من أجمل ما قيل من عبارات:
ما كرهت في حياتي سوى أربع؛ القريب الذي وراء قربه خباثة، والصديق الذي وراء كلامه حسد، والحبيب الذي وراء حبه خيانة، والصاحب الذي وراء صحبته غرض ومصلحة.
قصة حقيقية عن الحسد الجزء 1
أنا فتاة أبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما، طالبة بكلية التجارة، لقد كنت متفوقة وجاد في الثانوية العامة ومجموعي كان عاليا للغاية، كان يمكنني من دخول كلية الطب ولكني دخلت كلية التجارة بسبب سوء أحوالنا المادية.
أنا الابنة الكبرى ولدي أربعة إخوة غيري، يعمل والدي بوابا لإحدى العمارات بإحدى المناطق الراقية، أما عن والدتي فتساعده في تحمل تكاليف المعيشة الباهظة، تنظف شقق العمارة وأحيانا كثيرا أذهب معها لأساعدها في ذلك، ولكني لم أذهب يوما معها للتخفيف عنها بل كنت لأشعر ولو لساعات محدودة أنني مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون حياة الترف، كنت أعيش ذلك في أحلامي، فكلما ذهبت مع والدتي لأنظف معها تهيأ لي أننا ملاك الشقة الأصليين وأننا ننظف منزلنا ليس إلا.
كنت دائما أؤرق عيشي بالسؤال لماذا هم يعيشون ويرفهون ونحن لا نمتلك قوت يومنا، نحن بأيام كثيرة لا نمتلك حقا قوت يومنا، لماذا أتعب وأنهك كل طاقتي وأحصل على مجموع يؤهلني لدخول كلية راقية كالطب ولا أتمكن من تحقيق حلم عمري بسبب الظروف المادية، دائما ما تجول بخاطري هذه الأفكار لدرجة أنني كنت أحقد على الناس جميعا.
وبيوم جاء والدي اتصال أن أصحاب العمارة سيعودون للبلاد، لقد كانوا مهاجرين لإحدى الدول العربية وقرروا العودة للوطن للاستقرار، فذهبنا أنا ووالدتي لتنظيف الشقة، ويا لها من شقة، لقد كان كل شيء بها يعجز عقلي عن تصديقه، كل شيء بها تتمناه أي نفس بشرية، لقد كان لصاحب العمارة ابن وابنة وزوجته، رتبنا غرف أولاده أولا ومن ثم رتبنا ونظفنا البقية، لقد كان كل شيء جميلا وبراقا، لم أرى طوال حياتي غرفة جميلة مثل غرفة هذه الفتاة، كما أن والدتي عبأت الثلاجة الصغيرة الخاصة بها بأنواع جمة من الفاكهة والشوكولاتة والعصائر علاوة على الثلاجة الخاصة بالمنزل تنفيذا للأوامر.
قامت والدتي بطهو طعام والذي بالتأكيد يحرم علينا، وأول ما انتهت من إعداد نادت علي فوجدتني نائمة على سرير الفتاة، أيقظتني بعدما نفضت جسدي كاملا، وأول ما استيقظت وبختني كثيرا وقالت لي جملتها الشهيرة: “سما ارضي بما قسمه الله لكِ، ولا تتعبي عينيكِ بالنظر طويلا للأعلى!”.
أعادت ترتيب السرير وكأنني جربة ولست ابنتها وكأن من ستنام عليه أفضل مني، وأول ما انتهينا رجعنا منزلنا والذي هو حجرة واحدة وصالة ومطبخ وحمام، لا يوجد لدينا إلا سرير واحد سرير والداي وأريكة واحدة والتي إذا جلست عليها تجد عظامك تشكو منكَ وتدعو عليكَ في آن واحد، وقبل أن نستريح سمعت صوت سيارة خرج على الفور إثره والدي، بالتأكيد هو مالك العمارة وأسرته، أحببت أن أراه لا حبا فيه بل بدافع الفضول، خرجت مسرعة ووجدت والدي ينزل الحقائب من السيارة، وجدت رجلا يناهز عمره الستين عاما وزوجته وعمرها يقارب الخمسين أو يزيد، ولديه ابنة جميلة للغاية ولا أستطيع أن أصف قمة روعة وجمال الملابس التي ترتديها، وعلى الرغم من جمال ملابسها والمجوهرات التي ترتديها إلا أن جمال الفتاة يغطي على كل ذلك، فجمالها يزين ما ترتدي وليس العكس، وابن في العشرينات من عمره كأخته.
حقيقة كانت الفتاة “حسناء” وأخيها “حسن” في قمة التواضع، فعلى الرغم من كل أموال والدهما وحياة الترف التي يتمتعان بها إلا أنهما يمتلكان طيبة القلب والعفوية والبراءة، كانت بكل يوم يمر تقربني فيه “حسناء” إليها أكثر فأكثر، كانت تعطيني من ملابسها وتطعمني مما تأكل وخاصة أنها عندما عادت للبلاد التحقت بكلية التجارة نفس الكلية التي ارتادها، لقد كنا بنفس القسم أيضا.
كانت بكل يوم تخزي نفسي اللئيمة بطيبة قلبها وحسن خلقها، ولكني ما زلت أشعر بنيران الحقد والحسد بداخلي تجاهها، وبيوم من الأيام جاءت تحمل لي بشرى سارة على قولها، أخبرتني بخبر قصم روحي وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد أخبرتني بأن المعيد الذي يدرس لنا صارحها بمشاعره تجاهها ويريد أن يعرف رأيها فيه قبل أن يتقدم بطلب الزواج منها، إنه الشخص الذي لطالما أحببته ورسمت أحلاما كثيرة معه، لقد ضاقت بي الحياة زرعا، لم يصبح هناك أي شيء يمنعني من إيذائها حتى وإن كان لن يتقدم الشخص الذي أحبه بطلب الزواج بي…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص من الواقع عن الحسد احداثها مثيرة وحقيقية
قصص واقعية توجع القلب في غاية الحزن والأسى
قصص قصيرة نالت جوائز كيف أصبح الحب أعمى