لقصص الأطفال كثير من الجوانب المفيدة والقيمة لأطفالنا الصغار، لذلك ينبغي علينا دوما قراءة قصة شيقة وهادفة من أجل تعليمهم سمة أخلاقية بناءة ومن أجل تحفيزهم على القراءة لما لها من فوائد لا تعد ولا تحصى، أطفالنا هم قرة أعيننا وينبغي أن نحقق لهم الكثير والكثير وألا نقصر تجاههم.
من قصص شعبية قبل النوم:
الفيل طيب القلب والعصفور الصغير
في إحدى الغابات البعيدة والمليئة بمختلف الحيوانات وبكل أشكالها المتنوعة، كانت هناك أسرة سعيدة من العصافير والتي تسكن بعش صغير فوق إحدى الأشجار العالية للغاية، وفي إحدى الأيام هبت ريح عاصفة للغاية وقد كانت الأم العصفورة ذهبت من الصباح لتحضر وتبحث عن الطعام لإطعام صغارها، سقط أحد أبنائها أما البقية فكانوا بمأمن شديد، سقط العصفور المسكين على الأرض وكانت حالته مزرية للغاية، كان خائفا ويرتعد كليا، وفجأة ظهر على الطريق فيلا ضخما للغاية يغني أثناء سيره ويسير بفرحة عارمة، ازداد العصفور الصغير منه خوفا ورعبا، رآه الفيل من بعيد فاقترب منه حتى يساعده وينقذه من هلاكه المحتوم.
ولكن العصفور كان خائفا منه فكلما اقترب منه الفيل ازداد العصفور بعدا، وفي هذه الأثناء كان هناك ثعلب يترصد للعصفور الصغير الفريسة السهلة بالنسبة إليه، شعر الفيل بأن العصفور يرتعد ربما من البرد فقرر الذهاب وجلب بعض الأوراق لتدفئته، انتهز الثعلب بعد الفيل عن العصفور فاقترب من العصفور وأخبره قائلا: “مسكين أنت أيها العصفور الصغير، سقطت من أعلى الشجرة من عشك الجميل ومن وسط إخوتك، ولكن لا تقلق بإمكاني إعادتك إلى حضن أمك الدافئ، ولكن كل ما عليك فعله هو إبعاد الفيل الشرير لمدة بسيطة حتى يتسنى لي حملك على ظهري وتوصيلك لعشك بأمان، أتعلم أن ذلك الفيل شرير؟!”.
وافقه الرأي العصفور، وعندما عاد الفيل بالأوراق ووضعها حوله، شعر العصفور بالدفء الشديد ولكنه سأل الفيل أن يحضر له ما يأكله، فذهب الفيل بكب سرور وسعادة، وفي هذه اللحظة ظهر الثعلب وحمل العصفور على ظهره وابتعد عن المكان، أنزله بكل قسوة وهنا ظهرت علامات الشر في عينيه وكشر عن أنيابه، صرخ العصفور الصغير الذي مازال لا يقوى على السير ولا الطيران ولا إنقاذ نفسه من الأشرار، سمع صرخاته المتكررة الفيل طيب القلب فهم على الفور وبكل سرعته لإنقاذه، وعندما قدم رطم الثعلب رطمة عنيفة أبعدته كليا عن المكان وكل ما فيه، عاتب الفيل العصفور الصغير بكل حنية: “ألم أحذرك أن تبقى بعيدا عن كل الغرباء وتنتظرني؟!”، فاعترف له العصفور عما دار من حول ظهره، كما أخبره: “صراحة لقد خفت من شكلك وهيئتك الضخمة على عكس أنك طيب القلب، أما الثعلب فكان صغير الحجم وجميل اللون بينما كان مكر الطباع ومحتال للغاية”.
الفيل: “تعلم درسا ألا تحكم على أحد من مظهره الخارجي وتترك جوهره يا صغيري”، حمل الفيل العصفور ووضعه في عشه بكل مأمن، سرت العصفورة الأم كثيرا بعودة صغيرها الضائع.
الأسد القوي والفأر الضعيف
بيوم من الأيام وفي إحدى الغابات كان هناك أسدا قويا نائما نوما عميقا، وكان هناك فأرا صغيرا للغاية مارا بجانبه، فراودت الفأر الصغير فكرة خطيرة جالت بخاطره، فبدأ بتنفيذها وأخذ يقفز فوق ظهر الأسد، لعب الفأر فوق ظهر الأسد وقفزاته المتعددة جعلت الأسد يستيقظ من نومه العميق غاضبا ومنزعجا ومتوعدا للفأر ألا يرحمه، توسل الفأر إلى الأسد كثيرا لئلا يأكله ووعده إن فعل ذلك يوما ما سينقذ حياته كما فعل.
تعالت ضحكات الأسد القوي بغطرسة وكبر قائلا: “أأنا الأسد القوي ملك الغابة بيوم ما أحتاج لمساعدتك أيها الفأر الصغير ضعيف البنية؟!”، أجابه الفأر الصغير: “ولم لا؟!، تركه الأسد يرحل ولكنه أنذره ألا يعود مرة أخرى لفعلته وإلا سيدفع حياته كاملة الثمن.
تمر الأيام وإذا بالأسد القوي يقع في شباك أحد الصيادين، يستجير الأسد ولكن كل حيوانات الغابة تخاف أن تقترب من شبكة الصياد إلا الفأر الصغير الذي يركض بكامل سرعته تجاه الأسد لينقذ حياته كما وعده سابقا، يقترب من الشبكة ويقطعها إربا إربا بواسطة أسنانه الصغيرة الحادة، وينطلقا بعيدا عن شباك كل الصيادين، يشكر الأسد الفأر لصغير على شجاعته ويعتذر منه على الشك في قدراته وعلى السخرية منه سابقا، ويصبحا صديقين مقربين للغاية فيما بعد.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص شعبية قصيرة جدا بعنوان وصية ذهبية من رجل حكيم لابنه الوحيد
قصص شعبية قصيرة قديمة غاية في الروعة
قصص قصيرة شعبية للاطفال قصة الحطاب الصدوق