ما أجمل قصص الأنبياء أن نجيدها معرفة ونتعرف على الحكمة التي جاءت وذكرت بالقرآن من أجلها.
قصة “ذو القرنيــن” الجزء الأول
هي قصة عبد صالح طاف الأرض من مشارقها إلى مغاربها حتى لقب بذي القرنين، وقال آخرون أنه لقب بذلك الاسم نسبة لضفيرتين من الشعر في رأسه، وقال آخرون نسبة لتاج فوق رأسه، وفينا يلي جرد لأحداث قصته:
دعوته في قومه:
كان قوم ذي القرنين اعتادوا الذل والهوان والعيش كعبيد، فكان كلما دعاهم إلى الحرية وعبادة الله وحده أنكروا عليه دعوته لخوفهم الشديد من علم الملك الظالم، بل وحاولوا تحذير ذي القرنين بأن الملك إذا علم أمر دعوته فسوف يرسل جيوشه لتلك القرية ليسحقهم جميعا، هنا علم ذو القرنين أن الملك سلب القوم الحرية والإيمان بالله والوقوف ضد الظلم، ولكنه لم ييأس ومع مرور الوقت ازداد قوة وإصرارا، وعزم على تغيير حياة قومه حتى يستعيدوا مجدهم وحريتهم ورجوعهم إلى الله، وازداد في دعوة قومه وبث روح الإيمان بالله في داخلهم من جديد، ولكن ازداد الناس نفورا وسخرية منه، ولكن ظل ذو القرنين ثابتا على دعوة قومه.
الرؤيا وهداية القوم:
وفي ليلة نام ذو القرنين وإذ يرى رؤيا في منامه من أعجب الرؤى، لقد رأى أنه أقترب من الشمس في سمائها العالية أو أنها هي الشمس من اقتربت منه لدرجة أنه استطاع الإمساك بقرنيها، فاستيقظ مذهولا وقص رؤيته على أتباعه القليلين، وكان هو مستبشر بتلك الرؤيا فهي شرحت صدره وجددت بداخله الأمل في النصر، وقد فسر بعض الحكماء رؤياه بأنه سوف يكون ملكا ويكبر في الحكم حتى يملك الأرض من مشارقها إلى مغاربها، وكان قد فسر أهل قومه بأن الملك سوف يعلقه من قرني رأسه، ومن هذا الوقت أصبح ينادى بذي القرنين، وبمرور الوقت استمر في الدعوة إلى الحرية حتى ازداد أنصاره، وذاع صيته في قومه حتى ولوه زعيما وقائدا لهم.
محاربة الملك:
كانت البلاد كلها تخضع لحكم ملك جبار، فكانت كل تلك البلاد ترسل أموالا خراجا لذلك الملك الكافر من كل عام، وحين حضروا رسل الملك بعد تولي ذو القرنين أمر قومه، قام بطردهم وبعث رسالة للملك معهم توحي بعدم الخضوع له مرة أخرى، وعندما قرأها الملك استشاط غضبا، ولكن عندما علم أن من أرسلها هو شابا فأرسل له رسالة يستهزئ به، ولكن ذو القرنين أرسل له رسالة توحي بالحرب وأنه سوف ينزله من الحكم ويتولى هو مكانه، فنادى ذو القرنين في قومه أن يستعدوا للحرب، وعندما علم قوم ذلك الملك بقوة جيش ذو القرنين أرادوا من الملك أن يتم الصلح ولكن الملك غضب غضبا شديدا وقرر الحرب وملاقاة جيش ذي القرنين، وعندما تلاقى الجيشين انهزم جيش الكافرين وقائده الملك الكافر، وبذلك حرر ذو القرنين بلاده والبلاد المجاورة من بطش ذلك الملك الظالم.
رحلته من المغرب للمشرق:
عزم بعد ذلك ذو القرنين على تحقيق رؤياه التي رآها في منامه، فاتجه نحو الغرب حتى وصل إلى حدود الأرض وبلغ قرن الأرض الغربي، فوجد هناك أمة يعيشون في الكفر، ولكن الله مكنه منهم وكان باستطاعته أن يعذبهم جميعا، ولكنه اختار طريق الهداية والنصح، وكان ذو القرنين يعرف ما أعطاه له من عزيمة وقوة واجتهاد فنصحهم لدين التوحيد وبنى مسجدا لهم، والذين ظلوا على الكفر هم الذين نالوا العذاب حتى يردوا إلى الله لينالوا عذابهم في الآخرة، قال تعالى “إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا، فَأَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا، قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا، وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا”؛ واستمر الزحف بجيشه حتى وصل لقرن الأرض الشرقي وكان يمر على أمم كثيرة يهديها إلى دين الله ويحقق فيها السلام والعدل، وبعد كل تلك البلاد لم يجد بلاد أخرى ليغزوها ويضمها إلى ملكه فعاد بجيشه إلى سهول الصين الواسعة.
اقرأ أيضا:
قصص الأنبياء زكريا ويحيى “فاقصص القصص لعلهم يتفكرون”
قصص الانبياء عن التعاون من قصص الانبياء في القران
قصص الانبياء عن التفاؤل من حياة يوسف ويعقوب وأيوب عليهم السلام
قصة مفيدة جدا نتعلم منها الكثير من المعلومات