تسعى كل أم لتحقيق السعادة المنشودة لطفلها الصغير حتى وإن كان على حساب راحتها، ولكنها دائما ما تحاول جاهدة أن ترسم على وجهه نظرة الرضا ونظرة التفاؤل والأمل، إلى كل أم ممن أتحدث عنهن إليكِ هدية رائعة، أجمل القصص القصيرة الهادئة والتي ستساعد صغيركِ على نوم هادئ وتسعدين بنومكِ أيضا.
من قصص هادئة قبل النوم:
القصــة الأولى:
كان يا ما كان في قديم الزمان، كانت هناك امرأة عجوز اعتادت على الذهاب يوميا إلى نهر القرية لتملأ وعائيها بالمياه، وتستخدمها في إعداد الطعام وفي الشراب، ولكن كان أحد الوعاءين مشروخا فيسكب منه الكثير من الماء، وذات يوم نطق الوعاء المشروخ للسيدة العجوز: “أنا لا يرضني ما أفعله بكِ يا سيدتي، فكل يوم تذهبين كل هذه المسافة البعيدة من أجل تعبئتي بالمياه والتي لا يتبقى منها إلا القليل الذي من الأفضل ألا أذكره بسببي، أنتِ لا تستحقين مني ذلك”، وشرع في البكاء الشديد.
ربتت السيدة العجوز على الوعاء المشروخ وسألته: “أيها الوعاء ألا ترى مقدار جمال هذه الورود التي تفرش طريق ذهابنا وإيابنا للنهر يوميا؟!”
أجابها: “حقا إنها جميلة للغاية يا سيدتي”.
المرأة العجوز: “وهل لديك خلفية كيف نمت هذه الورود والأزهار الجميلة؟!”
الوعاء: “قطعا لا يا سيدتي”.
العجوز: “دعني أخبرك، لقد زرعت بذورها على طول طريقنا، وكنت أنت تقوم بريها طول طريقي عودتي بك بالمياه التي كانت تنسكب منك بسبب الشرخ الذي تشتكي منه الآن”.
يجب علينا جميعا أن تقبل الآخرين كما هم بكل عيوبهم وبكل مميزاتهم، فمن يحب شخصا لا يبحث عن عيوبه طوال الوقت بل يتقبله كما خلقه ربه.
اقرأ أيضا: قصص اطفال للنوم قصيرة ما أروعها لصغيرك
القصة الثانيــة:
في يوم من الأيام كانت هناك قطة متذمرة للغاية ولا يعجبها شكلها ولا طبيعتها التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها، بكل يوم كانت تتمنى أن تصبح شخصا غيرها، ذات يوم تمنت أن تصبح كعصفور طليق يطير في السماء بجناحيه، فاعتلت شجرة كبيرة وحاولت مثله الطيران، فكانت النتيجة أنها وقعت على قدميها فأصيبت إصابة شديدة وأخذت تعرج بسببيهما، وذات يوم رأت سمكة تسبح في مياه البركة فتمنت لو أنها سمكة تستطيع أن تعيش في الماء، حاولت من جيد ولكنها كادت تفقد حياتها غير أنها تمكنت من إنقاذ نفسها بالجري بعيدا من المياه.
وفي يوم من الأيام تمنت أن تكون حبة برتقال حيث أنها أعجبت كثيرا برائحته الذكية، فعمدت إلى تغطية جسدها بقشور البرتقال كاملا، وغلبها النعاس ونامت، وإذا بقطيع غنم يسير تجاهها ومن شدة الصوت تستيقظ من نومها، فتجري على الفور هاربة منهم، في هذه اللحظة حمدت الله على كونها قطة لديها القدرة على الجري بعيدا بكل سرعة وخفة ونشاط.
اقرأ أيضا: احترام الجيران قصص تربوية هادفة للأطفال قبل النوم
القصــة الثالثـــة:
كان هناك جملا أعرجا، غريب الطباع حيث أنه ذات مرة سمع بمسابقة للجمال في الجري لمسافات بعيدة وفي مسارات وعرة للغاية إلا أنه أصر على دخول المسابقة لدرجة أنه توسل للجنة الحكام أن يقبلوا طلبه، ولكنهم رفضوا طلبه خوفا عليه، فأخبرهم بأنه يريد السباق إذ أن السباق يجري بدمه وعروقه وأنه سيكون على مسئوليته الشخصية، ولو حدث له أي مكروه لن يتحمل أحد منهم أي مسئولية ولن تجري عليه أية عقوبات، حينها وافق الحكام على طلبه مع أنهم تعجبوا كثيرا لأمره كيف كل هذا الإصرار على الرغم من كونه أعرجا، فلن يصدم في السباق طويلا مع هؤلاء الجمال أقوياء البنية أصحاء الجسد.
بدأ السباق والكل يجري بكامل قوته، والجمل الأعرج كلما حاول أن يلحق بهم اشتد عليه الألم بسبب قدمه المتضررة ولكنه واصل السير على قدر استطاعته وبمثابرته تمكن من اللحاق بهم، والجمال الآخرون من استنفذوا كامل طاقتهم وجهدهم بالهرولة سريعا دون تخطيط قل عزمهم، فمنهم من لم يستطع إكمال السباق وعاد أدراجه، ومنهم من أراد أن يريح جسده فاستلقى على الأرض وبعد أن يأخذ قسطا من الراحة يكمل، وكلهم جميعا نسوا أمر الجمل الأعرج الذي استطاع بمثابرته التفوق عليهم جميعا والفوز بالسباق على الرغم من عرجه الواضح عليه والذي آلمه كثيرا، ولكنه لم يتخلى عن حلمه.
اقرأ أيضا: قصص قبل النوم عن الحيوانات الدجاجة الحمراء الصغيرة وحبات القمح وما بها من عبرة