نعرض لكم اليوم من خلال موقع قصص واقعية واحدة من القصص التي يقصها علينا الشيخ العريفي ، و هي قصة تصف لنا جملة معروفة للكثيرين وهي ان الله يمهل ولا يهمل ، وهذه الجملة شبيهة بحكمة يعلم بها الجميع و هي ( كما تدين تدان ) ، فنتمنى ان تستفيدوا من هذه القصة و نتمنى ان تنال اعجابكم.
قصة لحظة الحق
منذ زمن بعيد كان هناك رجل يعمل جزارا ، وكانت عادة هذا الرجل ان يقوم قبل الفجر ويذهب الى متجره ويقوم بذبح الحيوانات التي سيقوم ببيع لحمها ، وبعد شروق الشمس يذهب الى المتجر ويبدأ ببيع اللحوم ، و في يوم من الايام كان الرجل عائدا من متجره الى منزله في ظلام دامس وفجأة سمع شخص ما يصرخ في احد الازقة القريبة ، فاندفع الرجل ليبحث عن مصدر هذا الصوت ، واخذ يبحث ويبحث فالصوت كان قويا ولكن الظلام كان حالك و فجأة وجد الرجل نفسه امام جثة هامدة غارقة بالدماء ومطعونة بسكين كبير.
اقرأ ايضا : قصص وعبر مؤثرة جدا بعنوان الملك وبائع الحكمة قصص من ذكاء العرب
اصيب الرجل بالصدمة ولكن في نفس الوقت وجد ان الرجل المطعون ما زال على قيد الحياة فحاول مساعدته ، فقام الجزار باخراج السكين من جسد الرجل ، وحمل الجزار الرجل وحاول الذهاب به الى منزله ليقوم باسعافة ولكن الرجل كان ينزف الكثير من الدماء ، وبعد فترة قصيرة جدا مات الرجل المطعون بين يدي الجزار وشاهد الجميع هذا المشهد فالصقوا تهمة قتل الرجل للجزار ، حاول الجزار توضيح الامر للناس و لكن دون جدو ى وتم اخذ الجزار الى السجن لكي يتم نظر امره وما هي العقوبة التي سوف يتم توقيعها عليه.
حاول الجزار كثيرا شرح ما حدث ولكن دون جدوى حتى تم توقع عقوبة الاعدام عليه ، وفي يوم التنفيذ قال الحاكم للرجل الجزار اتريد ان تقول اي شيئ اخير قبل ان تموت ، قال له الجزار نعم اريد ان اخبركم جميعا بشيء حدث منذ فترة طويلة ولم يعلم به احد ، قال الحاكم : هيا قل ما عندك ، فقال الجزار : لقد ارتكبت فعلا جريمة القتل ولكن ليس في هذا الرجل بل في شخص آخر منذ حوالي 20 عام ، فقبل هذه الفترة كنت اعمل على قارب واقوم بايصال الناس بين ضفتي النهر.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصص وعبر للعقول الراقية بعنوان دائما يكون الجزاء من جنس العمل
وفي يوم من الايام ركبت معي في القارب امرأة ومعها ابنتها ، و كانت ابنتها جميلة جدا ومن شدة جمالها دعوت الله بان تركب معي في القارب مجددا ، وبعد مرور عدة ايام اتت نفس المرأة ومعها ابنتها وحينها بدأ قلبي يتعلق بها حتى قررت بان اطلب يدها للزواج ، فذهبت الى والدها لكي اتقدم لخطبة ابنته ولكنه رفض رفضا شديدا بسبب فقري و عملي ، فانا لا اعمل سوى شخص يقوم بايصال الناس بين ضفتي النهر فيوما اكسب الكثير من المال ويوم آخر لا املك اي مال ، ولهذا قام والد الفتاة برفض فكرة الزواج نهائيا وهذا ما اصاب قلبي بالحزن و الالم.
حينها كرهت الحياة وحاولت كثيرا نسيان هذه الفتاة ولكن دون جدوى ، وبعد مرور 3 اعوام وعندما كنت اقوم بايصال الناس بين ضفتي النهر كما هي العادة ، وجدت شابة تحمل طفلا صغيرا تصعد الى القارب وتطلب ان اقوم بايصالها الى الضفة الاخرى فوافقت بحكم طبيعة عملي ، وفي منتصف الطريق الى الضفة الاخرى نظرت الى الشابة لاجدها نفس الفتاة التي كنت اريد الزواج منها ، فذكرتها بنفسي وبكل ما سبق واني حاولت كثيرا اقناع والدها بفكرة الزواج منها ولكنه لم يوافق.
و للمزيد يمكنكم قراءة : 3 قصص وعبر طريق الإسلام عن الظلم وعواقبه الوخيمة
ردت عليه الشابة بكل ادب وصوت منخفض : انا الآن متزوجة وهذا الطفل هو ابني ، وهنا تحول وجه الرجل واصبح يشعر بالغضب الشديد ولم يستطع تمالك نفسه وصرخ قائلا : كيف لكي ان تتزوجي غيري لقد كنت احبك كثيرا وحتى اليوم مازلت افكر بك ، فردت عليه الشابة : انه قدر الله الذي لم يكتب لنا ان نجتمع معا وانا الآن متزوجة من رجل آخر ، وهنا انفجر الرجل غاضبا و فعل ما لم يكن متوقع ، قام الرجل واخذ الطفل واغرقه في النهر امام انظار امه ، فبكت الام بشدة ولم يتوقف عند هذا الحد فقام واخذ المرأة وحاول قتلها ولكنها كانت تقاومه ، وبعد مرور فترة وجيزة خارت قواها فقتلها والقى بجثتها في النهر ، و ختم الجزار كلامه قائلا : علمت ان الله عز وجل سوف يأخذ حق هذه المرأة مني في يوم من الايام وحانت الآن لحظة الحق ، فقام الحاكم وامر بقطع رأس الجزار.