ومازلنا نستكمل أحداث القصة المليئة بالأحداث المتقدة، قصة حب نشأت في غضون الحرب لتلهب قلبين بريئين بنيرانها الوهاجة، قصة تجسد أجمل وأسمى معاني الحب بكل الوجود.
حبيتك بالحرب الجزء التاسع
نظر لأخيه: “الوحيد الذي يلام على كل هذا هو أنت يا سيد مهند”.
مهند بضيق: “ولماذا؟!، كلما تحدثت معها في أمر تحولت أمي لمحامي دفاع موكل عنها”.
علاء: “دعك منهما، من اليوم سوف ألغي الإنترنت نهائيا عن المنزل، إنها فتاة حتى الهاتف من المفترض ألا تمتلكه”.
مهند: “ليس لهذه الدرجة يا علاء، اترك لها الهاتف لتتسلى به”.
علاء: “ماذا؟!، تتسلى به، أتعلم أن أختك كانت سهرانة على الإنترنت حتى الساعة الخامسة صباحا؟!”
مهند: “عادي ممكن أعجبت بشيء وأرادت أن تشاهده، وربما كانت تتحدث مع صديقاتها”.
علاء: “ما أخبرتكما به هو ما سأنفذه، وأي كلام في الموضوع لن أٌقبل به مطلقا”.
مهند: “افعل ما يريحك”.
علاء: “لقد أخبرتكما بما يريحني، عدم وجود إنترنت بالمنزل”.
أحلام: “هيا تناولا طعام الإفطار، وأنا ذاهبة لإيقاظ الفتيات”.
وبعد قليل من الوقت….
دلع وسوزان وميساء: “صباح الخير”.
علاء ومهند: “صباح النور”.
أحلام: “دلع قومي بتسخين هذا الخبز يا ابنتي”.
سوزان: “عمتي ناوليني إياه لأسخنه”.
فذهبت “سوزان” للمطبخ لتسخن الخبز.
دلع: “أمي ما رأيك في حفلة ندعو فيها الجيران وكل الأصدقاء احتفالا وفرحة بعودة علاء إلينا سالما غانما؟!”
علاء بعصبية: “ماذا؟!، حفلة؟!، وعلى شرف من؟!”
تجاهلته كليا وتجاهلت حديثه معها: “أمي ماذا قلتِ؟!”
أحلام: “والله هذا أخيكِ أمامكِ وتصرفي معه”.
دلع: “ما رأيك يا علاء، موافق بالتأكيد؟!”
علاء: “لست وافقا بكل تأكيد، ولن تقام أي حفلات هنا”.
دلع: “ولكن ما السبب؟”
علاء: “إنني لا أهوى الحفلات والزحام”.
دلع: “أرجوك يا علاء سنحظى بكثير من المرح والتسلية”.
علاء: “يمكنكِ أن تحظي بالتسلية دون حفلات ولا غيرها”.
دلع: “ولكنك لماذا تتصرف بهذه الغرابة؟!”
علاء بعصبية: “دلع أكملي أكلكِ دون أن تتفوهي بكلمة واحدة”.
دلع: “لن أكمل آكلي في الأساس لم تعد لدي شهية للأكل”، ونهضت للذهاب لغرفتها.
أحلام: “يكفيكِ دلعا يا دلع، أكملي أكلكِ هيا”.
علاء: “دلع أعطني هاتفكِ دقيقة”.
دلع وقد دب الخوف بقلبها: “وما الذي تريده من هاتفي؟!”.
علاء: “شيء صغير للغاية، أعطني إياه فحسب”.
دلع: “إنه بغرفتي وليس معي”.
ركز عينيه على عينيها ونهض من مقعده وتوجه إليها مباشرة، وضع يده بجيبها فأخرجه: “أتكذبين يا دلع؟!”.
دلع والدموع شرعت تنهمر من عينيها: “أمي أريد هاتفي”.
علاء: “لا هواتف لكِ بعد الآن، وهيا لغرفتكِ ولا تخرجي منها”.
دلع: “أنا لم أتحدث إليك، إنني أتحدث لأمي”.
علاء: “تعالي هنا”.
كانت من شدة خوفها تقدم خطوة وتؤخر الأخرى: “أمي أخبريه أن يعطيني هاتفي”.
علاء صرخ بوجهها: “أتريدين هاتفكِ تعالي واقتلعيه”.
اقتربت بخوف: “علاء أعطني هاتفي”.
أمسكها من شعرها فأوجعها بشدة فصرخت، فوضع يدها على فمها.
ثارت غاضبة: “علاء لا تتحكم بي، الوحيدة التي من حقها أن تتحكم بي وبكل حياتي هي أمي”.
جذبها أكثر من شعرها وجعل وجهها بوجهه: “لقد طول لسانك كثيرا ويريد تقصيره”.
دلع: “لك عني اترك شعري”.
علاء: “على غرفتك ولا تخرجي منها”.
أحلام: “ألا تحترمان وجود والدتكما على الإطلاق؟!، ألست بموجودة بينكما، فلم تفعلان كل هذه الأمور ولا تحترماني مطلقا؟!”
ذهبت “دلع” لغرفته والدموع بعينيها ووجها صار أحمر اللون مثل عينيها.
أحلام بحزن: “علاء لماذا أحزنت وأوجعت أختك الوحيدة، إنك لم تزل إلا يوم واحد وفعلت معها كل هذه الأشياء؟!”.
علاء: “أمي إنني لا أريد سوى مصلحتها، وعادي تحزن لقليل من الوقت وبعد ذلك تتعود على الوضع الجديد ويصير بالنسبة إليها طبيعيا وعاديا للغاية”.
مهند: “علاء من رأيي أعطها هاتفها بدون إنترنت، بالتأكيد هي تحتاجه لمحادثة صديقاتها وهكذا”.
علاء: “اليوم صارت تبكي من أجل هاتفها ونفذنا لها رغبتها، غدا ستبكي من أجل الإنترنت وسنضطر أيضا لتنفيذ رغبتها، وبعدها بإمكانها البكاء وإثارة عاطفتنا تجاهها فننفذ لها كل رغباتها مهما كانت؛ ما حدث أفضل وأصلح شيء بالنسبة لنا ولها”.
كانت “سوزان” تقف وتستمع لكل كلامه وحديثه، لثواني شعرت أنها لم تعد قادرة على السكوت والكتمان، وأنها ترغب أن تنفجر في وجهه، ولكنها بالكاد استطاعت منع نفسها من الحديث معه، ولكنها كانت مقهورة للغاية من طريقة حديثه ومن معاملته بكل هذه القسوة مع أخته….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان حبيتك بالحرب الجزء الأول
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثاني
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثالث
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الرابع
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الخامس
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء السادس
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء السابع
قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثامن