اشتقت إليكَ كثيرا يا من غاب عني، ولكنها ليست مرتي الأولى فإنني أشتاق إليك بكل شروق شمس وغروبها، وبكل طلوع قمر وغروبه، فهي أصبحت عادتي اليومية ولكن بصمت يقبع بداخله الوجع.
من قصص سعودية رومانسية جريئة:
“إيــــــــــه أحبـــــــــــــــــــك” الجزء الثاني والأخير
وبيوم من الأيام جاءت أخت “محمد” الصغرى، وقصدت أن تجلس بجوار غالية والعنود وقالت محدثة للبنات جميعا: “تعلمون جميعا أن أخي بصفه الأخير، وقد أخبر والدي ليلة أمس أنه يرغب بالزواج من فتاة في غاية الجمال بمدرسته، ووالدي وافقه الرأي غير أنه اشترط عليه أولا أن لا زواج إلا بعد الانتهاء من تعليمه الجامعي أيضا، والغريب في الموضوع أنه لم يخبرنا عن اسمها”.
احمر وجه “غالية” خجلا، وفرحت لها صديقتها “العنود” لسماعهما ذلك الخبر، غير أن كانت هناك فتاة “رهف” تغير غيرة مفرطة من “غالية”، فأول ما غادرت “غالية” ذهبت “رهف” خلفها على الفور لتخبرها كلاما جارحا يخفف من حدة الضيق الذي شعرت به بسبب ما سمعنه جميعا من كلام أخت “محمد” الصغرى: “أتعلمين يا غالية، لو كنتِ تعتقدين أنه يحبكِ أنتِ فبالتأكيد أنتِ خاطئة، إنه يتسلى بكِ يا حبيبتي، والفتاة التي قالت عنها أخته ولم تخبرنا عن اسمها إنها أنا”.
صدمت الفتاة صدمة عمرها، أحقا كلامها صادق وكان يتسلى بها، ولأول مرة أثناء جلوسها مع صديقاتها يقترب منها الحارس ليخبرها عن وجود مشكلة ما بسيارتها، فتذهب الفتاة للتحقق من الأمر لتجد سيارتها ليست بمكانها، وأن “محمد” ينتظرها بسيارته وقد طلب من الحارس أن يذهب إليها ويخبرها بما أخبرها به حتى تأتي.
جاءته على استحياء ولكن دون ابتسامتها البريئة المتعود عليها، تعجب من أمرها فقد بدا على وجهها الحزن الشديد وعندما سألها عن السبب أخفت عنه كل شيء، ولكنه أصر على معرفته فأخبرته بكل ما دار بينها وبين “رهف”، فابتسم في وجهها ولم يجيب بأي شيء، فسألته والدموع تفيض من عينيها: أحقا تحبني؟!”
فأجابها: “لا أحبكِ مطلقا”.
فسالت الدموع التي كانت تكتمها بغزارة من عينيها، هنا مسح الدموع من على خديها الورديين وأخبرها: “أتعلمين أنا لا أحبكِ بل أعشق التراب الذي تطأ قدماكِ عليه، إنني أحسد الهواء الذي تتنفسين وأحسد كل من يقترب منكِ يا ملكة قلبي، أتعلمين إن ما فعلته رهف كان من شدة غيظها منكِ، يعلم الله أنني لم أحب غيركِ طوال عمري، كما أنني تحدثت مع والدي في أمر زواجنا، ووعدني بأن أتزوجكِ فور انتهائي من دراستي الجامعية، تعلمين أنه لم يتبقَ على انتهاء عامي الأخير إلا شهرين اثنين، ومن بعدها سأغادر إلى لندن لإتمام دراستي، اعلمِ حتى وإن كنت بعيدا عنكِ فقلبي معكِ ولن يكون مع غيركِ”.
ابتسمت الفتاة وأخيرا اطمئن قلبها، ابتسمت ولازالت الدموع في عينيها، وكانت هذه آخر محادثة بينهما، من بعدها اهتم كل منهما بدراسته، سافر “محمد” وانتظرته “غالية” بكثير من الشوق والاشتياق والحنين لنظراته ولكلماته، كلما اشتاقت إليه تذهب إلى رسائله لتلقبها يمينا ويسارا وتقرأها بكل يوم ولا مائة مرة، وما يزيد شوقها إلا اشتياقا.
مر عام ومن بعده عام ولا أي خبر عنه، وجميع صديقاتها يخبرنها أنها على خطأ وأنه كان يتسلى بها، وأنه بعدما ذهب بعيدا لن يعود إليها من جديد، ولكن شيئا ما بداخلها يخبرها أنها على صواب وكل من حولها على خطأ، وبيوم من الأيام قررن بنات خالتها الذهاب إلى حديقة للاستمتاع قليلا، وكلهن كن في غاية الاستمتاع والسعادة إلا واحدة فقط من بينهن، إنها “غالية”، وعندما سألنها عن السبب أجابت: “إنني مشتاقة إليه”.
زجرنها عن أفعالها، وأنها بهذه الطريقة ستضيع نفسها ومستقبلها، كما حاولن إقناعها بنسيانه مطلقا، غادرتهن ولم تحدث واحدة منهن مرة أخرى، وساءت حالتها، وعندما عادت منزلها وجدت به “محمد”، لقد اصطحب والديه وأهله وجاءوا جميعا بعرض الزواج من “غالية”، كانت في غاية السعادة لرؤيته من جديد، فقد اكتوى قلبها بنيران الفراق والاشتياق، ولأول مرة أول ما وافق أهلها على عرضه اختلس قبلة منها في الخفاء، ويا لسعادة قلبها عندما لمسها.
لم يكن وقتها قد أنهى دراسته الجامعية كما وعدها، فقد كان مجرد عامين اجتهد بهما وحصل على تقدير مرتفع للغاية، وعندما وجد والده صدق نيته لبى رغبته بالزواج بمن يحب، ومن بعدها سافرا معا ليكملا دراستهما بلندن.
اقرأ أيضا:
قصص سعودية رومانسية جريئة بعنوان “إيه أحبك” الجزء الأول
قصص رومانسية حب وغرام بعنوان اختبار قاسي لحب صادق الجزء الأول
قصص رومانسية حب وغرام بعنوان اختبار قاسي لحب صادق الجزء الثاني
قصص رومانسية حب وغرام بعنوان اختبار قاسي لحب صادق الجزء الثالث
قصص رومانسية حب وغرام بعنوان اختبار قاسي لحب صادق الجزء الرابع والأخير