أهم من قراءة القصة نفسها أن تكون هادفة ومفيدة وبالتأكيد ممتعة وشيقة لتحفيز طفلكِ على التطلع لإكمالها ومعرفة نهايتها، وتطلعه لقراءتكِ التالية لقصة جديدة بها مغزى مفيد آخر، وبذلك تتمكنين من تخزين حصيلة من القيم البناءة الهادفة لا بأس بها داخل ذاكرة طفلكِ الصغير، تصاحبه طوال حياته ويتحلى بالقيم التي جاءت بها ليسمو طوال عمره.
القصـــــــــــــــة الأولى:
يروى أنه في يوم من الأيام خرج صديقان مع بعضهما البعض في رحلة برية، وأثناء سيرهما وكعادة كثيرين من البشر تشاجرا الصديقان، صفع أحدهما الآخر على وجهه صفعة قوية، حزن الآخر وأصابه وجع في قلبه، فأكمل مسيرته دون أن يتفوه بحرف واحد لصديقه، ولكنه قبل أن يسير معه في دربهما خطوة واحدة كتب على الرمال: “اليوم صديقي صفعني على وجهي بشدة”!.
وأثناء مواصلتهما للمسيرة، شاهدا بحيرة على مقربة منهما، شربا واستحما بها ليبردا من شدة حرارة جسديهما، ولكن الصديق الذي تم صفعه من صديقه الآخر علق بالوحل، ولم يستطع إخراج نفسه، وشرع الوحل بابتلاعه شيئا فشيئا، سارع صديقه على الفور بإخراجه من المستنقع وإنقاذ حياته.
كتب الصديق الذي تم صفعه وإنقاذه على صخرة قبل رحيلهما: “اليوم أنقذني صديقي وأنقذ حياتي من موت محتوم”.
تعجب صديقه وسأله للتو: “لم عندما أسأت التصرف معك وصفعتك، كتبتها كذكرى على الرمال، وعندما ساعدتك كتبتها كذكرى على الصخرة؟!”
أجابه صديقه: “الأولى كتبتها على الرمال ليسهل محوها من ذاكرتي كحال الرمال إذا هبت عليها الرياح لا يبقى شيئا مكتوبا بها بعد ثوان معدودات من كتابتها؛ ولكن عندما أنقذت حياتي كتبتها على الصخر حتى تخلد في ذاكرتي ولا يمكن لأي شيء محوها مهما مر الزمان على الكتابة التي على الصخر فلا يمحوها أبدا”.
اقرأ أيضا: قصص للاطفال لعمر سنتين قصص جميلة قبل النوم
القصـــــــة الثانيـــــــــة:
في يوم من الأيام كان هناك خمسة من الطلاب الجامعيين، ذهبوا سويا للاحتفال وقد تناسوا تماما أمر الامتحان المقرر عليهم باليوم التالي ليوم احتفالهم، وجاء اليوم الذي به الامتحان، كانوا على علم جيد به ولكنهم لم يستعدوا له على الإطلاق.
تعاونوا وساندوا بعضهم بعضا في التفكير في خطة للخروج من مأزق الامتحان بأقل الخسائر؛ كانوا في حاجة ماسة لدرجاته للارتفاع بمستوياتهم في الامتحان النهائي لعامهم الدراسي، لذلك فكروا في حيلة تمكنهم من تأجيل الامتحان لحين الاستعداد جيدا له والحصول على درجات قيمة به.
عهدوا لتلطيخ أنفسهم بالوحل والهباب وما إلى ذلك، وتوجهوا مباشرة لعميد الجامعة، وأخبروه أنهم كانوا ليلة أمس بحفل زفاف لأحد من أقاربهم المقربين، وأنه حدث لهم حادث بسيط توقفت السيارة إثره نظرا لانفجار أحد إطاراتها، مما جعلهم مضطرين لدفع السيارة مسافة طويلة للغاية، وأنهم منهكين ولا يقدرون على أداء الامتحان حيث أنهم غير مهيأين نفسيا ولا جسديا لأجله.
قرر العميد إلغاء الامتحان نظرا لحالتهم، ولمدة كافية كانت أسبوع كامل حتى يتمكنوا من مراجعة ما ذاكروه من قبل واستعدوا به، فرح الطلاب واستعدوا استعدادا كاملا من أجل امتحانهم؛ وبيوم الامتحان قرر العميد وضع كل واحد منهم بقاعة منفصلة عن الآخر، لم يبدوا أي اعتراض فكل منهم استعد جيدا لامتحانه، وبورقة الامتحان كانت المفاجأة القاتلة، امتحان كل واحد منهم مكون من سؤالين اثنين:
ما هو اسمك؟!
وما نوع ومكان الإطار الذي انفجر بالسيارة بالتحديد؟!
اقرأ أيضا: قصص للاطفال عن التعاون الصفة الخلقية السامية، من أجمل القصص لا تفوتها
القصـــــــة الثالثــــة:
في إحدى الغابات شعر بالجوع الشديد ملكها (الأسد)، فخرج من عرينه يبحث عن الطعام ليسد به جوعه؛ لمح من على بعد أرنبا وعلى الفور لحق به واستطاع الإمساك به، ولكنه ما إن أصبح الأرنب بقبضة يده وقرر التهامه، رأى من بعيد غزال جميل، فقرر إفلات الأرنب النحيل الهزيل من يده واصطياد الغزال العملاق الذي سيشبع جوعه الشديد.
ترك الأرنب من يده ولحق الغزال، ولكن الغزال كان سريعا كفاية واستطاع الهرب من الأسد، وبالتأكيد الأرنب الصغير ما إن أعطاه الأسد فرصة للفرار بحياته هرب على الفور لمخبئه الصغير.
شعر الأسد بالندم الشديد على طمعه، فطمعه لم يغنه من جوع، وظل جائعا طوال اليوم ولم يسد جوعه.
اقرأ أيضا: قصص للاطفال الصغار قصة الطفل الأمين بها مبادئ وصفات رائعة يتعلمها الطفل