جميعنا تربينا على هذه النوعية من القصص والتي كنا نتشوق يوميا لسماعها، وعندما كبرنا نتشوق أحيانا لسماعها أيضا على الرغم من كوننا على دراية كاملة بمدى الخيال الذي بها إلا أننا مازلنا نتلذذ بها.
من قصص الأطفال علاء الدين:
عـــلاء الدين والمصباح السحري
في أحد الأيام وفي إحدى الممالك العربية بالصحراء البعيدة كان هناك خياطا بالكاد يتمكن من توفير احتياجات الحياة الضرورية ولديه ابن وحيد “علاء الدين”، كانا يعملان بالسوق كل يوم، كان لهما قرد “أبو” يحب ابنه أن يلعب معه دوما؛ وفي إحدى الأيام مرض والده مرضا شديدا توفي إثره، كان حينها “علاء الدين” لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، بكيا هو والدته أشد البكاء عند رحيل الوالد الحنون، طمأن “علاء الدين” والدته بأنه سيعمل ويجد في عمله ويخلف والده في مكانه بالسوق.
وفي أحد الأيام بينما كان “علاء الدين” منهمكا بالعمل جاءه رجل غريب أول مرة يراه فيها، أخبره ذلك الغريب أنه عمه وقد تأخر في العزاء إذ أنه كان في بلاد بعيدة للغاية، طلب منه الذهاب إلى مكان ما للحصول على الكنز الذي خبأه والده من أجله، طاوعه “علاء الدين” وذهب معه للمكان المنشود، استغرقت الرحلة ثلاثة أيام بلياليها في الصحراء حتى وصلا إلى مكان غريب يقع بين جبلين عظيمين، كانت هناك رمال تملأ المكان بأكمله، طلب الغريب المدعي أنه عم “علاء الدين” بعض الحطب لإشعال النيران به، وبالفعل جلب “علاء الدين” بعضا من الحطب وأشعل النيران.
فقام العم برش مادة غريبة وألقى عليها تعويذة بأن استمر في تمتمة بعض الكلمات التي لم يفهمها من الأساس “علاء الدين”؛ خرجت صخرة عجيبة من قلب النيران عليها خاتم ما أعجبه من خاتم، أمره العم بارتدائه، وما إن وضعه “علاء الدين” بإصبعه حتى انشقت الصخرة وانفلقت نصفين وأصبحت طريقا مؤديا لأسفل الأرض يبدأه سلم ذهبي.
حذره عمه من حدائق الفواكه وألا يقرب ولا يلمس شيئا وإلا دفع حياته ثمنا، نزل “علاء الدين” وذهب لإحضار المصباح وتفريغ الزيت الذي بداخله وإعطائه لعمه دون أن يلمس شيئا، ولكنه كان جائعا للغاية والفاكهة من شدة جمالها تناديه ليأكلها، فقام بقطف تفاحة حمراء والتي على الفور تحولت إلى جوهرة بديعة المنظر، فقطف عنقودا من العنب والذي تحول بيده لؤلؤا حرا، حمل ما استطاع حمله من جواهر من المكان، وبعدها أحضر المصباح وعاد لعمه والذي رفض مساعدته للمسه ما حرمه عليه، وعاقبه بأن سد عليه الفوهة الوحيدة للخروج وبذلك سلبه حياته.
مكث “علاء الدين” ثلاثة أيام يبكي أحر البكاء متمنيا العودة إلى منزله ورؤية والدته، وعن طريق الصدفة وضع يده إصبعه على الخاتم وإذا به يجد نفسه في منزله ومعه كل الجواهر والمصباح السحري أيضا، سرت والدته بعودته كثيرا، ولكنها عندما رأت المصباح شكله جميل ولكنه ممتلأ بالغبار قررت تنظيفه، وما إن وضعت يدها عليه لتذهب عنه الغبار خرج منه جني يسألها تحقيق كل ما تريده وتبغاه، ولأنهما كانا جائعين طلبت مائدة مليئة بأشهى الطعام وقد كانا مذهولين مما رأياه.
عاد “علاء الدين” للسوق كسابق عهده، ولكن في أحد الأيام مر موكب الأميرة الجميلة “ياسمينا” والتي يمنع الحراس رؤيتها من قبل أي من كان، اختلس “علاء الدين” النظر إليه وكانت نتيجة فعلته أن سحر بجمالها الخلاب، أرسل والدته بالكثير من الجواهر القيمة والنادرة حتى تطلب يدها من الملك، أما عن الملك فطلب الكثير من الجواهر والتي لا يتمكن ثمانية من العبيد حملها، وبالفعل نفذ “علاء الدين” كل ما طلبه منه الملك حتى يستحق الفوز بالزواج من ابنته الوحيدة.
بكل مرة كان “علاء الدين” يطلب من جني المصباح ما يطلبه الملك من والدته، وآخر طلب له كان بناء قصر يليق بمكانة ابنته، وبالفعل شيد الجني قصرا فخما في الجهة المقابلة لقصر الملك في ليلة وضحاها، تزوج “علاء الدين” من الأميرة “ياسمينا”، وعندما علم الرجل الغريب ما يدور من ورائه جن جنونه، فتنكر في زي بائع يحمل الجديد من المصابيح لم يحب استبدال قديمه، أرادت “ياسمينا” مفاجأة زوجها فاستبدلت مصباحه القديم بآخر جديد، وكانت الفاجعة عندما طلب الغريب من الجني إخفاء القصر عن أعين كل الناس في منطقة نائية لا يتمكن مخلوق من الوصول إليها.
عندما عاد “علاء الدين” لم يجد قصره ولا زوجته فجن جنونه، هام في كل البلاد ثلاثة أيام يبحث عنها في كل مكان، وقد كان متبقيا على المهلة التي أعطاها إياه الملك لإيجاد ابنته يوم واحد، فتذكر الخاتم العجيب الذي بإصبعه فتمنى الذهاب إلى زوجته، وفي لمح البصر كان بجوارها، كان يحمل معه مشروبا يجعل من يتذوق منه يغشى عليه.
احتالا كلاهما على الرجل الغريب، فوضعت “ياسمينا” القليل منه في كوب العصير والذي شربه الرجل الغريب وسقط مغشيا عليه، أخذا منه المصباح السحري وطلبا من الجني عودة كل شيء كسابق عهده، وسجن الرجل الغريب في سجن مدى الحياة لا تستطع قوة على الأرض إخراجه منه.
اقرأ أيضا:
قصص اطفال جديدة حلوة بعنوان رسمتي فيها حكايتي
قصص الأطفال سنو وايت والصراع الدائم بين الخير والشر
قصص الاطفال كليلة ودمنة، قصتين في غاية الروعة والإثارة والجمال والتشويق