قصص الأنبياء حبيب الله محمد سيد ولد ابن آدم صل الله عليه وسلم الجزء الأول

أجيالنا ما بين ما قبل البلوغ وحتى مقاربة الثلاثين نجدهم يعيشون حياة تخيلية، حياة تبعد كل البعد عن الواقع، والواقع الوحيد الذي يوقنون به، هو صراعات الأب مع الأم، والتي تتمثل في مكائد الأم للعمات والأعمام، ودسائس الأب للخالات والأخوال.

وكل ما هو مفترض بهم أن يعرفوه عن دينهم لا يتمثل إلا في الحجاب الذي تضعه الأم وتغطي به شعرها، وصلاتها ببيتها، وأحيانا صلاة الأب بالمسجد إن كان يصلي، ومن شديد العجب تعجب الآباء نفسهم ولومهم لأبنائهم عندما يجدونهم لا يفقهون شيئا عن دينهم، فأين تأسيسك أيها الأب الكريم وأيتها الأم الحنون لأبنائك؟!

لا يلام الأبناء في جميع الأحوال عن تقصير تسبب به الآباء منذ البداية، فكلنا سيسأل أمام الله سبحانه وتعالى عن أمانة وضعها بين أيدينا، فكيف سيكون الجواب حينها؟

مولد وحيــــــــــــاة خير الأنام صل الله عليه وسلم الجزء الأول

قبل مولد الرسول صل الله عليه وسلم كانت هناك أخبار منتشرة عند أهل الكتاب أنه بهذا الزمان سيولد نبي آخر الزمان، لذك قبل مولده الشريف صل الله عليه وسلم أرسل كسرى للنعمان بن المنذر يسأله عن خبر مولد وظهور نبي آخر الزمان، فبعث النعمان بن المنذر لكسرى شخصا يدهى عبد المسيح وقد كان على دراية بالكتب وما نحوها، وعندما وصل عبد المسيح أخبر كسرى بأن له خالا بالشام يسمى سطيح، وهو يعتبر من أمهر الكهنة، فطلب منه الذهاب إليه ومن ثم يأتيه بالخبر اليقين.

وبالفعل ذهب عبد المسيح لخاله سطيح بالشام، وقد كان على فراش الموت، تأتيه سكرات الموت ثم يفيق منها، وقبل أن يأتيه عبد المسيح ويسأله عن الخبر أفضى وقال: ” جاءكم عبد المسيح على جمل مشيح، أرسلك ملك بني ساسان ليسأل عن ارتجاس الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة وظهر صاحب الهراوة (سيدنا محمد صل الله عليه وسلم)، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، فليس الشام لـسطيح شاما، ولا مقام العراق لكسرى مقاما، يملك منهم ملوك وملكات عدد الساقط من الشرفات، وكل ما هو آت آت، وفاضت روحه”.

ورؤيا الموبذان هي تلك الرؤيا التي حركت كسرى للسؤال والتقصي عن ظهور نبي آخر الزمان، حيث كان الموبذان عالم جليل لدى الملك كسرى، وكن قد رأى بمنامه رؤيا سببت له أرقا شديدا، فأفاض بها على ملكه، فقال: “لقد رأيت إبلا صعابا (بمعنى إبلا ضخمة للغاية)، تقود خيلا عرابا (بمعنى خيلا عربية)، رأيتها قد قطعت دجلة وانتشرت ببلادنا (بلاد الفرس والتي قائدها وملكها كسرى).

أما عن مكة حينها فالسيدة آمنة بنت وهب تحمل بالنبي صل الله عليه وسلم، وتتلقاه على يديها بيوم ولادته الشفاء أم سيدنا عبد الرحمن بن عوف، وقد قيل عنها أنها أول امرأة دخلت في الإسلام بعد السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها.

ويقال أيضا أن الشفاء قد سمعت صوتا يقول “يرحمك الله” عندما استهل المولود (رسولنا صل الله عليه وسلم) فور نزوله من بطن أمه، وقد نزل صل الله عليه وسلم على يديه ورجليه الكريمتين في وضعية السجود، لقد ولد صل الله عليه وسلم مسرورا (قطع حبله السري ربانيا)، ومختونا (حتى لا يطلع أحد على عورة رسول الله صل الله عليه وسلم).

وأول مرضعة للنبي صل الله عليه وسلم كانت “ثويبة” وقد كانت خادمة عند عمه أبي لهب، وعندما أتت بالبشارة لعمه أبي لهب أعتقها لشدة فرحته وسعادته بالخبر، لذلك قد رؤي أبي لهب من قبل أحد أصدقائه الذين من الله سبحانه وتعالى عليهم بالإسلام، أنه يخبره بمنامه أن الله سبحانه وتعالى يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين جزاءا لعتقه لمن أنبأته بخبر مولد محمد صل الله عليه وسلم.

وكالعادات التي جرت على العرب حينها، أنهم يرسلون المولودين لديهم للبادية خوفا عليهم من الأوبئة وانتشارها بمكة آنذاك، ورغبة في تنشئتهم بمكان بعيد عن كل ذلك، وبخاصة جرت هذه العادة على كبار القوم؛ وصل كثيرون من بني سعد، وكانت من ضمنهم السيدة حليمة السعدية والتي جاءت مع زوجها “عبيد بن الحارث”.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص الانبياء غار ثور والهجرة الى المدينة المنورة

قصص الانبياء هجرة الرسول صل الله عليه وسلم

قصص الانبياء باختصار شديد قصة سيدنا ابراهيم وسيدنا لوط وسيدنا شعيب عليهم السلام