ومازلنا نستكمل مسيرتنا بسرد أحداث فيلم الكرتون الممتع والمعبر بصفة كبيرة للغاية ولا يمكن وصفها بطريقة لائقة بها، لكل من يريد تحقيق حلم حياته، ولكل من يريد التخلص من لحظات الإحباط التي يمر بها أثناء طريقه لتحقيق حلمه، عليه بالاستمتاع بالأحداث التي به ويمكنه حينها نسيان كل ما مر به.
راقصــة الباليه الصغيرة (الجزء الرابع)
فأنزلت عنها أوديت العصا، فسعلت فيليسي تأثرا بالعصا التي وضعت على رقبتها: “لم تتسنى لي الفرصة أن أشكركِ”.
أوديت: “وها قد فعلتِ، احظي بحياة طيبة”، ورحلت.
ولكن فيليسي مصرة على تتبعها: “عذرا ولكن من هذه الراقصة التي كانت ترقص على المسرح؟!”
أوديت: “إنها الراقصة روزيتا موري، وإنها الأفضل بكل الأوبرا”.
واستكملت فيليسي قائلة: “إنها حقا لمذهلة للغاية، والقفزة التي قامت بتأديتها خاطفة للقلوب، بالمناسبة هذه القفزة ما اسمها؟، هل أنتِ راقصة مثلها؟!”
أوديت: “إنني عاملة نظافة، أما أنتِ فمزعجة للغاية، هلا يمكنكِ الذهاب بعيدا الآن؟!”
فيليسي: “ولكنكِ أنتِ أول شخص عطف علي بهذه المدينة الكبيرة، لقد انفصلت عن صديقي المقرب الوحيد، وليس لدي أي مكان هنا لأذهب إليه، كما أنني يتيمة”.
أوديت: “أعترف لكِ إنها محاولة جيدة منكِ، ولكنني حقا أكره الأطفال وبصورة خاصة الأطفال اليتامى، أنصحكِ بأن تذهبِ بعيدا وتبحثين عن أحد أحمق غيري”!
وبنهاية هذه الكلمات حينها كانت “أوديت” وصلت فعليا للمكان الذي تسكن به، والذي كان قريبا للغاية من الأوبرا التي تعمل بها، وما إن دخلت “أوديت” حتى خرجت من الداخل امرأة عجوز شمطاء…
المرأة العجوز: “أوديت السلالم منظرها مقيت وفظيع للغاية، لدي ضيوف في الصباح ولا أرغب في رؤيتهم لها بهذا المنظر، أريد منكِ الآن أن تنظفي البناية من أولها لآخرها”.
أوديت ببؤس شديد: “لكِ ما تريدين سيدتي”.
المرأة العجوز: “إذا فماذا تنتظرين؟!”
أمسكت “أوديت” بأدوات التنظيف وجلبت الماء، وما إن استدارت حتى وجدت فيليسي بوجهها…
فيليسي: “دعيني أساعدكِ”.
أوديت: “اذهبي عن هنا”.
فيليسي: “بإمكاني التنظيف وأعتقد أنكِ تحتاجين مساعدتي، وفي الحقيقة إن التنظيف التام هو اسمي الأوسط”.
أكملت فيليسي حديثها بينما كانت تحمل عن أدويت أدوات التنظيف: “إنني صغيرة وقدماي سليمتان أما أنتِ فلا”، وهنا وضعت يدها على فمها.
نظرت أوديت للسلالم بحسرة شديدة، لقد كانت البناية مكونة من أكثر من سبعة طوابق، وكان الوقت متأخرا بالليل، وهي بالفعل كانت مجهدة لأنها أيضا تعمل عاملة نظافة بالأوبرا.
شرعت “أوديت” في السير تجاه البناية بالداخل، وعندما وصلت لأول سلمة التفتت لفيليسي سائلة: “ألن تأتي؟!”
ابتسمت فيليسي وعلى الفور ركضت تجاهها، قالت بصوت منخفض: “أوه هناك الكثير من السلالم فعليا”.
وشرعتا سويا في العمل الجاد، وبينما كانت تعمل “فيليسي” لم تتوقف عن سؤال أوديت عن كل شيء بالرغم من تحذير أوديت لها ألا تسأل عن شيء، ولكنها كانت طفلة تعشق الفضول ومعرفة كل شيء حولها….
فيليسي: “هل أنتِ مدبرة هذا المنزل؟!”
أوديت: “نعم؛ ويمكنكِ البقاء معي ريثما تقفين على قدميكِ بباريس بشرط واحد أن تكفي عن أسئلتكِ”.
فيليسي بفرحة بالغة: “كم من الوقت يمكنني البقاء معكِ؟”
أوديت وقد فتحت عينيها من التعجب: “لقد كان هذا سؤالا”!
فيليسي: “بالمناسبة من هذه الساحرة العجوز؟!”
أوديت: “إنها (لوجين لو أو) مالكة هذه البناية، وبالمناسبة إنها تأكل الأطفال الصغار ذوي قصة شعر ذيل الحصان” كانت تمزح معها لتضحكها.
وتوالت أسئلة فيليسي التي لا تنتهي أبدا، أما عن أوديت فكانت تجيبها عن كل أسئلتها حتى جاء حديثها عن…
فيليسي: “أتعلمين أوديت أنني هربت من ملجأ الأيتام حتى أتمكن من تعلم الرقص بالأوبرا؟!”
أوديت وقد استشعرت كلامها بقلبها جديا: “حقا أفعلتِ ذلك؟!”
فيليسي: “نعم لقد فعلت ذلك، أوديت إنكِ تعملين بالأوبرا ألا تعرفين أحدا يمكنه مساعدتي؟!”
أوديت: “فيليسي لا تعتمدي على ذلك”.
فيليسي وقد تركت فرشاة التنظيف من يدها، ووضعت يديها على خدها: “ما فعلته الراقصة ليلة أمس لقد كان رائعا ومذهلا للغاية، إنني أعشق الرقص، أتحبين الرقص أوديت؟!”
تنهدت أوديت بحزن عميق، فأكملت فيليسي عندما رأت الحزن على وجهها: “أهذا لأنكِ عرجاء؟!”
نظرت للجهة الأخرى أوديت في محاولة منها لإخفاء دموعها، وفي هذه اللحظة….
يتبــــــــــــع