من الأشياء الجميلة التي يجب أن نراعيها عند تربية أطفالنا ، أن نهتم بالجانب الإنساني ونزرع فيهم الكثير من الأمور الجيدة ، والأشياء الإنسانية التي تساعدهم في حياتهم وتجعلهم يقدرون غيرهم ويحترمونهم ، فمن المهم أن نحترم غيرنا من البشر ، لا نغتاب احد ولا نقوم باهانه غيرنا افضل لنا ، لانه ربما كان عند الله افضل واحسن منا ، واليوم اقدم لكم في موقع قصص واقعية ، قصة تربوية هادفة بعنوان القنفذ الوحيد قصة تربوية هادفة للأطفال قبل النوم .
القنفذ الوحيد
كان يا ما كان في قديم الزمان ، وفي أحد الغابات البعيدة والمحمية بالأشجار العالية والنخيل ، كان يوجد العديد من الحيوانات تغيش هناك ، منهم الأرانب و القطط و القردة والفيلة ، كانوا يتجمعون ويلعبون معاً ما عدا القنفذ ، جميعهم يتجنبون اللعب معه ، ويخافون منه لأنه لديه أشواك حادة كثيرة في ظهره، وكان دوما قنفذ وحيد وحزين .
اقرأ ايضا قصص هادفة
الأسد الأناني قصة هادفة من قصص جدتي سعاد بقلم منى حارس
كان القنفذ يعلم أنهم لا يحبون اللعب معه ، لذلك كان يجلس كل يوم بعيداً عنهم يتابع العابهم في حزن لأنهم لم يسمحوا له باللعب ، وفي يوم حكي القنفذ ما يحزنه لوالدته ، وهو ان اصدقائه لا يحبون اللعب معه ، فقالت له والدته وكيف يمكنهم معرفة انك تريد اللعب معهم ، وانت تجلس بعيداً عنهم يمكنك ان تستأذن من احد اصدقائك ان يسمح لك باللعب معه ، ابتسم القنفذ لوالدته وكأنه وجد فكرة جيدة وسيقوم بتنفيذها غداً ، ذهب القنفذ في حماس إلي الغابة وجد الأرنب يلعب بالكره مع القطة.
اقترب من الأرنب في خجل شديد يمكنني اللعب معكم ، عبس الأرنب في وجه القنفذ وقال لا ، لا يمكنك اللعب معنا يا قنفذ ، فأنت تحمل شوكاً يؤذينا ويؤذي ألعابنا ، وانا لا استطيع افقد كرتي الجديدة ، مثلما فقدت الكرة السابقه بسبب اشواكك ، نظر القنفذ للقطة بحزن ، يبدو انه لديه أمل ان توافق القطة علي اللعب معه ، قالت له القطة وانا لا اوفق لا يمكنني السماح لك باللعب معي ، هل نسيت ان اشواكك اصابت قدمي من قبل وتألمت منها كثيراً ، لا أريد اتألم مرة اخري سامحنى يا صديقي انت سيء .
اقرا ايضا قصص اطفال هادفة للاطفال قبل النوم
الله الرزاق يا سلمى قصص تربوية للأطفال من قصص جدي سالم
حزن القنفذ وعاد إلي بيته باكياً فنظرت إليه والدته ، وعلمت أن اصدقائه رفضوا اللعب معه ، دون ان تسأله ماذا حدث ، فسألها القنفذ لماذا يا أمي خلقنا الله بكل هذا الشوك ، لماذا جعلهم يخافون منا هكذا ، فقالت له والدته ، ان الله لم يخلق شيئاً عبثاً ابداً ، انه خلق لنا هذه الاشواك لكي تحمينا من الاعداء ، بدونها لا يمكنك الدفاع عن نفسك ، فقل الحمد لله دائماً ولا تحزن ، وفي يوم أخر ذهب القنفذ الي الغابه يتابع اللعب من بعيد كعادته ولم يقترب منهم ، فسمع صراخ صديقهم الفيل ، وجميع الحيوانات تجري مسرعه في كل اتجاه لتختبأ ، يبدو أن هناك عدو يريد يأذيهم ، فألتفت القنفذ ليذهب الي بيته مسرعاً ، ولكنه تذكر كلام والدته انه يمكنه مواجهه الاعداء ، انه يملك اشواك حادة وهي فرصته ليثبت لأصدقائه ، انه يمكنه مساعدتهم ايضاً .
اقرأ ايضا قصص أطفال مسلية وهادفة
الدب الكسول والسمكة الصغيرة قصص اطفال هادفة بقلم منى حارس
فذهب القنفذ مسرعاً في اتجاه صراخ الفيل ، ونال من العدو وهزمه بأشواكه القوية وانقذ الفيل ، وعاد معه الي الغابه ، فنظر اليه اصدقائه بفخر وسعاده كبيرة ، وشكروه كثيراً علي انقاذه لصديقهم الفيل ، واعتذروا له علي ما فعلوه معه من قبل ، واصبحوا اصدقاء لا يمكنهم اللعب بدونه ، وعرفوا ان الله ميز كل كائن بشيء لحمايته فلا يصح السخرية من احد ابدا لانه ربما عند الله افضل منهم .