قصص واقعية بنات الخرطوم بعنوان لن أخذلك يا أبي ولو خسرت الدنيا بأسرها
قصص واقعية بنات الخرطوم
الحياة مليئة دوما بالعقبات، عقبات تعجز عن تحملها أي نفس بشرية، دائما ما نوضع باختبارات قاسية وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد أعدنا لها مسبقا، وعلى قدر الإيمان بالقلب يوضع البلاء على الأرض، ولكن ليس كل منا اجتاز الاختبار بالابتلاء كما أراد منه خالقه، فكثير منا أخفق وانساق خلف ضعف نفسه البشرية.
لن أخذلك يا أبي ولو خسرت الدنيا بأسرها
فتاة في العشرين من عمرها تسكن الخرطوم، كانت تعيش مع والدها الذي أصابه مرض خطير كاد أن يودي حياته، كان لها أخت واحدة متزوجة والتي قامت ببيع كافة حليها من أجل مساعدة أختها في علاج والدها باهظ الثمن، كان الوالد يتلقى جرعات كيماوي من أجل الحد من انتشار مرضه.
اضطرت الفتاة للعمل في إحدى المقاهي ذات المستوى، ومن أول يوم عملت به لاحظت نظرات شاخصة من صاحب المقهى والذي كان ثريا، كانت الفتاة لا تدخر جهدها في العمل الطويل من أجل مرتب شهري، كان بالكاد يغطي مصاريف أسبوع واحد.
وبيوم من الأيام اشتكت لها أختها من قسوة معاملة زوجها معها وشكوكه الدائمة بها، لقد كان دائما يحاسبها حساب الملكين على أمواله التي يضعها بمنزله، وعندما اعترفت له أنها تساعد بها والدها المريض، هددها بطلاقها وأخذ أولادها الصغار منها إن لم تكف عن ذلك.
اقترحت أختها عليها أن تقترض المال من صاحب العمل، ولكن الفتاة ترددت كثيرا وخاصة بعد الإشاعات الكثيرة التي كانت منتشرة عنه بالمكان، وفي النهاية ولشدة حاجتها وضيق الحال قررت أن تقترض منه مبلغا بسيطا للغاية يكفي لجلسة الكيماوي المتبقية قبل موعد إجراء العملية، وبالفعل قبل أن تكمل طلبها كان قد أخرج المال وأعطاها إياه بنفس راضية وكأنه كان ينتظر منها ذلك الطلب منذ زمن بعيد.
فرحت أختها كثيرا بفعلة صاحب العمل، لذلك طلبت منها أن تقص عليه قصة والدهما المريض إذ أنه الخير الكثير بقلبه وربما ساعدهما دون مقابل، ولكن الفتاة على الرغم من صغر سنها إلا أنها كانت واعية لما حولها، وكانت على دراية كاملة بشخصية من تتعامل معه.
كانت الفتاة من مخطوبة من شاب من نفس مدينتها الخرطوم، ولكنه سافر خارج البلاد من أجل العمل، كان قد خطبها واشترى من أجلها الكثير من الذهب؛ كان الحل الوحيد للفتاة أن تقوم ببيع ذهبها لإجراء العملية الجراحية لوالدها، وبالفعل أجريت العملية لوالدها وبدأت حالته الصحية في الاستقرار والتحسن، ولكن سرعان ما عاد خطيبها من الخارج، وأول ما لمح يدها خالية من الذهب سألها عنه.
اضطرت الفتاة لمصارحته بكل ما حدث معها، أسمعها أسوء الكلمات وطالبها برد أمواله عليه، وأخبرها بأنه لم يتغرب ليشقى ويعاني الكثير بالخارج لأجل أن تبدد أمواله وتعبه وكده، علمت الفتاة ألا خير فيه، هددها بأن يفضحها إن لم ترجع له أمواله، وعدته الفتاة برد أمواله بالصباح وخاصة عندما أخبرها بأنه سيذهب لوالدها ليهين كرامته أمام الجميع.
لم تجد الفتاة أمامها سوى صاحب العمل، فذهبت إليه ترجوه وتتوسل إليه ليساعدها، كانت كلما تذكرت والدها المريض وحالته الحرجة اندفعت خطوة للأمام متوسلة لصاحب العمل، اتصلت عليه حيث أنها لم تجده بالمقهى، فأجابها أنه بمنزله يريدها أن تأتي إليه، لم تكن للفتاة طريقة للنجاة غير هذه الطريقة، لقد كانت يائسة من كل الحياة، وعلى الرغم من كل ذلك كانت تدعو الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيدها ولا يردها خائبة، كانت تدعوه ليقف بجانبها وخاصة أنها تعلم أن من تذهب إليه وحش مفترس ذو أنياب.
وما إن وصلت دعاها لتدخل منزله ولكنها امتنعت، في النهاية قرر أن يصارحها بنيته السوداء وماذا يريد منها بالفعل، لقد ساومها بأن أعطيها كل الأموال التي تريد وأكثر منها بكثير مقابل أن تمكنه من نفسها؛ اعترضت الفتاة بشدة ولكنه شرع بكل لحظة تذكيرها بحالة والدها ومدى خطورة الموقف عليه عندما يعلم أن خطيبها قد فارقها ويريد أمواله أيضا، سألها ماذا ستخسرين أكثر مما خسرتِ؟!، ألا تريدين إتمام علاج والدكِ؟!، أم تريدين الموت لوالدكِ؟!
لقد كان يؤثر عليها بالسلب حتى يتمكن من جعلها تسلم إليه نفسها بكل رضا، أمسك بيدها وجعلها تسير معه، كانت تتقدم خطوة وتتأخر خطوتين والدموع تسيل من عينيها، وبنفسها لا تقول إلا يا رب أعني وسدد خطاي، وقبل أن تدخل منزله وقد أعد عدته واستعد بكامل طاقته لقضاء الليلة معها، يدق جرس هاتفها ليخبروها بالمستشفى أن والدها قد فارق الحياة، صرخت الفتاة وركضت بعيدا عن من أراد بها السوء وأراد أن يفعل بها الفاحشة.
اقرأ أيضا:
4 قصص واقعية زواج المسيار ونتائجه الوخيمة في أغلب الأحيان
قصص واقعية حزينة ومؤثرة لن تندم مطلقا على قراءتها
3 قصص واقعية حقيقية قديمة من الروائع