قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الرابع
قصص قبل النوم رومانسية طويلة
ومازلنا في طيات قصتنا الشيقة والممتعة، القصة التي تجسد حالة الحب الصادق، وأن الله سبحانه وتعالى ينصر من يصدقه ويعينه على قضاء أمره أيضا.
من قصص قبل النوم رومانسية طويلة:
رجوع العاشق المجنون الجزء الرابع
لقد حدث ما لن أكن أتوقعه نهائيا، لقد فوت قطاري وبه كافة متاعي، حتى أنني لا أملك جواز سفري، عقدت النية ألا أسبب متاعب حتى لا أقع في مصائب؛ ولكنني لم أسلم بالفعل فقد واجهت متاعب كثيرة، ولم أجد أحدا ينقذني منها غير الشاب نفسه.
والقطار التالي بصباح اليوم التالي، لا يوجد معي ملابس ولا متاع، حاولت إيقاف سيارة لأصل بها، ولكن السيارة الوحيدة التي توقفت لأجلي كانت سيارة الشرطة؛ ارتجل منها الشرطي يريد جواز السفر، ولكنني لا أمتلكه، لسوء حظي لا أجيد الفرنسية وهو لا يجيد الإنجليزية.
هم بأخذي للمغفر، وهنا ظهر الشاب وادعى أنني زوجته، كن يجيد الفرنسية ويتحدث بها مع الشرطي بلباقة، صدقه الشرطي وأطلق سراحي، لم أدري لما عاملته بقسوة شديدة…
لم تلاحقني في كل مكان أذهب إليه، اعلم جيدا أنني لست من الفتيات التي تظن أنهن سهلات وهكذا…
صرخ في وجهي قائلا: “أهذا جزائي، لقد أنقذتكِ للتو من السجن، ما بالكِ؟!، وأنا لا ألاحقكِ احمدي الله أنني وجدتكِ بطريقي وإلا لكنتِ في خبر كان”.
حقيقة بعد صدق كلامه لم أشأ أن أتحدث معه بهذه الطريقة مجددا، لذلك قدمت له اعتذاري على سوء تصرفاتي معه؛ أكملت معه مسيرتي، وأثناء طريقنا للحاق بالرحلة وأصدقائنا من جديد اضطررنا للبيات بنفس الغرفة.
لم أقبل الوضع مما جعلني أخرج لأجد مكانا صغير بجوار منزل أجلس فيه، كدت أتجمد من شدة البرد القارص.
ما إن سمعت صوت خطواته التي اعتدت عليها دوما لا أعرف لما أصاب قلبي الفرح والسرور، لقد تغاضى عن الغرفة الفخمة والتي دفع فيها الكثير من الأموال لعدم تركي بمفردي في مكن مثل ذلك، حتى ليكون أماني ببلاد غريبة عني.
جلب معه الطعام والشراب، ولكني تظاهرت بالكبر وعزة النفس، لم أشأ أن أجعله يشعر بضعفي وأنني أبيت الغرفة الدافئة حتى لا أكون معه بمفردنا، والآن فرحت بعودته لقضاء الليلة معي بشدة البرودة هذه.
ولكن سرعان ما تواتر علينا تساقط الثلج من كل مكان، أبيت طعامه بدافع كبري وشرابه، من أول اليوم لا طعام ولا شراب، شعرت بثقل بكل أطرافي ولم أدري بنفسي إلا في الصباح الباكر لليوم التالي.
أول ما استيقظت وجدت نفسي أرتدي من ثيابه، جن جنوني ولم تراودني إلا الأفكار السيئة، ظننت أنه قد فعل بي الفاحشة وخاصة أنني أرتدي ملابسه وأشعر بحمى بكامل جسدي؛ بالكاد استطعت الحديث معه…
كيف جئت لهنا؟!، كانت نفس الغرفة التي أبيتها مسبقا، تحدثت معه بنبرة تحمل الكثير من المشاعر.
عاد لمزاحه الدائم…
الشاب: “لقد أحضرتكِ هنا، لقد كنت البارحة في حالة يرثى لها”.
بصراحة ماذا حدث بيننا؟!، لقد كانت ملابسنا مختلطة ببعضها البعض وكأن كل ظنوني بمحلها.
الشاب: “لقد حدث ما قدر أن يحدث بيننا، لقد توحدت أرواحنا”.
بالتأكيد تمازحني، بعينين تملأها الدموع.
الشاب: “ولم أمازحكِ، ألا ترين الحقيقة كاملة في عيوني؟!”
بالتأكيد تمازحني، أرجوك لا تقل إلا الصدق، ماذا حدث معي؟
الشاب: “كما تريدين، إن كنت كاذبا، وعيناي كاذبة أيضا، فماذا تقولين في علامات الحب هذه”، فتح عن قميصه وقد كان كامل جسده مطبوعا بقبلاتي، ترك أثرها أحمر الشفاه!
انهرت من البكاء، ولم أدري بحالي إلا وصوتي مرتفع ولا أدري ماذا أفعل، ولم تذهب أفكاري إلا في التخلص من كل حياتي، ومن العار الذي وصمت به للأبد، ووصمت به أهلي معي.
صرخ في وجهي، فقد كان يتحدث معي طوال الوقت ولكنني لم أكن مصغية له…
الشاب: “أعلم جيدا ماذا تعتقدين أني، بالتأكيد تقولين شاب فاسد، أتلفت أخلاقه البلاد الأجنبية، ولكنني لسنت كذلك، إنني مسلم حقا، فعلا وقولا؛ لقد كنتِ مبللة للغاية بفعل الثلوج ليلة أمس، فاضطررت لتبديل ملابسكِ حتى لا تمرضين، وجاءتكِ حمى شديدة جعلتكِ تهلوسين طوال الليل، ومن طبعي المزاح وخاصة عندما وجدتكِ تظنين في هكذا، أردت أن أمازحكِ”.
ارتميت في حضنه من شدة الفرح….
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الأول
قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الثاني
قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الثالث