من المشهود به أن الأمهات من قديم الأزل كن يقرأن لأبنائهن القصص، وذلك لما لها من قيم وفوائد جمة، تعد قراءة القصة على مسامع الأبناء بمثابة طريقة تربوية جميلة وشيقة، علينا أن نعتاد على قراءة القصص المفيدة بطريقة منتظمة لأبنائنا ونرغبهم في ذلك أيضا.
من قصص للأطفال ذات هدف
القصـــــة الأولى:
يحكى أنه في إحدى القرى كان يسكن رجلا عجوز قصم ظهره طول الدهر، لقد كان طوال اليوم عابسا قنوطا متذمرا شاكيا من كل شيء حوله، كن يتجنبه أهل القرى في أي مكان يذهب إليه، لقد كان حزنه وسخطه واضحا في كل ألفاظه وعلى كل ملامحه، وأي امرئ جلس برفقته يشعر وكأن حالته البائسة معدية، لذلك تجنبه الجميع.
ومر العمر عليه ولم يفكر يوما في تغيير حالنا، ولم يفكر مرة وحدة في سبب تغير معاملة من حوله معه؛ وعندما تجاوز الثامنين من عمره انتشرت إشاعة جميلة وغريبة بين سكان القرية، أحد الرجال قد رأى العجوز مبتسما وراضيا لدرجة أن ملامح وجهه أشرقت وأنارت على غير عادتها.
تجمع الكثيرون وذهبوا بخطى ثابتة لمنزل العجوز حتى يشاركوه فرحته ويتأكدوا من صحة الإشاعة، وعندما وصلوا كان بالفعل قد طرأ تغييرا كاملا وشاملا على حياة العجوز، لقد أشرق وجهه بنور السعادة والتبسم والرضا…
سأله أحد الرجال: “ألم تخبرنا ما السبب والسر وراء ابتسامتك الجميلة هذه؟!”
العجوز: “ولا شيء، لقد قضيت ثمانين عاما من عمري أطارد السعادة، ولكنني لم أحصل إلا على عكسها، فقررت أن أستمتع بما تبقى من حياتي، وها أنا اليوم سعيد، وكل يوم إن شاء الله سأكون فيه سعيدا”.
الهدف من القصــــــــــة:
لا تطارد السعادة ولا تبحث عنها يوما، بل استمتع بحياتك كما وهبك الله سبحانه وتعالى إياها، وكن راضيا ولا تكن قنوطا.
اقرأ أيضا: قصص اطفال جديدة حلوة بعنوان رسمتي فيها حكايتي
القصــــة الثانيـــة:
بيوم من الأيام كان هناك رجلا حكيما أعياه تذمر الناس من حوله المستمر، والأغرب من ذلك أنه كان تذمر متكرر وعلى نفس المشاكل وبنفس الأسباب، وبكل مرة يعطي الحكيم الحل ولكن لا أحد منهم يفعل به، ولا أحد منهم يتعظ بالموعظة التي ينصحه بها الحكيم، ويعود من جديد ليشكو ويتذمر مجددا.
قرر الحكيم ذات مرة عندما فاض به الكيل أن يعطيهم درسا صارما لتغيير أمورهم معه؛ جمعهم بيوم من الأيام وأخبرهم بنكتة جعلتهم جميعا يموتون من كثرة الضحك عليها.
وبعد برهة وجيزة أخبرهم نفس النكتة، فأعاد البعض منهم الضحك وكرره مرة أخرى، وللمرة الثالثة ولكن هذه المرة لم يبتسم أحد، وظهر على ملامحهم الضيق والامتعاض من حال الحكيم ونكتته المتكررة.
أخبرهم الحكيم: “لم تستطيعوا الضحك على نفس النكتة المتكررة أكثر من مرة؟!، فلماذا ترجون مني أن أسمع شكواكم المتكررة بكل مرة؟!، والأدهى من ذلك ليتكم تفعلون بالنصيحة”.
الهدف من القصـــــة:
“لا تجعل القلق من مشاكلك دائما، افعل ما عليك واترك الباقي لله وحده سبحانه وتعالى وسيتكفل بحل مشاكلك، وإنما تكررها في كل حين، إنه حقا حينها مضيعة للوقت وهدر للطاقة، ومضايقة لغيرك أيضا”.
اقرأ أيضا: قصص للاطفال لعمر سنتين قصص جميلة قبل النوم
القصــــــة الثالثـــــة:
كان هناك بائعا يحمل بكل صباح الملح على ظهر حماره، ويضطر للمرور بوسط نهر صغير من أجل الذهاب للسوق؛ وذات يوم تعثر الحمار وسقط في المياه مما جعل المح الذي يحمله على ظهره يذوب، ويخف الحمل عليه.
اتخذها الحمار من يومها حيلة ليخفف بها الأثقال من على ظهرها، وبكل مرة يجعل صاحبه البائع يخسر الكثير من الأموال بسبب تعثره المقصود بالمياه وسقوطه بها.
وبيوم من الأيام قرر صاحبه يعلمه درسا قاسيا، فحمل فوق ظهره الإسفنج بدلا من الملح، فبدلا من أن يخف عليه الحمل ثقل، وبالكاد استطاع الحمار الخروج من المياه بعد التعثر بداخله كثيرا من المرات.
ومن يومها لم يتعثر الحمار مرة أخرى بداخل المياه حتى لا يثقل عليه الحمل، وعاد صاحبه لتجارة الملح من جديد دون خوف من أفعال حماره الذي تعلم الدرس.
الهدف من القصـــــــــة:
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
اقرأ أيضا: قصص للاطفال عن التعاون الصفة الخلقية السامية، من أجمل القصص لا تفوتها