يقال أن الحب أسمى شعور يمكن أن يرزق به يوما الإنسان، ولكن عندما يكون حبا نقيا حبا طاهرا لا تشوبه شائبة، حبا بإمكانه تحدي الدنيا والعالم بما حوى، حبا يمكن صاحبه من العيش على ذكرى الحبيب حتى وإن كان بغير الدنيا!
القصــــــــــــــــــة الأولى:
رآها وبمجرد أن رآها أحبها بجنون، لقد كانت جارته وبنفس الوقت قريبته، تقدم بطلب يدها للزواج على الفور من والدها، كان مدرس تاريخ في بداية مشوار حياته، رفضه والدها ابتغاء رفاهية الحياة لابنته الوحيدة، لم ييأس الشاب وتقدم إليها مرة تلو الأخرى ولكن والدها زوجها لرجل غيره.
لم يكف عن حبها، فقد كان دائم الدعاء بها في كل صلاة، ودائما كان يقرأ القرآن وتدمع عيناه ويسأل ربه قائلا: “لي دعوة عندك يا ربي”، وكعادة الحياة لا تتوقف على رحيل أحد، تزوج الشاب من امرأة أخرى وأنجب ابنتين، وهي أيضا أنجبت ابن وابنة.
كان دائم الدعاء بها، دائما كان يقول عنها بينه وبين ربي: “يا ربي إنك تعلم كم يحبها قلبي”، لطالما أحبها ولكنه كان يتقي خالقه في الخفاء والعلن، وتمر الأيام وتتوالى السنوات ويتوفى زوجها وزوجته بنفس العام، وبيوم تجمع بينهما صدفة القدر، كان كلاهما في زيارة عائلية، وما إن يرى أحدهما الآخر فيسألها: “كيف حالكِ؟”.
ويعرفان من بعضهما البعض أن زوج كل منهما قد توفاه الله، أما عن أبنائهم فقد تزوجوا أيضا، فيتزوج بها، وبعد طول السنين يحقق الله سبحانه وتعالى رغبته في الزواج بمن أحب قلبه، ويشاء الله سبحانه وتعالى أن يعيشا مع بعضهما البعض خمسة سنوات من أجمل أيام العمر، ومن بعدها يتوفاه الله وتعيش زوجته وحبيبته ما شاء الله من عمرها على ذكراه الجميلة.
القصــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة:
في غربة قرر أن يعيش بها ما تبقى من حياته، تاركا خلفه ماضي مليء بالأوجاع والأحزان بسبب الفتاة التي أحبها بجنون وضحى بكل شيء لأجلها، ولكنها طعنت قلبه الموهوم بحبها وتزوجت من شاب آخر.
كان يركب قطارا، كانت فتاة تبحث عن مقعد شاغر بالقطار، وإذا بها تجد مكانا مقابلا للشاب فجلست، لم ينتبه لها، ولكن بعد لحظات انتبه ونظر إليه نظرة على استحياء فوجد فيها البراءة.
كما أنها أيضا نظرت إليه على خلسة فوجدت فيه الحياء، تبادلا كل منهما النظرات ولكن على استحياء، رأت فيه الفتاة الشاب الذي تبحث عنه طوال حياتها حتى أنه بدا عليها القلق والتوتر والارتباك، نفس ما شعر به الشاب ولكنه كان بخلافها في حيرة من أمره، اتفق عليه قلبه وعقله، قلبه يخبره بأنها الفتاة المنتظرة عوض الله له، ولكن عقله دائما يذكره بفعلة حبيبته السابقة وبمدى الوجع الذي سببته له.
قرر في النهاية الشاب الرحيل بكل حسرة وندم، كان مترددا في قراره، ولكن ما إن اقترب القطار من الوقوف بالمحطة التالية وقف الشاب على عجالة من أمره تأهبا للنزول، رأت الفتاة فيه التردد فاقتربت منه، معاهدة نفسها ألا تضيعه من بين يديها، جعلت يدها تلامس يده، شعر بكل ما تود أن تخبره به الفتاة، توقف للحظات ولكنه عاد لتردده من جديد، ليسمع صوتا عذبا ما أروعه يقول له: “اطمئن لن أفرط في قلب ألماس مثل قلبك، ولن أخذلك يوما كما أثق تماما أنك لن تخذل قلبي الذي اختارك من بين ملايين الرجال، ولم يرى رجلا غيرك”.
القصـــــــــــة الثالثـــــــــــة:
تعاهدا من صغرهما ألا يتزوج أي منهما إلا من الآخر أو يمضيا حياتهما دون زواج، لقد لاقى كل منهما الأمرين مع شريك حياته والذي كان رغما عنه من البداية، انفصلا عن بعضهما البعض للزواج من الغير وبعد تجربة زواج فاشلة، عاد كل منهما لحياة العزوبية من جديد ولكن بنفسية محطمة.
حاولا العيش ولكن لم يرحمهما المجتمع بنظراته القاتلة، وخاصة إن تعلقت على عاتقهما أخطاء الآخرين، لم يتمكنا من الزواج ببعضهما البعض فقررا العيش لحمل الزاد والزواد للدار الآخر للدار الباقية.
هل كل القرارات التي نتخذها بحياتنا تكون على صواب، أم هناك قرارات نندم عليها طوال حياتنا؟!
وهل عندما نفكر بأنه يجب الاستسلام بالبعد والتخلي عن كل الحياة يكون قرارا صائبا، أم قرارا متهورا ونستحق عليه العقاب؟!
اقرأ أيضا:
قصص حب غدر وخيانة أودت بحياة صاحبتها حرفيا الجزء الأول
قصص حب غدر وخيانة أودت بحياة صاحبتها حرفيا الجزء الثاني والأخير
قصص حب عالمية حقيقية مؤثرة ومحزنة للغاية
الحب نعمة يجب الالتزام بها