حبيبي…
أريد أن أبوح لك بأشياء كثيرة للغاية، لا أطيل عليك سأخبرك بأولها وآخرها ولك أن تتخيل كل ما يخطر ببالك في منتصفها، فأولها أحبك جدا أما عن آخرها فلا توجد لي أي حياة دونك.
لطالما أردت حياة نبدأها أنا وأنت وننهيها بنحن!
من قصص زوجية واقعية قصيرة:
عشقتك بكل جنوني
أحببته وكان مصابا عليل يمكث كل وقته أسيرا داخل كرسي متحرك، أول ما وقعت عيني عليه وجدت به في كل طباعه الحنية ورقة القلب، لا أعلم ما الذي جعلني لا أتمكن من إنزال عيني من عليه لدرجة أنه أحس بكل ذلك، اقترب مني وسألني بكل وضوح وخفة دم: “أأعجبكِ؟!”
ارتبكت ووضعت عيناي بالأرض ولم أتمكن من الرد عليه، أسرعت مبتعدة عنه، مكثت طيلة الأيام بعدها لا تغيب عن خاطري نظراته البريئة ولا خفة دمه، لم أتمكن من النوم لذلك عدت لنفس المكان أبحث عنه، وعندما لم أجده سألت الجميع عنه، وقد كان ينتظرني أعود أسأل عنه بكل يوم، وبهذا اليوم انتظر كثيرا ولكنه غادر قبل وصولي لحدوث أمر طارئ حدث بشركاته.
سأل عن عنواني ووصل لكي يسألني: “كيف أستطيع مساعدتكِ يا سيدتي الجميلة؟”.
نظرت في عينيه وسألته: “بأن تتزوج بي!”.
أقسم أنني رأيت في عينيه الدموع التي يحبسها رغما عنها، لم يتمكن من النطق بأي كلمة، ولكنني واصلت كلامي: “صدقا كم هي محظوظة من تحبها”.
أجابني: “ومن ترضى بي على هذه الحالة؟!، عندما رأيتكِ أول مرة لا أكذب عليكِ انجذبت إلى نظرات عينيكِ البريئة والتي حرمت منها، ولكن عندما أتيتِ لتسألي عني ظننت أنكِ تحتاجين مساعدة في أمر ما”.
ابتسمت ابتسامة ما أروعها مست قلبي من الداخل وسألته: “وهل تقبل بي على هذه الحالة يا سيدي الوسيم؟!”.
تزوجنا وعشنا أسعد أيام حياتنا، فهم كل منا الآخر، وقص علي حكايته كاملة…
منذ سبع سنوات مضت تعرض لحادث سير على الطريق السريع، تكسرت فقرات ظهره العلوية وتضرر الحبل الشوكي إثرها ومن بعدها فقد قدرته على السير مطلقا، وأخبره طبيبه الحاص وقد كان استشاريا مشهورا للغاية بألا إمكانية لسيره مجددا، ومن يوم الحادث وهو يتردد على الأطباء بصفة دورية، ويا لشدة الألم الذي يعاني منه دوما.
وبعد زواجنا بثلاثة أعوام، جاء موعد الكشف الطبي ومعاينة ما توصلت إليه حالته بشرنا الطبيب بإمكانية إجراء عملية حيث نهم اكتشفوا وجود كتلة تعيق حركة الحبل الشوكي وأنه إن تم إزالتها بإمكانه السير على قدميه مجددا، أثناء حديث الطبيب معنا رأيت في عينيه السعادة الغامرة لحبه للوقوف على قدميه مرة أخرى، أما عني فقد خفت أن أفقده بسببها حيث انها خطيرة للغاية ونسبة الشفاء بها لا تتعدى 15 بالمائة، ولكنه أصر عليها وبشدة.
حاولت إقناعه بكل الطرق الممكنة بأنني لا أريد أن أخسره وأنني لا يمكنني العيش ثانية واحدة دونه، في النهاية اقتنع عندما رأى دموعي وآهاتي، ولكنني تذكرت كلماته لطبيبه: “أتعلم عندما أسير من جديد لن أجلس مطلقا، سأستمر في الوقوف على قدماي، وأجري ولن أجلس على مقعد على الإطلاق”.
كان يعطي أولوية قصوى لأصحاب الإعاقات في شركاته على خلاف بقية الشركات التي تستغنى عن خدماتهم على الفور، لقد علمته شدته الكثير من الأمور والرأف بغيره، كان دائم التفكير في من حرموا من أنعم الله سبحانه وتعالى، فكان دائما ما ينشئ المستشفيات ويجهزها بأفضل المعدات الطبية ومن ثم يجعله بالعلاج المجان لكل من لا يستطيع تحمل عبء العلاج للشفاء من سقمه.
في النهاية راجعت نفسي في قراري وأنه لا يمكنني أن أكون معه أنانية أكثر من اللازم، ليس لأنني لن أتمكن من العيش دونه أجعله أسير كرسي ما تبقى من حياته، وحيث أنه وجد أمل حتى وإن كان ضئيلا للغاية تكفيني الفرحة التي رأيتها في عينيه، وشعرت بها نابعة من أعماق قلبه.
أجريت له العملية واستغرقت تسع ساعات متواصلة كاد قلبي يتوقف بها، وفي النهاية خرج الطبيب ليبشرني بأنه يمكنني الرقص مع زوجي الذي أعشقه كما أريد.
اقرأ أيضا:
قصص حب جزائرية حقيقية بعنوان ليتكِ تعلمين كم أحبكِ! الجزء الأول
قصص حب جزائرية حقيقية بعنوان ليتكِ تعلمين كم أحبكِ! الجزء الثاني
قصص حب جزائرية حقيقية بعنوان ليتكِ تعلمين كم أحبكِ! الجزء الثالث والأخير