قصص واقعية عن الحسد مؤثرة وحقيقية على لسان صاحبتها الجزء الثاني والأخير
قصص واقعية عن الحسد
لا يغار إلا الناقص، ولا يحسد إلا الفاشل، ولا يغتاب إلا المنافق، ولا يفتن إلا الضعيف، ولا يثرثر إلا الفارغ، ولا يشتم إلا الجاهل، ولا يكره إلا الحاقد.
من قصص واقعية عن الحسد:
قصة حقيقية عن الحسد الجزء 2
بيوم تحججت وأخذت منها هاتفها وأنشأت صفحة على الفيس بوك برقمها وباسمها أيضا، جعلتها وكأنها خاصة بفتاة ليل، ألصقت بها الكثير من الصور الجريئة والمخلة أيضا، و يا للرسائل التي انهالت على الصفحة، وكنت أرد على تلك الرسائل أيضا وبردود جريئة أيضا، ومن بعدها قمت بنسخ المحادثات وأرسلتها للمعيد الذي يريد الزواج بها، كانت لها فضيحة مجلية وخاصة أنني قبلت صداقات شباب من الحي الذي نسكن به.
كانت تصل للفتاة رسائل نصية على هاتفها فرقمها الذي أنشأت به الصفحة، وكانت بكل يوم تنهار أكثر من اليوم الذي يسبقه، ونظرا لسوء حالتها النفسية اضطر والدها لترك الحي كله والذهاب لمكان بعيد للعيش به، حتى أنها اضطرت لترك الكلية كليا، ومن بعدا اضطررت أنا للعمل لتحمل مصارفي الشخصية فعندما كنت معها لم أكن أحمل أي هم بالحياة.
كنت أعمل بعد إنهائي لجميع محاضراتي بالجامعة، يوما بعد يوم نسيتها كليا ونسيت كل التفاصيل التي عشتها معها، وتعايشت مع واقعي الجديد، كنت مجدة للغاية في دراستي وفي عملي والأغرب من كل ذلك أنني لم أشعر بالذنب حيالها بالمرة، لقد كان شعوري بمثابة الانتصار عليها وتحقيق رغبتي الدفينة، وأخيرا شيئا واحد تمنته هذه الفتاة ولم تحصل عليه.
وبيوم من الأيام تأخرت في عملي وأنا عائدة في طريقي للمنزل لاحظت سيارة بها مجموعة من الشباب تتبعني، وفجأة توقفت السيارة وخرج منها ثلاثة شباب فاقدي الوعي مغيبين تحت تأثير المخدرات، اقتربوا مني شلت حركتي ولم أتذكر حينها إلا ذنب الفتاة البريئة التي لطخت شرفها ووصمتها بالعار، أيقنت حينها أن الله سبحانه وتعالى سينتقم مني ومن كل أفعالي الشنيعة، وما أن ألقوا بي على الأرض وأشبعوني ضربا إلا وأجد سيارة تقترب على صوت صرخاتي العالية ويخرج منها شاب بيده سلاحا يطلق منه رصاصة في الهواء حتى تركوني هؤلاء الشباب وهموا بالفرار.
وعندما اقترب مني الشاب ليطمئن علي فوجئت أنه أخا لها، اشتد علي تعذيب ضميري أنا ألطخ سمعة أخته وهو ينقذ سمعتي وشرفي من الضياع، يا للعبة القدر التي تجعلني أفقد صوابي شيئا فشيئا، ذهب بي لأقرب مستشفى وهناك قدمت الفتاة والتي تعتبرني أختها الوحيدة التي لم ترزق بها من والديها، ظلت بجواري هي وأخوها طوال الليل، وكلما استيقظت وجدتها بجواري والتمست منها الحنان الحقيقي الخارج من قلبها ساءت حالتي أكثر من السابق، وقد كان اعتقاد الجميع أن سوء حالتي مما تعرضت له ولكنه كان بسبب الضمير الذي استيقظ مؤخرا، فقد أعمت قلبي نيران الحسد والحقد والغيرة على فتاة طيبة القلب ولا تستحق إلا كل الخير، بفعلتي جعلتها تخشى أن تواجه المجتمع والآن بجبني حرمت من الاعتراف إليها وإعلان براءتها.
عدت لدراستي أما عن العمل فقد منعتني هي من الذهاب إليه مجددا خوفا مما يمكن أن يحدث في المرة المقبلة، كانت تبعث إلي براتب شهري يكفيني ويزيد على كل احتياجاتي؛ وذات يوم اتصلت علي والدتها وطلبت مني الحضور إليها على الفور، وأول ما وصلت منزلهم الجديد وجدت الفتاة تصلي وقد أطالت في السجود لدرجة أنها لم ترفع رأسها منه، قلقنا عليها فذهبت مسرعة إليها ورفعتها وجدتها فاقدة للوعي، لقد استدعتني والدتها نظرا لأن ابنتها الوحيدة كانت حزينة للغاية فظنت أن بإمكاني إخراجها من حالة الحزن التي استولت عليها، وبعدها علمت أن الفتاة كانت مصابة بمرض خطير، لقد كان لديها سرطان بالدم، وكانت قد تعالجت منه في الخارج قبل عودتها للبلاد وقد شفيت منه تماما، ولكن نظر للظروف المؤخرة التي مرت بها من مآسي وأحزان متتالية عاد إليها المرض من جديد، لقد قطع قلبي عليها، يا ليتني لم أفعل بها مكروها، لقد كانت هذه لفتاة المسكينة تصارع الحياة وكنت أحسدها على ما لا تحسد عليه.
توفيت الفتاة وهي في حضني بعدما اعترفت لي بكمية الحب التي أحبتها للمعيد، وأنها تمنت أن تتزوج به وتنجب طفلا وتسمع كلمة ماما، و يا لتعاسة قلبي عندما علمت أنها أوصت بأن كل مجوهراتها وأموالها بالبنك تعطى لي، كيف آخذها وقد كنت السبب الأساسي في موتها، حقيقيا أن الحاسد يأكل نفسه أولا قبل أن يأكل ما يحسده، إن الحسد أعظم آفة ممكن أن تأكل قلب الإنسان.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص واقعية عن الحسد مؤثرة وحقيقية على لسان صاحبتها الجزء الأول
قصص واقعية توجع القلب في غاية الحزن والأسى
قصص قصيرة لكتاب مشهورين قصص لفرانس كافكا
قصص واقعية عن البنات قصة فتاة دفعت أجمل أيامها ثمنا للتردد