نعلم جميعا جيدا أن كل العلاقات المتبادلة بين كل الأطراف أساسها الاحترام، فلا حب بدون احترام، ولا صداقة يمكن البقاء عليها دون احترام، ولا حتى القرابات يمكن الحفاظ عليها والاستمرار فيها دون الاحترام، لذلك ينبغي علينا جميعا تنشئة أطفالنا منذ الصغر على معرفة وتعلم كل وسائل وسبل وأنواع الاحترام.
من أهم المبادئ التي يجب أن نضعها في أذهانهم هي أعطوا الاحترام حتى تحصلوا على الاحترام من الغير، ومن مصلحة أبنائنا غرس القيم المعنوية البناءة والتي تمكنهم فيما بعد من بناء شخصيتهم السوية حتى يكونوا لنا جيلا واعدا تبني على سواعده حضارات الشعوب.
احرص دوما على غرس هذه القيم المعنوية بطريقة مثلى، والتي لا تأتي عن طريق الأمر المباشر، ولكنها دائما تأتي وفق مواقف عملية يراها الطفل أمام عينيه، وأيضا تكون على مرات متتالية حتى يستوعبها الطفل.
القصة الأولى:
كانت هناك طفلة صغيرة تبحث في الأسواق عن شيء ما، وعندما وقعت عينيها على قلادة جميلة معروضة بإحدى نوافذ محلات المجوهرات، دخلت المحل على الفور بعدما أثارت إعجابها تلك القلادة…
الطفلة الصغيرة: “من فضلك يا سيدي، أريد شراء تلك القلادة الجميلة المعروضة بهذه النافذة، أريد إهدائها لشقيقتي الكبرى، وأرجو منك أن تغلفها بشكل مذهل من أجلي”.
نظر إليها صاحب المحل باستغراب، إنها طفلة صغيرة مازالت، وسألها: “وهل لديكِ نقود؟!”.
وضعت الطفلة مجموعة من العملات المعدنية والتي لا قيمة لها مطلقا بالنسبة لسعر القلادة، فالقلادة باهظة الثمن للغاية.
الطفلة: “هل ستكفي هذه النقود يا سيدي؟، إنني أردت شراء شيء جميل من أجل شقيقتي، فمنذ أن توفيت والدتنا وهي تعمل على تربيتنا ورعايتنا، وأريدها حقا أن تبتسم من قلبها مجددا كسابق عهدها، وهذه النقود حقا هي كل ما أملك”.
غلفها صاحب المحل بكل محبة وود، وأوصى الطفلة أن تحملها جيدا من أجل شقيقتها الكبرى، لقد رأى الفرحة في عيني الطفلة البريئة.
بعدها بوقت قصير جاءت فتاة جميلة إلى المحل تحمل بيدها نفس العلبة التي غلف بها القلادة وتسأله بعدما ألقت عليه التحية والسلام وأخرجت القلادة من العلبة: “يا سيدي هل هذه القلادة تم شراؤها من هنا؟”
أجابها صاحب المحل بالموافقة، فسألته عن ثمنها ولكنه أجابها قائلا: “لا لن أستطيع إخبارك بثمنها لأن أي صفقة بيع تتم هنا لا يمكن الإفصاح بها لأي أحد، إذ أنني اعتبرها بمثابة سر خاص لزبوني”.
تركت الفتاة العلبة بالقلادة التي بداخلها وأخبرته: “عذرا يا سيدي ولكن أختي الصغيرة كانت تمتلك القليل جدا من المال والذي لن يمكنها أبدا من شراء مثل هذه القلادة باهظة الثمن، لذلك لن يمكننا أخذها والتحمل بعبء ثمنها”.
صاحب المحل: “لكن أختكِ الصغيرة دفعت ثمنا لا يمكن للكبار أمثالنا تحمله، لقد دفعت كل ما تملك مقابل رؤية ابتسامة واحدة منك”.
سالت الدموع من عيني الفتاة الجميلة، وأخذت قلادتها التي أصر عليها الرجل طيب القلب أنها من حقها ولابد لها من أخذها كما تمنت أختها الصغيرة.
القصة الثانية:
بيوم من الأيام كان هناك طفلان يلعبان كرة القدم، وبينما يتبادلان الأدوار في اللعب وكل منهما يخطئ تارة ويصيبها تارة أخرى، وبإحدى الرميات تعلقت الكرة فوق الشجرة لمنزل جارهما، قال الأول للثاني: “اذهب وأحضر سلما حتى أتسلقه وأحضر الكرة ونواصل حينها لعبنا الممتع مرة أخرى”.
تعجب الثاني من صديقه وأخبره: “لا يمكننا فعل ذلك بالتأكيد”.
الأول: “ولم لا؟!”
الثاني: “لابد لنا من استئذان جارنا، لا لنتسلق على شجرته دون علمه، فحق الجار يمنعنا من ذلك”.
الأول: “حق الجار؟!”
الثاني: “نعم، إن حقوق الجيران علينا متعددة، ويجب علينا الالتزام بها دوما”.
الأول: “وحقوق الجيران مثل ماذا؟”
الثاني: “حق الاستئذان، حق مساعدته عند حاجته، حق مواساته عند مصيبته، حق السعادة عند فرحته، حق تهنئته بالعيد، حق زيارته عند مرضه، حق احترامه واحترام كل احتياجاته كمثل ألا أرفع صوت التلفاز حتى لا أؤذيه، وألا ألقي بالقمامة مثلا أمام منزله”.
شاركنا بنص الحديث النبوي الشريف عن حقوق الجار حتى نجعله ذخرا لأطفالنا.
اقرأ أيـــــــــضا:
قصص للأطفال تعلم الصدق وأهميته في حياتنا
قصص للأطفال تقوية الشخصية بالثقة بالنفس والعزيمة والإرادة
قصص للأطفال صلة الرحم وضرورتها في حياتنا