ما أجمل قصص القرآن والتي نعلم منها بكل مرة نتدبر معانيها شيئا جديدا، بكل مرة تدبر جديد ومفاهيم جديدة، لو تدبرنا القرآن الكريم وتعلمنا كل ما جاء به لتخطينا أصعب مصاعب حياتنا بالعظة والعبرة المقدمة على الدوام بكل سطوره النورانية.
من قصص القرآن “سالم النواف”:
أصحـــاب القريـة الجزء الأول
قال الله تعالى بسورة “يس”: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ” صدق الله العظيم.
قصة وقعت كامل أحداثها بزمن أقوام سبقونا، وضرب الله بها مثلا في كتابه الكريم ليعطينا منها على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم العبرة والعظة.
هذه القرية حدد مكانها على أساس مما اشتهرت بوصفه في كثير من كتب التفسير أنها (أنطاكيا)، ولكن “ابن كثير” نفى الفكرة مطلقا حتى وإن كانت قد ذكرت بالكثير من كتب التفسير وعلل ذلك بأن أنطاكيا أول بلدة آمنت بكل ما جاء به المسيح عيسى ابن مريم، وكما جاء بذكر القصة أن هذه القرية أهلكهم الله جميعا بظلمهم، ومن المحتمل أن تكون أنطاكيا فعلا ولكنها ليست بأنطاكيا المعروفة حاليا.
هي قصة قرية من قرى الله سبحانه وتعالى، كان أهلها يعبدون الأصنام، يصنعون آلهتهم التي يعبدونها ويتضرعون إليها بأيديهم من الحجارة، ومن الأخشاب التي ينحتونها على أشكال مختلفة ومن ثم يعودون ليعظموها ويقدسونها، فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم بثلاثة من الرسل ليدعونهم إلى عبادة الله الواحد القهار، وكان من المشهود بما ورد بالآيات الكريمة أن قوم هذه القرية كانوا طغاة للغاية فلم يكفهم من أمرهم رسول واحد لذلك أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم باثنين بدلا من واحد، قاما بدعوة كل من بالقرية إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يتركوا الأصنام التي لا ضرر منها ولا نفع، وأن يتفكروا في السبب الحقيقي من وراء خلق الله لهم، ولكن كعادة معظم الأقوام كذبوا وافتروا ولم يكتفوا بكفرهم وإصرارهم عليه أيضا، بل وقفوا عقبة في طريق دعوة الرسولين، فعزز الله سبحانه وتعالى رسوليه برسول ثالث لتعزيز موقفهما، ومن الغرابة أن لقرية واحدة يبعث الله سبحانه وتعالى ثلاثة رسل، وهذا بيان واضح على مدى كفر وطغيان أصحاب هذه القرية.
وأول ما جاء الرسول الثالث شرع في الدعوة إلى الله: “يا قوم إنني لكم من ربكم رسول وبشير، أن اعبدوا الله واتقون، وكل هذه آيات ومعجزات تبين لكم حقيقة ما ندعوكم إليه، فلا تكونوا من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا…”
ولكن لا فائدة فلم يزدهم كلامه إلا إصرارا وتكبرا وعصيانا، صدق الرسل الثلاثة على كلام بعضهم البعض حتى يقتنع بهم وبدعوتهم قوم القرية، فما كان من أهل القرية إلا أن قالوا: “ما أنتم إلا بشر مثلنا، نحن لا نريدكم لدعوتنا ولكن نريد ملكا من السماء”.
زاد تكبرهم وعنادهم لدرجة أنهم أيضا افتروا على الثلاثة رسل بالكذب وأن الله سبحانه وتعالى ما أنزل عليهم من شيئا؛ قالوا الرسل: “ربنا وحده يعلم إنا إليكم لمرسلون، وما علينا إلا البلاغ المبين، وحاشا لله أن نفتري على الله كذبا، إن الله سبحانه وتعالى يبعث بالرسل ويؤيدهم بآيا ومعجزات حتى لا يكون لأحد حجة يوم القيامة، فمن شاء منكم فليؤمن بما ندعوه إليه، ومن شاء فليكفر ولكنوا تذكروا جيدا أنكم بيوم معلوم سترجعون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون طوال أعماركم”.
قال لهم القوم: “إنا تطرينا بكم، ولئن اتبعنا ما تدعوننا إليه سيحل علينا العذاب الأليم”، كما هددوهم بالرجم في حالة عدم انتهائهم من دعوتهم لما يدعونهم إليه وبالعذاب الأليم أيضا.
تعجب الرسل من أمرهم: ” بمجرد تذكيركم بما ينفعكم تهددونا بهذه الكيفية؟!”.
القصة بالقرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم ” وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ، قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ، قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ، وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ، قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ” صدق الله العظيم.
يتبــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص الانبياء حازم شومان قصة موسي وقارون
قصص الانبياء عن التفاؤل من حياة يوسف ويعقوب وأيوب عليهم السلام
قصص الانبياء باختصار شديد قصة سيدنا ابراهيم وسيدنا لوط وسيدنا شعيب عليهم السلام