وما زلنا نعيش في أجواء قصتنا الجميلة الشيقة والمليئة بالأحداث المثيرة عن أحوال قلوب العاشقين من الجن والبشر…
“حلم ليلة منتصف صيف” الجزء الثاني
بتلك الليلة بالغابة تحت ضي القمر، وبمكان فسيح يملأه العشب الأخضر المتلألئ تحت ضوء القمر تقابل الملكان، الملك “أوبرون” والملكة “تيتانيا”…
الملك أوبرون: “يا له من لقاء مشئوم يا أيتها المغرورة المتكبرة”.
الملكة تيتانيا: “انظروا من يتحدث؟!، إنه أبورون اللئيم؛ لقد فسد كل شيء وتعكر مزاجي الحسن بمجرد رؤياك أيها المتغطرس، هيا بنا لنتحرك ونبحث لنا عن مكان أفضل لم يسوء بالموجودين به بعد”.
الملك أوبرون: “تيتانيا بيدكِ تنهي المشاحنات والخلافات التي بيننا، بكلمة واحدة منكِ ويعود كل شيء كما كان، يعود كل شيء إلى طبيعته، يعود أوبرون حبيبكِ وتابعكِ المخلص المطيع، كل ما يلزمه الأمر منكِ أن تعطيني الغلام الهندي أجعله فارسا لي”.
الملكة تيتانيا: “لن أعطيه لك وإن أعطيتني مقابله كل مملكتك، لن تحصل عليه ولو دفعت لي حياتك ثمنا لذلك، ألم أقل لكم جميعا لننطلق؟!”.
الملك أوبرون: “سأجعلكِ تندمين أشد الندم على فعلتكِ هذه أيتها المغرورة”.
على الفور استدعى الملك “أوبرون” جنيه المفضل “باك”، وذاك الجني الأشهر شرا دونا عن الباقيين، كان “باك” يفعل أفعال جسيمة بكل من حوله سواء من البشر أو حتى الجن عشيرته، كان ينزع القشدة عن اللبن في كل صباح من الفتيات، كان يمنع الجعة من التخمير، كان يفسد الرحى فيضيع عمل ربات المنازل هباء، كان إذا شرب أحدهم الماء جعله ينسكب على وجهه، كان إذا ذهب أحد بطريق ما يجعل مصيرهم إلى غير وجهتهم ليتوهوا ويقضون الليل بأكمله يسيرون في حلقة متصلة دون وصولهم لهدفهم المنشود، كان إذا هم أحدهم بالجلوس على كرسي جذب الكرسي من أسفله فإذا جلس يسقط على الأرض، كانت هوايته المفضلة الضحك على الآخرين علاوة على أذيتهم أيضا.
الملك أوبرون: “أريد منك أن تحضر لي زهرة البانسي البري، والتي إذا وضعت قطرة من رحيق هذه الزهرة الأرجوانية اللون على عيني شخص نائم وقع بحب أول ما ينظر إليه فور استيقاظه من النوم؛ أريد أن أضع بضعة قطرات من رحيقها على عيني تيتانيا أثناء نومها لتقع في حب أول شيء تقع عينيها عليه، أسدا أو دبا أو ذئبا أو قردا قبيح الشكل أو حتى نسناسا ضالا لطريقه”.
وما إن ذهب الجني “باك” في سبيل إتمام مهمته مر “ديمتريوس” من نفس المكان بالغابة وخلفه “هيلينا” تتبعه وتخبره كم أنها تحبه، وأنها ضحت بالكثيرين لأجله، وكم أنها لا تقوى على عيش الحياة دونه، تذكره بوعوده لها ووعوده بالزواج منها، ترجوه وتتوسل إليه والدموع تغرق عينيها، ولكن “ديمتريوس” بكل جفاء يخبرها بأن وعوده لها لا تعد شيئا ولا تمثل سوى بضعة كلمات لا قيمة لها بواقع الحياة، ويبين لها أنه سيتزوج من “هيرميا” مهما كلفه الأمر.
كل ذلك كان أمام الملك “أوبرون” الذي أشفق على حال المسكينة “هيلينا” التي كانت تترجاه من أجل حبها الذي أسر قلبها له؛ لذلك أول ما عاد الجني “باك” بالزهرة الأرجوانية طلب منه أن يتبع “ديمتريوس” ويضع على عينيه قطرتين من رحيق الزهرة، فإذا استفاق من نومه وجد “هيلينا” أمامه فوقع في حبها بقدر ما تحبه هي.
وبينما كان يبحث الجني “باك” عن “ديمتريوس” بأنحاء الغابة وجد “ليساندر” نائما فاعتقد أنه الشخص الذي يبحث عنه، لذلك قم بوضع القطرات على عينيه، وأول ما استفاق “ليساندر” من نومه وجد أمامه “هيرميا” التي تتجول بالغابة كالمجنونة تبحث عن حبيبها، فوقع بحبها بدلا من حبيبة عمره “هيرميا” بتأثير المفعول السحري للزهرة الأرجوانية.
استيقظت “هيرميا” من نومها لتجد حبيبها “ليساندر” قد ذهب وتركها، فقامت من مرقد نومها لتبحث عنه بأرجاء الغابة؛ وعندما عاد الجني “باك” ليخبر ملكه “أوبرون” عما فعله اكتشف الخطأ الفادح الذي فعله دون قصد منه، لذلك عاد مرة أخرى وبحث عن “ديمتريوس” ووجده نائما فوضع قطرات الزهرة على عينيه، وأول ما استفاق الثاني من نومه وقعت عيناه على “هيلينا” فوقع بحبها…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص شكسبير قصيرة مترجمة بعنوان حلم ليلة منتصف صيف الجزء الأول
شكسبير والطاعون من سلسلة أعرف قصة حياة كاتب
شكسبير والملكة اليزابث من سلسلة أعرف قصة حياة كاتب
قصة حياة الكاتب الإنجليزى وليام شكسبير وأنتقاله إلى لندن