ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة والشيقة والمليئة بأسمى معاني التضحية والوفاء من أجل البر بالوالدين حتى وإن كان الوالد أعمى والأم راحلة عن الحياة.
ابنة الأعمى الجزء العاشر
في هذه الأحيان كانت “تشانج” تقف وتتطلع للقمر وتسأل نفسها في حزن وأسى: “من المؤكد أن يكون هذا القمر يشع نورا على قرية والدي، يا ترى هل ينظر والدي للقمر مثلي بعينين تبصرين؟! أبي كم إنني مشتاقة لأراك من جديد”، وسالت الدموع من عينيها.
في هذه اللحظة قدم الحاكم زوجها مستاء لحالتها وحزين لأجل حزنها، فسألها بقلب يملأه الأسى: “لم تبكين يا حبيبتي؟!”
تشانج بتردد: “لا شيء يا ملاي الحاكم”.
الحاكم: “إن ملامح وسمات الحزن والبكاء تبدو على وجهكِ الجميل، فأرجوكِ أن تخبريني”.
تشانج: “إنني كنت أفكر فقط يا مولاي”.
الحاكم: “وبما كانت تفكر زوجتي الحبيبة؟!”
تشانج: “لقد ورد عن الحكماء أن إنقاذ الأعمى لهو من أسمى وأنقى الأعمال”.
الحاكم: “بالتأكيد لقد سمعت هذا القول مرارا قبل ذلك”.
تشانج: “لذلك أعتقد يا مولاي أن بلادنا ستزدهر وتسمو إن أقمنا احتفالا خاصا بالعمي، وخصصنا مكانا بالحكومات للمتعلمين منهم، وخصصنا أجورا للعجزة منهم وكبار السن، وبذلك يعم السلام بكافة بقاع البلاد”.
الحاكم: “زوجتي الحبيبة إنكِ تدفقين علي بأفكار جميلة ومفيدة للغاية، أفكار لم تكن لتخطر على بالي يوما من الأيام”.
تشانج: “إنني خادمتك يا مولاي”.
الحاكم: “بل أنتِ حبيبتي الجميلة وزوجتي المخلصة”.
وعلى الفور أعطى الحاكم أوامره لخادميه بأن ينتشروا بكل بقاع الأرض ليعلنوا عن ضرورة وأهمية قدوم كل العمي بكل أنحاء البلاد لقصر الحاكم من أجل تكريمهم، وأنه سيتم استقبالهم استقبالا حافلا يليق بتكريم جلالة الحاكم بنفسه.
وبالفعل تمت المراسيم، وكان لزاما على الحراس أن يقوموا بإرسالها بكافة البلدان حتى وصل المرسوم لوالد تشانج الأعمى…
رسول الحاكم: “بأمر من الحاكم شخصيا سيم قيام مهرجان خاص للعمي بكافة أنحاء البلاد، وعلى كل شخص أعمى عليه الحضور للمهرجان، وعلى كل شخص أن يعلم كل شخص أعمى بالمرسوم”.
سر كثيرا الوالد الأعمى بسماعه الخبر، فعاد مسرعا لمنزله ليبشر زوجته…
الوالد الأعمى بصوت مرتفع قليلا لتسمعه حيث أنها كانت دائما تتجاهله بحجة أنها لم تكن تسمعه جيدا: “عزيزتي… عزيزتي…”
فخرجت منزعجة: “لم كل ذلك الصراخ؟!، ماذا بك؟!، لماذا تصرخ باسمي بهذه الطريقة؟!، إنني لست بصماء أفهمت ذلك؟!”
الوالد الأعمى: “إنني آسف حقا يا عزيزتي، ولكنني أردت إخباركِ بأنني ذهبت اليوم لمركز الحكومة حيث أعلموني بضرورة حضوري لمهرجان خاص يقيمه حاكم البلاد بالعاصمة بقصره الملكي، وأن هذا المهرجان خاص بالعمي من كافة أنحاء البلاد، وأن الحاكم أمر أيضا بتوظيف المتعلمين منا بالحكومات، وأما عن العجزة والغير قادرين فمنحهم دخلا ثابتا من خزانة الدولة”.
سرت الزوجة كثيرا عندما ذكرت أمامها الأموال: “وبالتأكيد ستأخذني معك يا زوجي الحبيب”.
الوالد الأعمى: “بكل تأكيد يا زوجتي الحبيبة”.
الزوجة: “كل ما علينا فعله الآن هو رهن المنزل بكل محتوياته، ومن بعدها نرحل للعاصمة حيث الاحتفال”.
الوالد الأعمى: “ولم علينا أن نرهن منزلنا ومعنا الكثير من الأموال والأملاك؟!”
الزوجة: “لقد أنفقنا كل ما معنا من أموال يا عزيزي”.
الوالد الأعمى: “وكيف يعقل ذلك؟!، أقمتِ بإنفاق كل أموال حسرتي ووجعي خلال هذه الفترة القصيرة، يا لكِ من مبذرة حقا، لو كانت زوجتي الأولى على قيد الحياة لما كانت فعلت ذلك، إنها لم تكن لتحلم بهذا القدر الكبير من المال، لقد كانت زوجة حكيمة”، وبدت على ملامحه الحسرة والندم الشديد على زوجته.
انزعجت زوجته الحالية، والتي قد بددت كامل أمواله وممتلكاته كليا: “أتعلم إن كررت فعلتك فسأتركك وسأتزوج من رجل أعزب لم يسبق له الزواج حتى لا يذكر لي سيرة زوجته الأولى في كل مرة، ويشعرني دوما بأنني مجرد زوجة ثانية”.
الوالد الأعمى: “اعذريني يا زوجتي الحبيبة لقد زل لساني، وفقدت عقلي لمدة لحظات قليلة”.
الزوجة: “من الأفضل لك أن تبقى هادئا هكذا طوال الوقت وإلا جعلتك تندم حقا على كل شيء”.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضـــــــــــــا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية للأطفال مكتوبة بعنوان نساء صغيرات الجزء الأول
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثاني
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثالث
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الرابع
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الخامس
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء السادس
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء السابع
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثامن
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنـة الأعمى الجزء التاسع