي، وإن لم أصدقك القول فاقطع رأسي”.
وبعد التحقيقات الطويلة اعترف الوزير بأنه السارق وعوقب على جريمته، وعندما سأله الملك: “وكيف عرفت بأنه السارق؟!”
أخبره قائلا: “عندما يحتاط المرء كثيرا ويبالغ في الحديث عن الفضيلة فثق تماما أنه يخفي جرما عظيما وراء أفعاله”.
الحكمة من القصة:
تعلم المرء من تجارب حياته والاستفادة منها بقياسها على كل التجارب التي تقابله.
اقرأ أيضا:
قصص عبرة جميلة جدا .. يالها من سنة سيئة !
قصص وعبر عن الدنيا بها الكثير من حكمة السابقين