قصص سودانية من الواقع بعنوان الرجل السوداني الذي أبهر أمراء الخليج بأخلاقه
قصص سودانية من الواقع
عندما يستوطن بقلب عبد الإيمان بالله فإنه يشعر دائما بالتصالح مع الذات، لا يرقب إلا الله سبحانه وتعالى ولا ينتظر الجزاء إلا منه ولا من أي أحد مهما عظم شأنه بالدنيا.
القصـــــــــــــــــــة
ضابط وقع عليه الاختيار ليرافق أحد الأسر المالكة لإحدى الدول الخليجية لأداء مناسك الحج، إذ أنه وأربعة آخرون معه سيقومون بحماية من معهم من النساء؛ لقد كان يدعو بها الله سبحانه وتعالى لما يعلمه من الخير الكثير والعطايا بهذه الرحلة.
يقول الضابط لا يمكنني أن أتكلم عن مدى العطايا والتوصيات في المأكل والمشرب، في كيفية الطواف والسعي، مميزات بكل شيء؛ ولكنه بظهر اليوم المصادف لرمي الجمرات كنت الشمس عالية والجو يعم به الأمان والاطمئنان، وما إن اقتربنا من الوصول لوجهتنا وجدت السماء تسود والأمطار تهطل بغزارة شديدة، هممت لرجل باكستاني وجدته بالطريق ومعه غطاء بلاستيكي، أعطيته 200 ريال سعودي لأحصل عليه، والرجل خاف ألا يتقبل الله سبحانه وتعالى منه حجته لأنه قد اشتراه بثمن 20 ريالا وقد أخذ من الضابط 200، طمئنه الضابط وأخبره ألا عليه.
سار الضابط ومعه ستة من نساء الأسرة المالكة حتى وجد بطريقه سيارة إسعاف، وقف الضابط بوجهها فاضطر سائق سيارة الإسعاف من الوقوف رغما عنه، أشار الضابط له بأن يمهله دقيقة واحدة من وقته، وبالفعل فتح السائق نافذة السيارة بقدر 2 من السنتيمترات، أخبره الضابط بأن معه نساء ويريد منه أن يقلهن في طريقه، أخبره السائق بأن معه حالتين بين الموت والحياة وأنه لا يمكنه المجازفة بهما، الضابط أخبره بأمرهن وأنهن من أسرة ملكية، ولكن السائق اعتذر فحياة الناس أهم وفوق كل اعتبار.
كانت إحدى النساء قد رأت مكانا على جبل منى، فعندما عاد الضابط إليهن ليخبرهن برفض السائق مساعدتهم نظرا للحالات التي معه بالسيارة ومدى حالتهما الحرجة، أشارت عليه إحداهن بأن يصعد للجبل ويعطي أي من الأموال لمن بداخل هذا المكان ليخرج منه ويصعدن هن بدلا منه، لقد كان مكانا مغطى من الجوانب الأربعة، كانت الأمطار تهطل عليه ولكن دون أن تمس من بداخله، وقد كانت الأمطار بكل لحظة تزداد أكثر من السابق درجة أن المياه صارت تصل لمنتصف الساق.
وبالفعل صعد الضابط بجبل “منى” وإذا به يجد بالمكان رجلا سودانيا، استأذنه في المكان، فرحب الرجل السوداني بالضابط، ولكن الضابط أعلمه أنه يريد منه المكان كاملا ويعطيه من الأموال ما يريد، ثار الرجل السوداني في نوبة غضب منه: “ولكني لا أريد أن أخرج منه، إذا كنت تريد أن تحتمي بداخله مثلي فتفضل”.
ومازال الضابط مصرا على رحيل الرجل السوداني من المكان بالخارج، فأخرج من جيبه كل الأموال التي بحوزته وقد كانت 8000 ريال سعودي، غضب الرجل السوداني منه بالكامل فأخبره: “لا أريد منك أي أموال، وحتى أنني بالداية عرضت عليك أن تبقى معي، ولكني الآن لا أريدك أن تدخل المكان من الأساس”، لقد كان المكان ضيقا من الأساس، ولكن الرجل السوداني ضايقه أسلوب الضابط في التحدث معه.
رجع الضابط للنساء وأخبرهن بما حدث مع الرجل السوداني، ولكن النساء خيرن الضابط بين حياته وإقناع الرجل السوداني بترك المكان لهن، كما أنهن هددن الضابط بالمشاكل الكثيرة التي من الممكن أن يقع بها إن لم ينفذ مطالبهن؛ عاد الضابط من جديد للرجل السوداني والذي أول ما رآه انصب عليه الغضب من جديد.
كان الضابط بهذه المرة يشعر بالضيق بصدره، فقد أصبح بين نارين، من جهة السوداني يرفض التخلي عن مكانه والذي في هذه الظروف مأمنه الوحيد من الأمطار ومن أخطار جسيمة أيضا، ومن جهة أخرى تهديدات نساء الأسرة المالكة له.
سالت الدموع من عيني الضابط: “أسألك بالله يا أخي إن معي نساء”، فاستحلفه السوداني على صدق كلامه، وهل حقا برفقته نساء؟!
فأجابه الضابط بالإيجاب، حمل الرجل السوداني حقيبته وحاله ورحل من المكان على الفور دون التفوه بكلمة واحدة؛ تعجب الضابط من أمره وهم خلفه ليعطيه الأموال التي عرضها عليه بالفعل مسبقا ولكنه أبى واستكمل طريقه؛ وعندما أخبر الضابط النساء عندما سألنه عن ذلك أن الرجل امتنع عن أخذ الأموال، طلبن منه أن يذهب إليه ويأتي باسمه وإقامته حتى يكافئنه على جميل صنعه، لحقه الضابط ولكن الرجل السوداني استنكر عليه ملاحقته له، فثار الضابط غاضبا في وجهه ألا تعلم من معي من الخلق، إن من معي يتمنون آخرين مجرد التقاط صورة واحدة برفقتهم، وأنت لا تريد منهم شيء؟!
الرجل السوداني: “أنا وإن كنت تركت المكان فلم أتركه لهن بل تركته للرحيم الرحمن”، ورحل.
اقرأ أيضا:
4 قصص واقعية زواج المسيار ونتائجه الوخيمة في أغلب الأحيان
قصص واقعية حزينة ومؤثرة لن تندم مطلقا على قراءتها
3 قصص واقعية حقيقية قديمة من الروائع